الرئيسية || من نحن || || اتصل بنا

 

  

أ.د.قاسم حسين صالح

مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية  

Prof.Dr. Qassim Hussein Salih

Head of Iraqi Psychological Association

Mob.: +964 750 482 9116

ماذا لو خرج الحسين نحو

الخضراء مطالبا بالأصلاح؟!

أ.د. قاسم حسين صالح

 

 كانت رسالة الأمام الحسين هي الأصلاح يوثقها قوله:( اني لم اخرج أشرا،ولا بطرا  ولا مفسدا، وانما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي..)

كان من اسباب الثورة،الظلم والاضطهاد والتجويع وتحريف  الدين  واختلاس اموال الأمة،وتنبيه الحاكم الى ان يعمل بتعاليم الاسلام التي تؤكد على قيم العدالة بين الناس،وان لا يفرّق بين احد من الرعية على اساس القرابة او الطائفة او العشيرة فيكرم من يشاء ويحرم من يشاء،ولا يعتبر ثروة الوطن ملكا خاصا به..يشتري بها الضمائر والذمم ويسخرّها لمصلحته،وينفقها على ملذاته واشباع رغباته الدنيوية..مذكّراً بان دعواته الإصلاحية ما كانت للتنافس على الخلافة وإنما لإيجاد أرضية لعمل الحق مقابل الباطل بقوله :(اللهم إنك تعلم إنه لم يكن ما كان منا تنافسا في سلطان، ولا التماسا من فضول الحطام، ولكن لنرى المعالم من دينك، ونظهر الإصلاح في بلادك، ويأمن المظلومون من عبادك، ويعمل بفرائضك وسنتك وأحكامك). ومن هنا جاءت ثورته من اجل حرية الناس وصيانة كرامتهم الإنسانية، ورفض الذلة التي اعتمدها الطغاة وأتباعهم في تعاملهم مع الناس..

 وباستثناء ان يزيد كان فاسقا وشارب خمر (والله اعلم بمن في الخضراء من الحسينيين!)، فان مساويء حكّام النظام الحال أقبح من مساويء نظام يزيد في ظلم الناس وقتل من يتظاهر مطالبا بالاصلاح ونهب المليارات وتضاعف بطالة الشباب وتجويع 13 مليون عراقي مع انهم يعيشون في أغنى بلد بالمنطقة!..ما يعني ان اسباب الثورة على النظام الحالي هي نفس اسباب ثورة الأمام الحسين على نظام يزيد..التي توصلنا الى التساؤل:

 ماذا لو خرج الأمام الحسين متوجها الى الخضراء مطالبا بالأصلاح؟

سيكون المشهد تراجيديا في كوميديا سوداء.. كالآتي:

   سيقف السياسيون السنّة والكرد من سكنة الخضراء  موقف المتفرج.. يراقبون،وحين يدعونهم شركاؤهم السياسيون الشيعة الى ان يتخذوا موقفا، سيردّون عليهم ( الحسين امامكم وانتم وأياه تنجازون)..ولهم في ذلك قوة الحجة!.

  وقريبا من اسوار الخضراء..سترى الجماهير وراء الحسين..لها أول وليس لها آخر.وحين يرى حكّام الشيعة خطورة الموقف سيشكلون وفدا يتفاوض مع الحسين،وحين يردّ عليهم بالأصرار على الأصلاح فانهم سيخيرونه بين ان يعود من حيث أتى أو القتال..فيلتفت الى العراقيين ويقول قولا مماثلا لقوله( ان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين ..السلة او الذلة وهيهات منا الذلة) فماذا تقولون؟. فيجيبونه بقول مماثل لقولهم (فوت بيها وعا الزلم خليها!)..وحين( يفوت بيها) سيواجه عشرات آلاف المسلحين من الفصائل والميلشيات المسلحة،وألافا اخرى من حمايات فلان وفلان، ودبابات وراجمات وصواريخ ما رآها في حياته، تحذره ان تقدم خطوة فسيطلقون النار..ويخطو الخطوة فتشتعل جهنم، فيلتفت وراءه فلا يرى من تلك الملايين غير مئات من شباب رافعين لافتات (نريد وطن)..

  يتوقف الحسين فيتذكر يوم خذله العراقيون عند بيعتهم له وقتل رسوله وسفيره اليهم،مسلم بن عقيل..فيستعيد خطبته عليهم ( تبا لكم ايها الجماعة وترحا،أحين استصرختمونا والهين فأصرخناكم موجفين سللتم علينا سيفا..وحششتم علينا نارا اوقدناها على عدونا وعدوكم...)

  يدير ظهره نحو الشباب الذين ما يزالون رافعين راية (نريد وطن) فيخاطبهم (تعالوا يا أنصاري..لا اريد لكم ان تقتلوا كما قتل من ناصرني..تعالوا يا احبتي ).

يحتضن صاحب الراية ويعطي ظهره للخضراء عائدا بهم الى كربلاء!..وتصدح هلاهل  زوجات (الحسينيين) المنتصرين ،فيما السنّة والكرد ينظرون الى بعضهم فرحين غير مصدقين!.

Prof.Dr. Qassim Hussein Salih

Head of Iraqi Psychological Association

Mob.: +964 750 482 9116

          +964 770 251 1003

 

 

السياسيون يقولون.. "الحسين

منهجنا لبناء المواطن والوطن"

 

أ.د. قاسم حسين صالح *

 

في مقالته المنشورة بصحيفة الأندبيندنت بعنوان (كيف تحولت بغداد الى مدينة للفساد) يذكر الكاتب البريطاني (كوكبورن) انه كان في العام 2013 يتمشى بشوارع بغداد (فأحسست بألم وأنا ارى شعارا مكتوبا على لافتات سوداء بساحة الفردوس: "الحسين منهجنا لبناء المواطن والوطن")!.

هذا يعني ان هذا الكاتب الأجنبي ادرك ،من ذاك الوقت!،التناقض الحاد بين قيم الأمام الحسين وبين من تولى السلطة في العراق ويدّعون انهم حسينيون.فحينذاك كانت ميزانية العراق تقارب ترليون دولار..اي ما يصل حاصل جمع ميزانيات العراق خلال ثمانين عاما!،وحينذاك ايضا كانت زخة مطر قد اغرقت بغداد (عاصمة الثقافة العربية حينها!)،وجعلوا بغداد الجميلة العاصمة الأسوأ في العالم.

والمخجل،ان من حكم العراق ثمان سنوات (2006-2014)،الشيعي الحسيني، صرح علنا بقوله (لديّ ملفات للفساد لو كشفتها لأنقلب عاليها سافلها)..وما كشفها ، لأنه لو فعل لهدده الخصوم بانهم سيكشفون حيتان حزبه(الحسينيين!) ان كشفهم..وتلك في قيم الحسين وأبيه خيانة أمانة وجريمة لا تغتفر. ومع ذلك يقول للناس بأنه يسير على منهج الحسين، ما اثار سخرية حتى الأجانب..بل أنه صرّح في (2022) بالنص:(اتحدى اي واحد ان يجد دينارا واحدا اودولارا في كل بنوك العالم مسجلا باسمي!).

  الحسين..ما كان شيعيا!

   للأسف، اننا لم نقدم الحسين الى العالم بمضمونه الانساني بوصفه ثائرا مطالبا بتطبيق قيم الحق والعدالة الاجتماعية والوقوف بشجاعة بوجه الظلم والقهر والاستبداد وحيثما كان هنالك نظام يحتكر السلطة والثروة ويحرم الفقراء من حقهم في ثروات وطنهم ،بل قدمناه بوصفه رجل دين ثار من اجل قيم دينية. ومؤسف أكثر اننا جعلنا هذا الحدث التاريخي محصورا بطائفة الشيعة،مع ان ثورة الحسين ما كانت طائفية ولا محسوبة لجماعة معينة،بل كان فيها الحجازي والشامي والعراقي واليمني..والمسلم والمسيحي..ويبدو أن السبب في ذلك ما كان عراقيا،بل ايرانيا لأسباب وثقّها التاريخ ويطول شرحها.

 

قيم الحسين من قيم ابيه

 

 كان الامام علي قد سبق علماء النفس والأجتماع السياسي في تحديد مواصفات الحاكم في وثيقة العهد لمالك الأشتر النخعي التي تبناها الأمام الحسين يوم خرج طالبا الأصلاح في أمّة جده ،سناخذ  قيمتين  فقط من (16) تضمنها ذلك العهد،

 الأولى: حدد الأمام علي مواصفات الحاكم ،بالنص:

(تقوى الله وايثار طاعته واتباع ما امر به،اختيار أفضل الرعية للحكم " اختر للحكم بين الناس افضل رعيتك- مقولة الأمام علي" ،الأستعانة بأهل الخبرة في طلب المشورة،اكرام العلماء ومجالستهم..وانتهاءا بالحلم وسعة الصدر وعدم التسرع في اتخاذ القرارات).

