الرئيسية || من نحن || || اتصل بنا | |||||
أذّن يا خطيب د. سامي الكيلاني
تسكننا الذكريات في رمضان،
ككل الذكريات وأكثر، ذكريات المكان الذي غادرناه أو غادرنا، لا فرقُ، البعد واحد، والوجد واحد، وإن تماهى في غير صور، في دمعة حرّى،
أو تلويحة اليدين للغريب، يرنّ في مدرسة الزمان كالجرس، يرسم المكان بالطباشير، على حائطٍ، لوحة لا تزول، تنادينا، ترافقنا أنّى ارتحلنا،
تسكن الروح شمعة لا تنطفئ،
ما زالت تداعبنا، تنادينا،
يصعد المئذنة، نرددها، لا نعي لها معنىً، تمرة في اليد تنتظر، أو لقمة شهية في انتظار الغروب.
تمهل يا زمان حتى نشرب من جدول الحياة جرعة ماء تكفي المسير، يسكننا الحنين في حضن المكان، نعيش، نزرع، نصلّي، نسامر الجيران،
نصوم الحرّ والبرد بصبر راسخٍ، فكيف إذ يغادر الفؤاد رحم المكان، أي حنين بارح يلفّ الروح والجسد،
عباءة من خيوط الشمس وخضرة الربوع؟ يا بساط الريح، يا معجزة الزمان، أين أنت؟ طِرْ بنا بلمح البصر،
لنحلّ في جنة الربوع،
سهرة في ظلال الشهر لا تنسى، يستوحش الرحيل،
نردد من بعده
ألا حملتنا يا بساط وأنزلتنا في جمعة الخلاّن، نحتسي قهوة من دلّة تدور، نسلّم على صانعات الكعك بالتمر المشتهى، وندرك صلاة العشاء في البيت الكبير، ألا أعدتنا يا بساط الخير والكرامات، أطفالاً في حضرة الأمهات والجدات نصغي للحكايات، ننتصر لعيون "جبينة" النائحة، ونضحك من أعمال "نص نصيص"، وننتشي فرحاً بانتصارات الشاطر حسن. ألا جدتَ علينا يا بساطُ ببعض الفرح.
|
د.سامي الكيلاني اكاديمي وكاتب فلسطيني |
||||
الرئيسية || من نحن || الاذاعة الكندية || الصحافة الكندية || اتصل بنا | |||||