الرئيسية || من نحن || || اتصل بنا | |||||
الأسد وعون.. وقبلهما صدام حسين يوسف بزي
باسم العروبة أخذ صدام حسين العراق من دولة بالغة الثراء والبحبوحة
والازدهار وبجيش قوي منيع إلى حرب مدمّرة وعبثية مع إيران استمرت ثماني
سنوات مهلكة، خرج منها العراق محطماً. كبرياء الديكتاتور وعناده
وإنكاره لكل واقع، وهرباً من حساب الكارثة، أخذه إلى الأسوأ. وهذه
المرة باسم فلسطين سيغزو الكويت. حرب سترتّب على العالم العربي بأسره
خسائر فلكية وتحولات عميقة وتاريخية ما زلنا نعاني نتائجها حتى اليوم.
أما العراق نفسه "المتنطح للامبريالية"، فسيكون دولة بؤس وتحت حصار
دولي استمر 12 عاماً، بنى أثناءها صدام سلسلة من القصور الخرافية
تأكيداً لـ"انتصاراته"، فيما كان راتب أي موظف يساوي سعر بيضتين.
المزيج من الوحشية والقسوة والعناد اليائس سنراه مجدداً في شخص عديم
الكاريزميا، ممقوت وتتنازع في دواخله مشاعر انعدام الثقة ورغبة عارمة
في التفوق على أبيه "الداهية" تسلطاً. لقد بدأ عهد بشار الأسد مع
نهايات صدام حسين. التوجس من المصير نفسه، دفعه إلى الاستشراس قمعاً في
الداخل، وابتذالاً أكثر في "إدارته" للبنان، وارتماءً كلياً في حضن
الحرس الثوري الإيراني.
عشر سنوات لم يبق من سوريا المقتدرة إلا الهباء.. أرض بؤس وكوابيس
مستمرة. وعلى الأرجح أن الأسد هذا مستمر في الرئاسة فوق الحطام. وإذا
ذهب ذات يوم، فسيكون رحيله مصحوباً أيضاً بملايين القتلى (حتى الآن، ما
يناهز المليون قتيل).
بهذا المعنى، وعلى منوال التيار العوني، كما على منوال أتباع حسن
نصرالله، وسائر أتباع القادة الأبديين، كل في طائفته وجماعته، يمكن
القول أن الديموقراطية ميتة في لبنان. هناك فقط نوع من "تعايش" اضطراري
بين أولئك الديكتاتوريين وفق توازن قوى هش، وقائم على العدائية لا على
التفاهم. عون ليس صدام حسين ولا بشار الأسد. لكن ادعاء الطهارة والإيمان بالفرادة واحتكار "الحق" قد يكون مشتركاً بين كل صغار ديكتاتوريي لبنان والطاغيين العراقي والسوري. ربما ما يزعج عون ويميزه أنه ليس حاكماً مطلقاً وليس وحده في السلطة. فخلفه عدد لا يحصى من الديكتاتوريين الصغار، الذين يزاولون تحطيم البلاد فقط رغبة منهم بالسلطة، بفتات السلطة ولو فوق الحطام. (المدن) البيروتية |
|||||
الرئيسية || من نحن || الاذاعة الكندية || الصحافة الكندية || اتصل بنا | |||||