 والتساؤل: أي من هذه القيم تبناها من يدعون انهم احفاد الحسين وأخلص شيعته الذين حكموا العراق من عام 2006؟.هل اختاروا افضل الرعية للحكم؟ وهل استعانوا بأهل الخبرة واكرموا العلماء، ام انهم اختاروا ابناء عوائلهم واقاربهم وان كانوا لا يملكون شهادة ولا خبرة ولا كفاءة..بينها تعيينهم سفراء كثير منهم لا يصلحون موظفين عاديين!؟.وهل اكرموا العلماء ام اضطروهم الى ان يهاجروا لتستفيد منهم دول تقدّر دور العلم والعلماء في تطويربلدانهم؟

والثانية:

 حدد الأمام علي سلوك الحاكم مع الرعية،بـ(العدل والانصاف في التعامل،عمارة الأرض،اعتماد مبدأ التدرج الوظيفي،عدم اشعار الرعية بالمنية،مراقبة دور الحاشية والمتملقين والمنافقين،ستر عيوب الناس،الأصغاء للعامة من الناس،وانتهاءا بالأبتعاد عن الغضب المؤذي والقسوة).                 

  والتساؤل ثانية:هل اقتدى حكام الخضراء من الذين يدعون انهم احفاد الحسين واخلص شيعته بهذه القيم،ام انهم كانوا بالضد منها؟. وهل تعاملوا بالعدل والأنصاف مع الرعية ام كانوا طغاة مستبدين،وبينهم قتلة وقادة ميليشيات؟.و هل عمرّوا الأرض أم جعلوا الوطن خرابا؟

   ان واقع حال عهد حكام احزاب الأسلام السياسي (الشيعية تحديدا) هو بالضد من تلك القيم التي تؤكد على قيم العدالة بين الناس في امورهم المعيشية والخدمية،وان لا يفرّق الحاكم بين احد من الرعية على اساس القرابة او الطائفة او العشيرة،ولا يعتبر ما يجبى من زكاة وخراج (ثروة الوطن) ملكا خاصا به..يشتري بها الضمائر والذمم ويسخرّها لمصلحته،وينفقها على ملذاته واشباع رغباته الدنيوية الزائلة،فيما المعروف للجميع أن المسؤولين الذين يدعون (حسينيون) اشتروا البيوت الفارهة في عواصم عربية وعالمية وبنوا فنادق فخمة وهم كانوا معدمين!.يؤكد ذلك ما قاله السيد عادل عبد المهدي (منهم بيهم!) في فضائية الحرة عراق (ان موازانات العراق منذ 2003 بلغت 850 مليار دولارا معظمها تبدد بالفساد)..والرقم بالدينار العراقي هو 1062 وامامه 11 صفرا!..وتاكيد خبراء اقتصاديين بقولهم ..لو استردت المبالغ المسروقة لكانت حصة الفرد العراقي الواحد منها (50) مليون دينارا!، والباقي يعمّر به الوطن الذي حولوه خرابا.

  والحقيقة التي سيوثقها التاريخ أن اقبح وأوقح من حكم العراق في تاريخه السياسي هم شيعة رفعوا شعار.."الحسين منهجنا لبناء المواطن والوطن"..سخر منهم الأجانب وهزج العراقيون ضدهم مرددين ( الله وأكبر ياعلي الأحزاب باكونه!).

*مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

Prof.Dr. Qassim Hussein Salih

Head of Iraqi Psychological Association

Mob.: +964 750 482 9116

          +964 770 251 1003

 

 

 

السياسيون والحول العقلي والعراقيون وثقافة القطيع

ودورهما السيكولوجي في الأنسداد السياسي

أ.د.قاسم حسين صالح *

 

 كنا نشرنا مقالا عن ( الحول العقلي) المصابة به قيادات سياسية،وآخر عن  (ثقافة القطيع) المصابة به الجماهير العراقية المسيسة.

  هذه المقالة تهدف الى تحليل ما فعله التفاعل بين (الحول العقلي)  و(ثقافة القطيع) على ما اصطلح تسمتيه بـ( الأنسداد السياسي)، ودوركليهما في خلق الأزمات وتعطيل التفكير الباحث عن حلول عملية..وتقترح حلّا عمليا يفك هذا الأنسداد الذي دخل شهره الحادي عشر.

  نعيد التذكير بأن الحول العقلي مصطلح جديد نحتناه نحن ليدخل علم النفس العربي، ويعني تحديدا ان المصاب به يصنّف عالمه الاجتماعي الى مجموعتين:(نحن) و (هم)..يضفي على جماعته(طائفة،قومية...) الصفات الايجابية ويغض الطرف عما فيها من سلبيات،وينسب للجماعة الاخرى الصفات السلبية ويغمض عينه عما فيها من ايجابيات. والمؤذي فيه انه في حالة حصول خلاف أو نـزاع بين جماعته والجماعة الأخرى فإنه يحّمل الجماعة الأخرى مسؤولية ما حدث من أذى أو أضرار ويبرّئ جماعته منها حتى لو كانت شريكاً بنصيب اكبر في أسباب ما حدث.وهو تماما مثل المصاب باحولال العين الذي يرى الواحد اثنين ويصر ويعاند ان ما يراه حقيقة مطلقة،فان السياسي العراقي يرى انه على حق مطلق والآخر على باطل مطلق.

  ويفيد التحليل السيكولوجي للفكر السياسي ان العقل السياسي العراقي مصاب بالدوغماتيةDogmatism التي تعني الجمود العقائدي او الانغلاق الفكري الذي يفضي الى التطرف الديني ، المذهبي ، القومي ، او العشائري.ولأن علماء النفس والاجتماع وجدوا ان الدوغماتية هي احد اهم واخطر اسباب الأزمات السياسية والاجتماعية،وانها السبب الرئيس للخلافات السياسية التي غالبا ما تنتهي بحروب،وانها (مرض)خالقي الأزمات من القادة السياسيين،عليه فان قادة العملية السياسية العراقية لن يستطيعوا ان يتحرروا فكريا من معتقدات ثبت خطؤها،ولن يستطيعوا ان يقدموا تنازلات متبادلة توصلهم الى  حل يفك (انسدادهم)،بل انهم سيعرضون ملايين الناس الى مزيد من الأذي،فضلا عن انهم اشاعوا التفكير الخرافي بين جماهيرهم واشغلوهم بخلافات الماضي التي اشاعت الكراهية والقتل بدوافع ناجمة عن معتقدات سخيفة،واوصلوا غالبية مؤثرة الى الشعور باليأس من اصلاح الحال.

وكنا اوضحنا ان العراقيين المسيسين مصابون بـ(ثقافة القطيع)..وهذه العقدة او الظاهرة الاجتماعية الخطيرة كان لها دور كبير في تعزيز الحول العقلي  لدى السياسيّن و(انسدادهم ) ،لأن ما تفعله ثقافة القطيع انها تعطّل تفكير الفرد وتجعله يفعل ما يفعله الآخرون من حوله ، وينفذ ما يقوله (السيد) او (رئيس الحزب) دون تفكير.. وهذا ما جسدته  في(آب – تموز 2022) جماهير التيار الصدري وجماهير الأطار التنسقيي.

الحل

السبب الرئيس في الانسداد السياسي هو ان السيد مقتدى الصدر (قافل) بتعبير العراقيين ضد مرشح ألأطار التنسيقي لرئاسة الحكومة ،وخصمه السيد (نوري المالكي) قافل ايضا على ترشيح مرشح الأطار. ولأن الخصمين لا يمكن ان يلتقيا، فان الحل يكون باختيار شخصية عراقية مستقلة ونزيهة وكفوءة تحظى بموافقة الطرفين يقوم بتشكيل حكومة من وزراء مستقلين يمثلون المكونات الاجتماعية تحدد مدتها بين سنة الى سنة ونصف تعمل على اجراء انتخابات نزيهة لأعضاء البرلمان العراقي باشراف الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي لتشكيل حكومة عراقية جديدة تغادر سكة المحاصصة الى سكة بناء دولة مدنية حديثة..وبدون هذا الحل فان العراق سيكون بين بديلين، اما ان تضطر الأمم المتحده الى وضعه تحت البند السابع ، او مجهول يوصله الى خاتمة الكوارث.

* مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

 

 

Prof.Dr. Qassim Hussein Salih

Head of Iraqi Psychological Association

Mob.: +964 750 482 9116

          +964 770 251 1003

 

 

       

مقتدى الصدر

ثائر خذل أنصاره

ام مصلح حفظ دماء شعبه؟

تحليل شخصية

أ.د.قاسم حسين صالح

 

  يعدّ رجل الدين الشيعي السيد مقتدى محمد محمد صادق باقر سلمان الصدر ( 4 آب 1974) الشخصية الاكثر شعبية بين جماهير الشيعة ،ويعدّ التيار الصدري الكتلة الاكبر في الشارع العراقي،وهو الشخصية الأكثر جدلا عراقيا وعربيا وعالميا.وما ينفرد به السيد مقتدى أنه ( رجل المفاجئات)..كان آخرها اعلانه في( 30 آب 2022) اعتزاله العمل السياسي بشكل نهائي في مرحلة دقيقة يمر بها العراق.

  ولقد اعتدت أنني استطلع الآراء بخصوص ظاهرة اجتماعية خطيرة  او شخصية سياسية مؤثرة ،بوصفها اهم شروط الدراسات العلمية ،لأنها تبعد الباحث عن تنظيره الذاتي وتجعل دراسته اكثر موضوعية وتشخيصا للحقيقة.. وهذا ما فعلناه،ففي اليوم الذي اعلن فيه الصدر اعتزاله العمل السياسي والطلب الى انصاره بالأنسحاب خلال ستين دقيقة من المنطقة الخضراء ومبنى البرلمان الذي احتله انصاره لثلاثة اسابيع تبعها اقتحامهم للقصر الجمهوري..قمنا بنشر استطلاع  اليكم نصه:

 (هل تعتبر موقف السيد مقتدى الصدر الذي اعلنه اليوم في مؤتمر صحفي..موقفا شجاعا لحفظ العراق واهله،ام انه موقف خذل فيه الشعب وفرّط بدماء شباب ضحوا بحياتهم للخلاص من طبقة سياسية نهبت المليارات وافقرت الملايين،راجين ان تكون اجابتك موضوعية لا انفعالية او عاطفية لانها ستعتمد في دراسة علمية).

 شارك في الاجابة (511) بينهم اكاديميون ومثقفون واعلاميون..توزعت مواقفهم على ثلاث فرق..كالآتي:

الفريق الأول:

 رأى هذا الفريق ان ما قام به السيد مقتدى بسحب انصاره فورا من المنطقة الخضراء كان موقفا صائبا ،اليكم نماذج من أجاباتهم كما هي:

·       موقف شجاع قلّ نظيره في العالم،لا يريد سفك الدماء والقتال بين الاخوه.

·       نعم..كان موقف شجاع ومسؤول حفظ  فيه دماء العراقين والقم الكلاب الحاقده على العراق واهله حجرا،وافشل دعوات امريكا وبعض دول الجوار الحاقد على العر اق واهله.

·       بصراحة موقف شجاع جدا..حفظ فيه دماء ابناء الشعب من فتنة مقيتة.

·       من يستطيع وقف دماء ابناء العراق فله ترفع القبعه..موقف السيد مقتدى موقف الثائر البطل الشجاع ،فعادت بغداد كما كانت،ليبقى ليلها  منيرا في مقاهيها وحاناتها وبجميع تفاصليها،علما انا مستقل.

·       بعيدا عن الدوافع والعواطف والعناوين،السيد انقذ المتظاهرين من كارثه كبيره.

·       الشعارات الاصلاحيه التي رفعها هي مطلب جماهيري، اما انسحابه اعتبره خطوه شجاعه لحقن الدم.المحاصصه هي اساس الفساد ويتعالج الفساد بتطبيق القانون بقوه وصرامه، اما تفسير عبارته (القاتل والمقتول في النار).. يقصد من يحمل السلاح من الطرفين.

·       والله شجاع..انا لست صدريا ولا انتمي لأي جهه،الرجل اعتذر وقال اني اليوم مطأطأ الرأس للشعب العراقي،وهذه من صفات الشجعان..تضحيه واعتذار وانسحاب من موقع قوه والا كانت الأمور اخذت غير منحى.

 

الموقف الثاني : ادان هذا الفريق ما اعلنه السيد مقتدى في مؤتمره الصحفي، اليكم نماذج من اجاباتهم كما هي:

·       خذل الشعب وأمات آخر أمل لهم بألخلاص,وسوف لن تنتهي ألأزمة بل ستظهر مرات ومرات مستقبلاً,لأن ألأحزاب سوف لن تتنازل عن مكتسباتها،وحتى بعد ممات جميع جيلها الحالي سيرثها جيل آخر منهم!.

·       خذل من كان يتوهم منه اصلاحا، والاكثر خذل اتباعه.

·        كنّا نامل ان يساند الشعب الثائر، ولكنه فاجئنا بما قام به وأراح الفاسدين وافرحهم وضاع حق الشهداء الذين ضحوا لأجل العراق.

·       هل كان بهذا الغباء بحيث لا يعرف انه لابد تحدث أعمال عنف! بما ان الطرفين عبارة عن ميلشيات ارهابية مسلحة،وهو براكماتي أكثر من زعامات الاطار.

·       لعبه بيد ايران وامريكا لتثبيت التيارات المواليه لأيران. هذا من جهه، ومن جهة ثانيه اريد اعرف ليش طلب من نوابه يستقيلون وفسح المجال للقوى الخاسره بالصعود للبرلمان..هذه أكبر غلطه وخيانه للشعب.

·       قمة الجهل والغباء السياسي،بحيث جعل خصومه يفرحون ويضحكون عليه.

 

الموقف الثالث:

ركز هذا الفريق على شخص السيد مقتدى،اليكم نماذج من أجاباتهم كما هي:

·       رجل دين عنده ميلشيات إرهابية طائفية ارتكبت جرائم و انتهاكات كبيرة ضد الأبرياء آخرها قمعه لثوار تشرين على يد جماعة القبعات الزرق المجرمين..كيف يحفظ دماء العراقيين؟

·       هو مسؤول عن القتلى والجرحى والدمار.مواقفه غير ثابتة و متغيره. رجل فردي يتخذ القرارات حسب هواه. لا يمكن الاعتماد عليه. صبي لا يفقه من السياسة شيئاً.

·       تصرف غريب وغير متوقع!. لكنه حقن الدماء وافرح الفاسدين.

·       مختصر مفيد..تهديد خامنئي للحائري عزل نفسه عن المرجعية والسياسة  هو ومن يتبعه ،والمؤيدون للصدر من الضحايا راحوا هباءا منثورا.

·       لماذا ادخل  الناس   للخضراء؟ ولماذا اخرجهم؟  وعلام الشهداء؟ وما هي الضمانات لمستقبل العملية السياسية؟.لقد ترك الباب مفتوحا لاحتملات خطيرة.

·       كل الحوزات والمؤسسات الدينية  تعبد المال والوجاهة باسم الله  والشعب المخدّر.

·       رجل يصارع من اجل الاستحواذ الاكثر على السلطة ومن خلالها الحصول على النفوذ والمال.

·       اذا القرار فردي فان عقله غير موزون، واذا له مستشارون فأنها لعبة براس الفقراء ابناء الشعب المظلوم.

·       متخبط  لم يتخذ له مستشارين يوجهون سياسته،لقد خذل انصاره.

·       لعبة قمار بين سبعة من حيتان المافيات  على حساب شعب مغلوب دائما 

تحليل سيكولوجي

    تتجسد في شخصية السيد مقتدى الصدر صفتان هما ( الرمز الديني) و (الرمز المخلّص)،فهو نجل السيد محمد محمد صادق الصدر ابرز رجال الدين الشيعة المعارضين للرئيس الاسبق صدام حسين الذي قتله،ومنه ورث مقتدى (هالة الجهاد) التي حشدها عمليا في الانتفاضة الشعبانية 1999 وقيادته المقاومة ضد القوات الامريكية في 2003  التي وضعته على رأس المطلوبين، وصولا الى تأسيسه سرايا السلام في 2014.

