الرئيسية || من نحن || || اتصل بنا | |||||
عن» حزب الله» بين ظاهره وباطنه موفق نيبرية
كان حدثاً خارقاً للعادة للنظام العالمي، ونقطة فاصلة في تاريخ
المنطقة، احتلالُ السفارة الأمريكية في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر
1979 من قبل طلبة «الثورة الإسلامية». بالتوازي مع تلك الذكرى، قامت
القوات الخاصة الإيرانية بإنزال على ناقلة نفط تحمل العلم الفيتنامي في
بحر العرب.. وتلك وهذه، تؤرّخان لسلطة الخميني- الحرس الثوري- خامنئي،
التي تعتمد تصدير الثورة، جزءاً لا يتجزّأ من الأيديولوجيا
والاستراتيجية التي تحملها، وخبزها اليومي. أثبتت حوليّات قرن مضى، أن للأيديولوجيا العرقية والدينية والقبلية قدرةً خاصة على استخدام العنف وسيلة في الصراع السياسي
وقد أثبتت حوليّات قرن مضى، أن للأيديولوجيا العرقية والدينية والقبلية
قدرةً خاصة على استخدام العنف وسيلة في الصراع السياسي. ظهر ذلك مع
العنصرية النازية مثلاً – التي هلّل عرب كثيرون لها- وما جاء في
الولايات المتحدة من عنصرية بيضاء عبّرت عنها قوى مثل الكوكلوكس كلان،
أو منظمات تفرّعت عنها حديثاً؛ ومع قبلية الهوتو في رواندا في مثلٍ
آخر؛ ومع «داعش» و»القاعدة» وأترابهما في مثل ثالث… وفي حزب الله
اللبناني وأشياعه من المتدخّلين في سوريا دعماً لنظام قام على
المعادلات نفسها، والحوثيين في اليمن، ومن المحتشدين بأسلحتهم في
العراق. وفي كل الأمثلة يقوم المشروع على نفي الدولة وتدمير حظوظها،
لمصلحة العرق أو القبيلة ونخبهما.. أو نخبة المذهب التي هيمنت عليه في
البداية. في بلادنا أو منطقتنا، التحمت القومية بالمذهبية، فأصبحتا»
قومية – إسلامية» و»إسلامية – قومية» مع انقسام القومية إلى فروع،
والإسلام إلى مذاهب أو طوائف، بذلك كانت المصلحة القومية الإيرانية
موصولة بمفهوم «الوليّ الفقيه»؛ تحاول أن تربط بين» المصلحة القومية
العربية» في مواجهة الإمبريالية وإسرائيل ومفهوم حزب» السيّد» الذي كان
من أسمائه «سيّد المقاومة» أحياناً، تمييزاً سورياً له عن» سيّد
الوطن». ويعبّر حزب الله ومؤسسوه عن طموح غير محدود، من خلال ورود باب
صعب ومفتوح على كلّ المفاهيم المطلقة حتى النهاية، حين يقول إنه «حزب
الله» وليس حزباً لطبقة أو شعب أو هدفٍ محدّد، إمعانا في العصبية قادرا
على الوصول ببساطة إلى المجازر. سبق حزبُ الله في ذلك» بوكو حرام»
النيجيرية و»جندَ الله» الإخوانية و» جيشَ الرب» الأوغندية وغيرَها، من
الذين يغذّون عنفهم بالطقوس، ويخرجون من ثَمّ من الأليف المألوف –
الإنساني إلى عالم السيطرة والتخلّف والدماء. كما أنه حين يحارب بعض
هؤلاء بعضهم الآخر، يتجلّى حنانهم إلى جانب عصبياتهم، لأن الكلّ يدرك
أن وجود هذا» الآخر» شرط لاستمرار وجوده، لذلك يبدو من العبث الاعتماد
على وجود أحد هذه الأطراف لإضعاف الآخر، حتى من الناحية التكتيكية،
لأن» الضدّ يظهر حسنه الضدّ» ويشحذ من طاقاته ومقوّماته أولاً، ولأن
وجوده يعطي شرعية ما لوجود الطرف المقابل، فنخسر في الحالات كلّها، ومع
الرابحين والخاسرين في تلك المعارك، ولذلك فإن وجود إسرائيل نفسها
وعدوانيتها شرط لوجود حزب الله، الذي يتمسّك بلبنانية مزارع شبعا
المسكينة، كورقة مدعوكة تهبه شرعية من نوع لا يتوقف عنده هو ذاته.
وربّما يكون لدوره في المفاوضات مع إسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية
دلالة فاقعة على حقائق أموره. ذلك كلّه مسار، ومسار لبنان منذ الرابع
من آب/أغسطس في العام الماضي مسار آخر. يومها بلغ مخزون نترات
الأمونيوم في مرفأ بيروت، المتروك بشكل علني مكشوف لاستجرار ما يلزم
منه لحزب الله أو النظام السوري – كما تدلّ كلّ المؤشرات- بلغ «الكتلة
الحرجة» المعروفة في التفجير النووي. هذه الكتلة الحرجة هي الحدّ
الأدنى من المادة الانشطارية، الكافي لإقلاع تفاعل متسلسل يعطي طاقة
انفجار هائل.. وحدث ذلك على هامش المناورات حول إعادة الاتفاق النووي
مع إيران إلى الحياة. فكأنه كان شيئاً من نبوءة أو بشارة أو نذير شؤم.
استطاعت تلك الكمية الهائلة من النترات، القابلة للاستخدام في تصنيع»
البراميل» الأسدية، أو تفجيرات حزب الله، أن تحدث انفجاراً كاد ينهي
حاضر بيروت ومستقبلها، من غير أن يرفّ جفن لسادة الوطن والمقاومة. وهذا
هنا بغضّ النظر عن الصاعق الذي بدأ الانفجار، لأنه ثانوي في الأمر. (القدس العربي) لندن |
|||||
الرئيسية || من نحن || الاذاعة الكندية || الصحافة الكندية || اتصل بنا | |||||