 

  وهو يرث من جده محمد حسن الصدر (هالة سياسية) حيث كان عام 1948رئيسا للوزراء ورئيسا لمجلس الاعيان في النظام الملكي ..وبتوحد هاتين (الهالتين،الرمزين الديني والسياسي ) في شخصية مقتدى فأنهما دفعتاه سيكولوجيا الى ان يكون (الرمز المخّلص) للمظلومين ..وقد تحقق له ذلك في واقعة اقتحامه المنطقة الخضراء الشديدة التحصين  في( 20  ايار –مايس 2016 ) برغم تصدي قوات الامن واطلاقها الرصاص الحي  ووصول انصاره الى مكتب رئيس الوزراء،ورفعها شعار( شلع قلع)  الذي عزف به على اوتار ملايين الفقراء الذين اذلتهم وافقرتهم حكومات بهويات شيعية ونجاحه في ايصالهم الى منحه صفة( القائد) وتولد اليقين لديهم بانه (المنقذ المخلّص) ما دفع تلك الملايين المقهورة الى منحه صفة ( القدسية)..نجم عنها (تضخّم الأنا) لدى السيد مقتدى وصار يرى في نفسه أنه الآمر الناهي بعد ان صار في اللاوعي الجمعي الشيعي انه (المخلص) الذي يجب ان يطاع حتى لو كانوا يعرفون ان في أمره هلاكهم! 

 

 ولنتوقف عند مفهوم ( تضخم الأنا)  لنوضح ان شخصية (الانا المتضخم ) تجمع صفات في توليفة من ثلاث شخصيات،هي  النرجسية التي تأخذ منها حاجتها القسرية الى الاعجاب  بالصورة التي هو يريدها بأنه بطل  يمتلك قدرات استثنائية.وتأخذ من  الشخصية (التسلطية) انفعالاتها الغاضبة ومزاجها الصارم  التي تجسدت بشكل واضح في لغة جسده اثناء مؤتمره الصحفي،فيما ياخذ من الشخصية (الاحتوائية) السعي الى السيطرة على الاخرين واحتواء وجودهم المعنوي والفكري،لأنه يعتبر نفسه انسكلوبيديا يعرف كل شي!

 ولقد  تعززت  هذه الصفات عنده اكثر بعد دخوله المنطقة الخضراء في (2016) وهروب الكثير من الفاسدين، ليحقق لدى الملايين من الفقراء والمسحوقين اعلى درجات التميز بمنحهم اياه صفة ( القدسية ) لدرجة ان كثيرين منهم يقبلّون سيارته حين يمشي في الشارع .

 

مقتدى وخصومه السياسيون

·        ما  الصفات التي يتفرد بها مقتدى الصدر دونا عن كل السياسيين العراقيين؟

 نختصر الاجابة بالآتي:

-         اذا قارنته بخصمه السيد نوري المالكي فان افعال مقتدى تطابق اقواله في الغالب فيما افعال المالكي لا تطابق اقواله والشواهد على ذلك كثيرة ،اوضحها قوله في حوار تلفزيوني " جميعنا نحن الطبقة السياسية فاشلون". ويسأله المحاور: بمن فيهم انت؟ فيجيبه نعم بمن فيهم انا، ويضيف: وعلينا ان نفسح المجال للشباب..وحصل بعدها انه رشح نفسه لرئاسة الوزراء!

-         ومع ان التيار الصدري شارك في كل الحكومات الفاسدة،الا انه كان يحاسب من تثبت عليه تهمة فساد فيما حزب الدعوة الذي تولى السلطة 12 سنة كان يحمي الفاسدين في زمن السيد المالكي، وحين  تولى رئاسة الوزارة الدكتور حيدر العبادي فانه وعد "بضرب الفاسدين بيد من حديد "وقال بالنص "يقتلوني خل يقتلوني"..ثم اعلن بأنه لا يستطيع لأن الفاسدين "يمتلكون المال والسلاح وانهم ..مافيات".

-         ومقتدى اقرب نفسيا للناس،فيما السياسيون عزلوا انفسهم سيكولوجيا بعشرة كيلومتر مربع وتحصنوا بالكونكريت في مفارقة..ان النظام دبمقراطي!

-         ومقتدى تحالف مع الشيوعيين في (سائرون) الذين يصفونهم خصومه السياسيين بانهم كفرة وزنادقة.

-         والاهم،ان السيد مقتدى ينفرد عن السياسيين  باعتبارين: ديني، كونه من ابرز العوائل الدينية الشيعية العراقية،ورسمي يرثه من جده محمد حسن الصدر الذي كان رئيسا للوزراء عام 1948،وعضوا ورئيسا لمجلس الاعيان زمن النظام الملكي.

غير ان السيد مقتدى ..شخصية جدلية ،لأنه يجمع  بين  صفات تجذب الناس اليه تتمثل بانتسابه لعائلة كريمة ،وتقديمه لنفسه بوصفه  قائدا لاكثر الحركات الشعبية نفوذا ،ولأنه طيب القلب و شجاع وذكي ولديه كارزما وقدرة استثنائية على تحريك الشارع،في رأي كثيرين..وصفات نقيضة تجعل كثيرين ينفرون منه حيث يرون فيه انه:متناقض،متذبذب،متعدد الاهواء وكثير التقلبات والقرارات السريعة،وانه لا يمتلك سمات القائد الرشيد.

   والمحنة..في الخاتمة، أن ملايين الفقراء والمسحوقين وجدوا في السيد مقتدى الصدر(المخلّص) الذي سيطيح بأفشل واقبح طبقة سياسية في تاريخ العراق،فأصيب ملايين منهم بخيبة قاتلة لحظة خذلهم باعلانه اعتزاله السياسي، فيما ملايين اخرى يعرفون أنه بالرغم من أن ايران ارادت ان تقضي على السيد مقتدى معنويا ،فانهم باقون يرون فيه أنه املهم الوحيد لخلاصهم من فاسدين افقروهم واذلوهم في وطن يمتلك كل المقومات لأن يعيش اهله بكرامة ورفاهية.

2  أيلول 2022

* مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

 Prof.Dr. Qassim Hussein Salih

Head of Iraqi Psychological Association

Mob.: +964 750 482 9116

          +964 770 251 1003

 

ReplyReply allForward

 


 

تساؤلات خطيرة..لسياسي خطير!

أ.د. قاسم حسين صالح

 

 الأستفراد بالسلطة والثروة هو اساس الصراع بين القوى السياسية الذي تصاعد في (تموز- آب 2022) بين التيار الصدري والأطار التنسيقي ، والنهب والسرقات هما سبب لجوء حكومات ما بعد التغيير الى خلق الازمات التي ادت الى توالي الخيبات في خراب سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي واخلاقي أصاب العراق بالشلل والفشل..لتثبت الأحداث اننا لا نمتلك رجال دولة بل اشخاصا اعتبروا العراق غنيمة لهم فتقاسموه فيما بينهم ثم تنازعوا على القسمة بعد 19 سنة من الشراكة!

 ولنبدأ بهذه الحقيقة

  تدّعي الكتل والأحزاب التي استلمت السلطة بدءا من حكومة السيد نوري المالكي (2006)،انها اسلامية..وهي تعلم ان الدين الأسلامي حذر من (خيانة الذمّة) التي تعني العهد والكفالة،واثقلها حين يكون الشخص مسؤولا عن الرعية،وأقبحها حين يكون هذا المسؤول أمين حزب اسلامي.

    وننوه الى ان مقالنا هذا يخصّ ولا يعمّ،فبين قادة الشيعة من صان الذمّة والضمير وظل مخلصا للوطن وأهله رغم مغريات السلطة والثروة. ولا يعنينا هنا الحديث عن كل الجهات المتورطة بالفساد في العراق،فأمرها صار مفضوحا ومعترفا به من الحكومة والمرجعية والكتل السياسية والناس،بل عن مسؤولين شيعة وعدوا جماهيرهم برفع الحيف عنهم وتعويضهم عما اصابهم من مظلومية،فاغتنوا وما وفوا..وما استجابوا لا لمطالب تظاهرات الجماهير ولا للمرجعية التي بح صوتها،بل استبدوا واستهانوا وخذلوا حتى من انتخبهم..وبينهم من كاد لمن اعتبره منافسا، وبينهم من يدّبر (الآن) أمرا بليل ليؤمنوا حكما دكتاتوريا بجلباب ديمقراطي!.

والحقيقة التي وثقها التاريخ ان الأطار التنسيقي والتيار الصدري شريكان في الفساد ونهب المليارات وامتلاك مؤسسات ومولات ووو.

لكن المسؤولية الأكبر يتحملها السيد نوري المالكي،فهو يعدّ (خائن ذمة) وفق قيم الأسلام بقوله ( لديّ ملفات للفساد لوكشفتها لأنقلب عاليها سافلها) ..وما كشفها خوفا من الخصوم وحماية لفاسدين من حزبه..الدعوة الأسلامي.

 وللسيد المالكي نسأل:

·     وفقا لتقرير المؤشر العالمي للفساد لمنظمة الشفافية الدولية العالمية،احتل العراق  المركز الثالث عالميا في الفساد عام( 2006 ) وجاء بالمرتبة الثانية بين الدول الأكثر فساداً في العالم،وظل محافظا عليها في العام 2009)  ) زمن ولايتك الأولى.

·     في 29 أيلول ( 2007)وجّه تقرير سري أمريكي "حساس" انتقادات شديدة إلى إجراءات مكافحة الفساد في الوزارات والمؤسسات العراقية الرسمية محذراً من أن العراق غير قادر حالياً على تعزيز قوانين مكافحة الفساد،مضيفا أن مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "يتعامل بعدائية" مع فكرة تأسيس وكالة مستقلة للتحقيق في الفساد الإداري برغم انه يصف الحرب على الفساد بأنها الحرب الثانية في العراق.

·     وصف التقرير المؤلف من (82) صفحة النظام القضائي العراقي بأنه " ضعيف ومرعب وعرضة للضغط السياسي"،ويحدد بالارقام حالات الفساد في الوزارات نكتفي بذكر اثنتين منها ،أن "من بين 169 شكوى في وزارة الدفاع،أحيلت ثمان منها فقط إلى المحكمة ولم تتم إدانة إلا شخص واحد فقط،وأنه من مجموع 154 حالة فساد تم التحقيق فيها بوزارة النفط أحيلت 19 قضية فقط إلى المحاكم،تم اتهام اثنين فقط في حين تمتع خمسة آخرون بالحصانة الممنوحة لهم " ما أكسب الوزارة سمعة كونها أكثر الوزارات فساداً ".وكان المالكي هو رئيس الوزراء ووزير الدفاع.

·     نقلت صحيفة واشنطن تايمز عن شيرمان،المستشار السابق بوزارة الداخلية العراقية، قوله: إن مساعي السيطرة على الوزارة تحولت إلى صراع سياسي من أجل البقاء وكسب النفوذ أكثر من كونها محاولات لبسط الاستقرار في البلد.وأضاف أن الوزارة تدار من جانب حزب الدعوة والمجلس الأعلى الإسلامي وحزب الفضيلة،مؤكداً أن طريقة استخدام هذه الأحزاب لمقدرات الوزارة أصبح خارج نطاق سيطرة الولايات المتحدة.وفي آذار 2008نشرت صحيفة النيويورك تايمز "ان النفقات العسكرية العراقية بلغت سبعة ونصف مليار دولار متجاوزة انفاق الامريكيين على الجيش الحكومي البالغ خمسة ونصف مليار دولار".

·     بحسب تقرير لمحقق امريكي بثته فضائية الشرقية أشار الى انه تم تهريب ثلاثين مليار دولارا خارج العراق،توزعت بين شراء جزر وفنادق ومطاعم ومعارض سيارات ومكاتب تحويل العملة وملاهي ليلية..وشراء 150 عقارا في ثلاث دول اوربية سجلت باسماء أقارب الفاسدين،بينهم ثلاثة فاسدين،وزير شيعي وشقيقاه،هرّبوا 820 مليون دولارا!.

 


  نأتي الآن الى شهادات أشخاص..نبدأها بمدير البنك المركزي السابق سنان الشبيبي بقوله:ان رئيس الوزراء السابق نوري المالكي أمر بتعيين أربعة من افراد حزبه الحاكم في البنك ليسيطر على دائرة غسيل الأموال،وانه عين أربعة من أفراد حزبه بمناصب كبيرة، فيما كشف الراحل أحمد الجلبي،عن  قصص فساد يقودها نوري المالكي ومساعد ابنه (ابو شهد ).


وفي حديثه للجزيرة نت أكد بهاء الأعرجي إن "هناك مسؤولين في الحكومة والبرلمان يدافعون عن الفاسدين بسبب انعكاس فضائح هؤلاء على شعبية هذه الأحزاب في الشارع العراقي، وإن حزب الدعوة الإسلامية الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي( تأثر كثيراً من جراء استجواب وزير التجارة الذي ينتمي إلى هذا الحزب"...كاشفا عن وجود ضغوط قوية من بعض الأحزاب لمنع استجواب بعض الوزراء الذين عينتهم هذه الأحزاب في مناصبهم، مقابل سكوت الوزير وعدم كشفه حلقات الفساد العليا في الحكومة والأحزاب.


ويوثق رئيس هيئة النزاهة السيد موسى فرج في كتابه (قصة الفساد في العراق) بقوله "عندما بدأت بالتقرب من فساد بطانة المالكي،وقد إستئذبوا وإستأذب في حمايتهم،ووجدت أن البرلمان مهلل في حينه،وسطوة رئيس الحكومة عليه مكشوفة،وأن رئيس لجنة النزاهة في مجلس النواب الذي بلغها من خلال المحاصصة سيئة الصيت،قد دخل تحت عباءة المالكي في صفقة فاسدة لحماية نفسه وأخيه ومتنفذين من حزبه،وكنت ألاحق قضايا سرقة وتهريب النفط المتهمين بها".مضيفا أن"الأمانة العامة لمجلس الوزراء تحوّلت إلى أخطر بؤرة للفساد في العراقوان رئيس الوزراء (نوري المالكي) أمر بمنع محققي الهيئة من الحصول على نسخ الملفات ذات العلاقة بالفساد".


وفي السياق ذاته أكد القاضي راضي حمزة الراضي،رئيس مفوضية النزاهة العراقية "أن رئيس الحكومة (المالكي) وحكومته رفضوا الاعتراف باستقلال لجنة النزاهة العامة..وان هنالك العديد من حالات الفساد التي تم اغلاقها من قبل الوزراء ورئيس الوزراء تقدر قيمتها بمائة بليون دينار عراقي".

واخيرا افاد وزير المالية علي عبد الامير علاوي ،وهو من أوائل رجال الحكم على عهد وزارة أبن عمه أياد علاوي، في كتاب  استقالته الأخير بانه (تعرف على مدى تدهور الدولة )  من خلال مباشرته بمنصبه  حيث (   تم الاسيلاء على الدولة فعليا من قبل الاحزاب وجماعة المصالح الخاصة).

واخيرا ايضا..تم فضح وزير الأقتصاد صالح الجبوري الذي عينه (ابو مازن)..الصديق المقرّب جدا من السيد نوري المالكي وعليه تهم فساد كبيرة.

وختامها تساؤلان للسيد المالكي

  الأول: حين تولى الأمام علي الخلافة قال:( جئتكم بجلبابي هذا ،فان خرجت بغيره فأنا خائن)،فما هو حالك الآن وانت تجاهر بانك تقتدي بقيم الأمام علي؟!.

  والثاني: في لقاء تلفزيوني لك،قلت بالنص ( جميعنا نحن الطبقة السياسية..فاشلون) ..فسألك المذيع: بمن فيهم انت؟ أجبت: نعم بمن فيهم انا.

فاذا كنت تعترف بأنك فاشل سياسيا ، فلماذا لا تعتزل السياسية وتنصرف الى أدارة ثراوتك ومؤسساتك التي امتلكتها وما كنت تملك شروى نقير..فتريح وتستريح؟

 

 

 

سيناريوهات الصراع

بين التيار والأطارتحليل سيكوبولتك

 

أ.د. قاسم حسين صالح

 

  يعيش العراقيون الآن (2022) حالة قلق مشروع بعد تصعيد الصراع بين التيار الصدري والأطار التنسيقي و لجوء كليهما الى ( ورقة الشارع) بتحشيد انصارهما داخل المنطقة الخضراء وحولها، في حالة شحن سيكولوجي قد تعمل طلقة تائهة على تفعيل دافع التنافس على السلطة الى اشعال احتراب شيعي – شيعي يتحول الى احتراب بين مكونات المجتمع العراقي وينتهي بتدخل دولي يكون فيه الجميع خاسرين.

 حيثيات الصراع

 افرزت الانتخابات المبكرة( 10 اكتوبر / تشرين اول الماضي) عن فوز التيار الصدري باغلبية كبيرة في البرلمان(73) نائبا ،ورفعه شعار (لا شرقية ولا غربية بل حكومة اغلبية وطنية) وعمل على تحقيقها بعقده تحالفا مع الحزب الديمقراطي الكردستاني (الكردي) وتحالف تقدم السني الفائزين الثاني والثالث في الانتخابات . غير أن  الأطار التنسيقي عمد بقيادة السيد نوري المالكي الى تشكيل الثلث المعطل ،فافشل جلسة البرلمان لانتخاب رئيس الجمهورية الذي يمهد لانتخاب رئيس وزراء لتشكيل حكومة جديدة رشح لها السيد (جعفر الصدر) . واستمرت الصراعات والمناورات السياسية بين التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدرلتشكيل (حكومة أغلبية وطنيه) تتجاوز المحاصصة،والأطار التنسيقي بزعامة نوري المالكي الداعي لتشكيل (حكومة توافقية) و الذي كان قد وصف مقتدى علنا بأنه (جاهل سياسيا)، فيما يعتبر الصدر  التطورات السياسية التي يشهدها العراق فرصة لتغيير  النظام السياسي والدستور والانتخابات.

  وسيكولوجيا تتحكم في كلا الخصمين عقدة القيادة، فالمالكي كان بين عامي (2006 الى 2014) الرجل الأول في العراق ولقّب بـ(مختار العصر) فيما تحول الصدر من شخص مطلوب حيا او ميتا من القوات الأمريكية ومنكوبا بواقعة " صولة الفرسان"  في البصرة ، الى ابرز شخصية سياسية في العراق اضطر حتى خصمه المالكي الى التودد له.

أحداث مفاجئة

  يتصف السيد مقتدى الصدر بأنه يتخذ اجراءات غير متوقعه ، أغربها انه اتخذ في (12 / 6 / 2022) وبعد تسعة اشهر من الأنتخابات قرارا بالانسحاب من البرلمان ، وأمر نوابه (الثلاثة والسبعون) بتقديم استقالة جماعية من البرلمان وافق عليها رئيس البرلمان السيد محمد الحلبوسي، لتتحول الكفة في ميزان العملية السياسية لصالح الكتلة الكبرى برلمانيا بعد تعويض نواب التيار بنواب بدلاء معظمهم من الاطار التنسيقي  الذي رشح السيد محمد شياع السوداني لرئاسة مجلس الوزراء.

 

   وفي (4 آب 2022 )  نشر الصدر بيانا على تويتر قال فيه (ان وحدة الصف الشيعي حاليا في غاية الاهمية اذا كانت تبنى على نبذ التبعية والاصلاح الحقيقي  ونبذ الفساد والفاسدين -العربي الجديد ). واشترط تحقيق مطلبين: حل البرلمان واجراء انتخابات مبكرة ..فرد المالكي بالقول ( يجب العودة الى الدستور واحترام المؤسسات الدستورية – المصدر نفسه)

    وكانت مواقف الاطار التنسيقي  متضاربة تجاه الانتخابات المبكرة تمثلت  بثلاثة مواقف: فريق ايد حل البرلمان وفريق  تحفظ عليها وثالث وضع شروطا .. وكان اخرها قيام السيد هادي العامري في( 14 آب 2022 ) بعقد لقاءات مع ممثلي الكيانين ،السنّي بقيادة الحلبوسي والكردي ممثلا بالسيد مسعود البرزاني ومسؤولين في الاتحاد الوطني.

التيار والاطار وتهمة الفساد

 الحقيقة التي تتفق عليها القوى السياسية والمرجعية والناس والخبراء الدوليين  ان الفساد في العراق شاع بعد تشكيل  حكومة 2006 برئاسة السيد نوري المالكي ،وقد شارك فيها وزراء من حزب الدعوة والتيار الصدري، وكان للتيار والأطار نواب في البرلمان ومحافظون ومدراء عامين وسفراء و...بينهم متهمون بالفساد من كلا الطرفين . وفي مناظرة لنا عبر فضائية السومرية مع السيد بهاء الأعرجي يوم كان مسؤول لجنة النزاهة في البرلمان..سالته لماذا لا تحيلوا من عليه تهمة الفساد للمحاكم ؟ فرفع بيده ملفات وقال: دكتور، تشوف هاي الملفات..كلها طلبت تحويلها للقضاء والبرلمان ما وافق!

 العراقيون..يسخرون!

 احتد الصراع بين التيار والأطار فكتبنا منشورا بوسائل التواصل الأجتماعي هذا نصه:

( مقتدر الصدر يراهن على غضب الشارع، فهل يخطط لثورة؟.  وكيف سيحتاط لها  خصمه نوري المالكي  الذي اتهمه بأنه يخطط لأنقلاب مشبوه؟

 وكانت معظم التعليقات تسخر من الذي حصل ويحصل،اليكم نماذج منها:

·        باجر يرجعون!

·        يرتبوها بيناتهم من جديد!

·        احنه بالحضيض سواء مع ثورة الصدريين او بحكومة الاطار!

·        ويمكرون ويمكر الله  والله خير الماكرين

·        مناوره سياسية ليس الا ،صراع بين الساسة لا اكثر  والضحية شعب العراق. الله يعينك ياشعب العراق ترزح تحت المرض والفقر رغم ان بلدك بلد خيرات.

·        هاي السالفة ذكرتي بحكاية صديق راحل،  قال: حين كنت ضابط احتياط في الجيش العراقي ، كلفت بواجب آمر حرس نقطة تفتيش الباب النظامي لمعسكر الرشيد.  ولما انتهى الواجب كتبت ملاحظاتي في السجل ( لم يحدث شيء اثناء خفارتي سوى تغيير النظام من ملكي الى جمهوري).  هههههههه

 *

    وفي (10 آب 2022) ..كتبنا منشورا في الفيسبوك ،اليكم نصه ونماذج من تعليقات اكاديميين ومثقفين واعلاميّن تعطيك الصورة عن العقل الديني وحال العراق و..مستقبله!

 ( العراق العظيم بين..التيار والأطار فقط!

  صراع مستميت للانفراد بالسلطة ..يصعّد السقف بارتفاع خطاب ثوري او تغريدة من رجل الدين السيد مقتدى الصدر ،وينخفض بتصريح من السيد نوري المالكي رئيس الاطار التنسيقي الشيعي وامين عام حزب الدعوة الأسلامي.

 المفارقة : ان المكونات الاجتماعية الأخرى" سنّة،كرد،تركمان.."  تتفرج، والقوى التقدمية والوطنية غير قادرة على تحشيد جماهير تبحث عن قائد يستعيد بأحراره وطنا يمتلك كل لمقومات لأن يعيش اهله  بكرامة ورفاهيه).

 نماذج من التعليقات:

·        د. عباس الكريطي: المال والسيطرة على مصدر القرار،وعدد الوزارات،وكم يدخل الجيوب،واللجان الأقتصادية لكل جهة ..كل هذا ويزيد عليه وراء هذه البلبلة المدمرة للعراق وشعبه. الله ينتقم من كل طاغية دكتاتور يتحكم بأرزاق الناس وحياتهم ،ويعلم الجميع هناك وقفة امام الله ورسوله ووليه امير المؤمنين ترميكم في قعر جهنم ..عندها لا يفيد نسب او أب او حجي ..تحرقكم في الدنيا والآخرة.

·        محمود ابو هدير

 وهل يجب ان يبقى الشعب وأغلبيته الصامتة ساكنا ومتفرجا لما يحصل من صراع محموم قد يقود الشعب الى ما لا تحمد عقباه؟!

·        شيت عساف

 ما لي وللخيل ان غارت وان صهلت& اليس يكفي صغاري دمع أحزاني. قد كنت احسب دمع العين يحزنها& لكنها قد رمتني وسط اشجاني.

·        ابو حسين الربيعي

 دكتور ،في يوم عاشوراء هذا( 9 / 8 / 2022) رأينا جموعا بل طوفانا من البشر يقف العقل حائرا امامه ، وكذلك رأينا كيف تم طرد بعض المسؤولين،  لأن هذا التجمع تجمع طاهرا  لا يقبل النجاسة  والفاسدين، انه تجمع الحسين..تجمع الحق الذي دفع الحسين من اجله نفسه واهله واصحابه.

·        وحيد الخفاجي

هذه السنة (2022) لم يشارك الفاسدون في الرياء كما فعلوا في السنين السابقة ..أي خافوا من ردة الفعل قطعا.

 ·        غالب الشابندر

خطة مجانية لتمزيق الشيعة.علموهم على بوس الأيادي .اشاعوا بينهم قرب ظهور المهدي. حذروهم من المثقف وعلموهم اتهامه بأنه ضد الحسين ..(شيكول السيد ..صح!).

 

آخر تطور – لغاية 16 آب:

      اعلن التيار الصدري عن تظاهرة مليونية في السبت( 20 آب 2022) لم يشهدها العراق ،فتوعد الأطار التنسيقي بتظاهرة (كبرى) ، ما دعى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى التحذير من التورط باراقة الدم العراقي ،داعيا  الى حوار في الأربعاء (17 آب) .و قد تصرف التيار الصدري بحكمة بتأجيله تظاهرة السبت الى اشعار آخر ، بعد تلقيه تهديدات اعلن عنها  (وزير الصدر) بان حياة السيد مقتدى الصدر في خطر من الأطار،واصفا (نوري المالكي وعمار الحكيم وقيس الخزعلي بالثالوث المشؤوم ) ومحذّرا من ميليشيات تمتلك السلاح وخارج سيطرة الدولة.

 

 خمسة سيناريوهات

الأول : لجوء الطرفين ،التيار والأطار، الى توافق بعد ان يدركا ان الاحتراب بينهما لن يكون فيه رابح وخاسر.

الثاني: استمرار حكومة السيد مصطفى الكاظمي بتحديد مهمتها بالتهيأة لانتخابات مبكرة في تسعة اشهر بمفوضية جديدة.

الثالث: قيام قوى سياسية وجهات نزيهة ،وربما عربية، بمبادرات  تقنع الطرفين، التيار والاطار ،على تشكيل حكومة مستقلة تعمل  على اجراء انتخابات مبكرة بقانون جديد ومفوضية جديدة .

الرابع: منح الفرصة للبرلمان الحالي بتشكيل حكومة بصلاحيات محدودة لمدة لا تتجاوز سنة واحدة تعمل على اجراء انتخابات جديدة بشروط يتفق عليها التيار والاطار وممثلين عن القوى السياسية و المدنية.

 الخامس :قيام امريكا بالتنسيق مع قادة كبار في القوات الأمنية العراقية بانقلاب عسكري شبيه بما حصل في السودان تكون السلطة بيد (العسكر) تسيطر على الشارع وتعد بأنها ستعيد السلطة الى القوى المدنية في انتخابات نزيهة بمراقبة الأمم المتحدة.

 

ختامها..تساؤلات مشروعة

 لنفترض ان الأمور آلت الى التيار الصدري، فهل سيعمل على ان يجعل العراق ديمقراطيا ،تتحقق فيه العدالة الاجتماعية، وحرية الرأي والتعبير ، وتطبيق مبدأ من أين لك هذا ،واسترداد الأموال المسروقة من الفاسدين بمن فيهم من كان محسوبا عليه ،وحصر السلاح بيد الدولة؟

 الأجابة متروكة لحضراتكم.

 * مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

 

Prof.Dr. Qassim Hussein Salih

Head of Iraqi Psychological Association

Mob.: +964 750 482 9116

          +964 770 251 1003

 

 

 

ركضة طويريج (1855 – 2022)

تحليل سوسيوسيكولوجي

 

أ.د. قاسم حسين صالح

 

  تناولت الحلقة الاولى تاريخ ركضة طويريج ونتائج استطلاع بخصوص تظاهرتها في ( 30 آب  2020 و 19  آب 2021) وتحديها لأوامر الحكومة وتوجيهات المرجعية المحذرة من وباء كورنا..ونخصص هذه الحلقة لتحليل الظاهرة من منظور علم النفس والاجتماع.

تنـويـــه

  يودّ الكاتب التنويه الى انه ليس معنيا هنا بالاسباب أو الدوافع الدينية،فتلك من اختصاص رجال الدين وهي محترمة ولا يحق لأحد المساس بها لكونها تتعلق بحرية الدين والمعتقد،انما الذي يعنينا هو دور الطقوس الدينية في التحكم بسلوك ومشاعر الجموع الغفيرة من الناس،وتفكيك تركيبتها السيكولوجية من حيث تكرارها وقواعدها ودلالات رموزها.

  لنبدأ التحليل بتحديد معنى مفردة(الطقس) ليكون لنا فهم مشترك..فهي تعني وفقا للـ(المعجم الوسيط) الكيفية التي يتمّ بها أداء الأنشطة المقدّسة وتنظيمها في إطار احتفالي.وتعني من  حيث اصلها اللغوي في اللاتينية:"الأنشطة والأفعال المنظمة التي تتخذها جماعة ما خلال احتفالاتها"،فيما تعني باللغة الانجليزية Ritual  الشعيرة الدينية وفقا لقاموس المورد،وفي المعنى ذاته باللغة العربية ايضا.

 وما يعنينا هنا هو التحليل السيكولوجي للطقوس الدينية،من حيث "قواعدها" التي تنظم الممارسات المقدسة للأفراد،ودلالات رموزها،وقدرتها على التحكم في السلوك،وسيطرتها على اللاوعي الجمعي للجموع باعتمادها ايقاعا واحدا وتقاليد موحدة من قبيل ارتداء المشاركين ملابس معينة،وقيامهم بحركات او افعال مشتركة،بكاء،لطم،اهازيج،اشعار، تلطيخ الوجه والرأس والملابس بالطين او التراب وخاصة النساء..، تثير لدى المشاركين انفعالات تتصاعد احيانا الى حالة جيشان مصحوبة باتقاد المشاعر الجماعية وهيجانها في احياء ذكرى اوتمجيد صاحبه،مشحونة بانفعالات توحّد الجموع وتضبط أداءها كما يضبط قائد الاوركستيرا أداء العازفين والمنشدين.

تساؤلات خطيرة


  تثير الطقوس الدينية التي تظم جموعا غفيرة متنوعة،تساؤلات نراها نحن السيكولوجيين خطيرة من حيث انعاكاستها على الفرد والمجتمع والوطن،نوجزها بالآتي:


• 
هل تعمل الطقوس الدينية على تعبئة الجموع وشحن الوجدان وتجييش الوعي الجمعي بما ينسجم مع متطلبات العصر أم ضدها؟


• 
هل تنسجم الطقوس الدينية الجماهيرية مع القيم الديمقراطية ام تعارضها؟


• 
هل ينجح السياسييون في توظيف الطقوس الدينية لصالح بقائهم في السلطة ام ان الطقوس الدينية يمكنها ان تطيح بالسياسي الذي يستغلها لمصلحته الشخصية ؟


• 
هل تعمل الطقوس الدينية على اضفاء الشرعية على سلطة غير عادلة ام تعمل على سحبها منها؟


• 
وثمة اشكالية جدلية تخص ما اذا كانت جميع ممارسات الناس في الطقوس الدينية،عقلانية ام غير عقلانية،صحية نفسيا ام غير صحية نفسيا؟


  لقد راجعنا كتابات أهم السيكولوجيين والاجتماعيين والمفكرين الذي كتبوا في الطقوس الدينية وسيكولوجيا الجموع (اميل دروكاييم،فولتير،ارك فروم،ميرسيا إلياد،فولتير، روبار ميرتون،رولان بارت،يونغ..) فوجدنا انهم ركزوا على ثلاث عمليات مصاحبة للفعل الطقسي هي:(الشحن الرمزي والتقعيّد والتكرار)..تعمل بشكل تفاعلي على تثبيت قواعد لأحياء واقعة مضت تشحن بالقداسة، وتسرتجع احداثها برموز تلهم الذاكرة الجمعية بدلالات ومعاني لها قيم عليا،تمكّن الممارسين لها ان يعيشوا زمنين في آن: زمن متخيل لواقعة حدثت في الماضي،وآخر حقيقي في الحاضر..يحصل لحظة التقائهما ان الزمن المتخيل يوقف الزمن الفعلي،وعند "وقوفه " تنشط آلية التكرار والاسترجاع المميزة للطقس".


 كان تنبؤ "دوركايم" صحيحا يوم قال:(سيأتي يوم تعرف فيه مجتمعاتنا لحظات من الفوران الخلاّقة،تنبثق من خلالها أفكار جديدة وتتبلور صيغ صالحة -خلال الزمن- لتكون موجّها للإنسانية..وتثبت أنّ في عمق الذات الفردية ذات جماعية كامنة تجعل هذه الممارسات الطقوسية الخلاّقة تستفيق)..فيما اوضح "جلبار دوران" آلية التكرار المصاحبة للطقوس في علاقتها بالزمن بقوله:(اننا حين نكرر ونعيد الأفعال الطقوسية،بحسب القواعد المتعارف عليها،يعني أننا نحيي زمنا ماضيا ونقاوم تجدد زمن حاضر).
 

 وفي المعنى ذاته توصل "بيار بورديو" الى ان (تكرار الإتيان بشعائر الطقوس الدينية بحسب توقيتات زمنية،أسبوعية،سنويّة..،يعمل على ترسيخ المعتقد في "تطبع" الذهن والجسد،لأن الاستعدادات (dispositions) والطباع تترسّخ تباعا عبر عمليات التكرار والتطويع،لاسيما تلك المصحوبة بالشحنات الروحية والوجدانية).وهذا يعني ان تكرار الطقس بعمليات الشحن الروحي والنفسي الاجتماعي يؤدي الى انتقال قواعدها عبر الاجيال بعمليات تنشئة واكتساب ثقافي،يفضي الى ترسيخ المعتقدات والقناعات والميول في الجسد والذهن معا.


  ويرى الأنثربولوجيون وعلماء الاجتماع الذين انشغلوا بتحليل الطقوس،ان السبب الرئيس في صيرورتها ظاهرة يعود الى (الاختلال) الناجم عن التغير السريع في الحياة الاجتماعية للناس،وان ممارسات الطقوس تأتي ردّا لردم هذا الخلل وسدّ ما ينجم عن التغيرات من اختلالات. وبتعبيرنا نحن السيكولوجيين،انها تعمل على اعادة توازن نفسي تمّكن الفرد من التوافق الحياتي والاجتماعي وخفض الخوف الناجم من قلق وجودي في عالم متغير.

وهذا ما تفعله الطقوس الدينية في المجتمع العراقي بخاصة،أنها تنشّط اللاوعي الجمعي لدى جماهيره في الوسط والجنوب بشكل خاص، لمعالجة الحرمان والأغتراب والشعور باليأس من خلال استحضار الماضي والشكوى لأشخاص قضوا نحبهم والتوسل بهم لحل مشاكلهم والتخفيف عن معاناتهم..وهذا ما اثبتناه في دراسات ميدانية.

  وثمة تساؤل افتراضي يجيب عن التساؤلات في اعلاه:لو ان الانسان يعيش حاضرا يمنحه حياة كريمة ويؤمن احتاجاته المادية ويحرره من الخوف وقلق المستقبل،فهل تبقى الطقوس الدينية بهذه الجموع الغفيرة؟.


   يقدم عراق 1959 اجابة عملية،ففي ذلك العام كانت الحكومة قريبة من الشعب،وفيه منح العراقيون عبد الكريم قاسم لقب (ابو الفقراء)..لأنه بنى مدينة الثورة لساكني الصرائف في منطقة الشاكرية،واكثر من 400 مدينة جديدة وعشرات المشاريع الاروائية،بفضل اختياره لوزراء وفقا لمعايير الكفاءة والخبرة والنزاهة ،ولأن الرجل،بشهادة حتى خصومه، كان يمثل انموذج الحاكم القدوة من حيث نزاهته. والذي حصل عندها ان الناس توحدوا سيكولوجيا بحاضرهم وما عادت بهم حاجة لأن يستحظروا الماضي ويتوسلوا باشخاص قضوا نحبهم..ولهذا ما كانت هنالك طقوس دينية بهذه الجموع الغفيرة،بل كانت مناسبات احياء ذكرى لرموز دينية عظيمة تجري خالصة لأصحابها لتشبع فيهم محبتهم وتقديرهم اللامحدود لتلك الرموز الخالدة.


 والمفارقة،ان العراقيين في الزمن الديمقراطي الذي يفترض فيه ان يحقق لهم حياة كريمة،صاروا يتوسلون بمن يقصدون زيارته في جموعهم،تحقيق مطالب حياتية وخدمات تخص الحكومة،كنا وثقنا احداها في (2007) بطلبهم من الأمام الكاظم توفير الماء والكهرباء!،وما يزالون الى (2021) يعرضون مظالمهم على الرموز الدينية دون ان يتحقق منها شيئا.وطبيعي ان لا شأن للامام في ذلك،بل ان أي امام (شيعي او سنّي) لو خرج الآن ودعا المتخاصمين من السياسيين إلى المصالحة لما أطاعوه،ولو أنه حظر اجتماعا واحدا للاحزاب والكتل السياسية لراعه أن يجد المسؤولين فيها على هذا المستوى من خيانة الذمة وتردي الأخلاق.

والحقيقة السيكولوجية الخفية هي ان العقل الشعبي المشحون بانفعال الطقس الديني،لن يتحرر إلا بذهاب سياسيين خبثاء يوظفون الطقوس الدينية للبقاء في السلطة، ومجيء حكومة تؤمن لهم حياة كريمة آمنة،وعندها سوف لن تكون غاية الطقوس الدينية تفريغ هموم،او متعة سيكولوجية في استحضار الماضي هربا من الحاضر،او عرض مظالم على اشخاص قضوا نحبهم..بل اشباع حاجات روحية آخروية وتعبير عن مشاعر حب وتقدير خالصين لرمز ديني يعدّ انموذجا للقيم الدينية والأخلاقية..وتلك هي مهمة العقل التنويري في العراق..علمانيا كان ام دينيا..لم ينتبه لها بعد!

تساؤل:

 ترى..كيف سيكون حال ركضة طويريج في زمانكم يا أحفادنا؟!

 

مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية  

Prof.Dr. Qassim Hussein Salih

Head of Iraqi Psychological Association

Mob.: +964 750 482 9116

          +964 770 251 1003

 

 


ركضة طويريج (1885 – 2022)

توثيق تاريخ – الحلقة الأولى

أ.د. قاسم حسين صالح *

  يعود تاريخ ركضة طويريج الى مجلس عزاء كان يقام في العاشر من محرّم في بيت السيد ميرزا صالح القزويني( ت 1304 هج)..احد أنجال الامام السيد مهدي الحسيني القزويني الذي يعدّ من ابرز اقطاب النهضة العلمية والادبية بالحلة أواخر القرن الثالث عشر الهجري.

 وتروي مصادر تاريخية إنه في سنة ( 1303 هــ المصادفة 1885 م)، وبعد أن وصل السيد القزويني في قراءته المقتل الى استشهاد الإمام الحسين، اجهش الحاضرون بالبكاء والنحيب،فطلبوا منه أن يتوجه بهم إلى ضريح الامام الحسين  فاستجاب لهم وركب على ظهر فرسه وتوجهوا من منزله في قضاء طويريج الى كربلاء وهم يبكون ويلطمون ويرددون (لبيك ياحسين)..تلبية لنداء الحسين: (هل من ناصر ينصرنا)..مخترقين سوق ابن الحمزة  مرورا بسوق الصفارين والعلاوي فسوق الخفافين وصولا الى ضريح الامام الحسين فضريح اخيه ابي الفضل العباس،ثم التوجه الى مكان المخيم الحسيني،حيث اعد اهالي كربلاء خيمة لحرقها استذكارا لما قام به جيش يزيد من حرق خيمة الامام الحسين واهل بيته واصحابه يوم عاشوراء.

واستمرت هذه الركضة التي تنطلق بعد صلاة الظهر عند قنطرة السلام التي تبعد ( 2كم )عن ضريح الامام الحسين تقام كل سنة، الى  عام 1991 حيث قامت جماهير الشيعة باسقاط مدن في الوسط والجنوب اثر انسحاب الجيش العراقي المذل من الكويت اطلق عليها (الأنتفاضة الشعبانية)،اضطرت نظام صدام الى حظرها،واعتقال من قام باحيائها،لتصبح بعد (2003) واحدة من اضخم الطقوس البشرية في العالم،وأطولها عمرا،اذ يذكر المؤرخ الكربلائي سعيد رشيد زميزم ( ان تأريخ تأسيس هذا العزاء في احدى الروايات سنة 1855ميلادية وفي رواية اخرى سنة 1872ميلادية اي يكون عمر هذا الموكب قد ناهز ال150 عاما)..وقد تدوم دهرا بعد ان شارك فيها عرب ومسلمون أجانب.

ركضة طويرج تتحدى كورونا

   ذكرت وكالات الانباء  ان آلاف الزائرين احيوا في (الخميس 19 آب 2021) ركضة طويريج في محافظة كربلاء. وكانت  فضائية كربلاء قد افادت في العام الماضي بأن مدينة كربلاء (شهدت اليوم " الأحد 30 آب 2020" مراسيم ركضة طويريج الشهيرة بمشاركة مئات الالاف من الزائرين.واتجه جموع الزائرين والمعزين ركضا باتجاه مرقد الإمام الحسين (ع) وهم يقومون "بلطم" رؤوسهم تعبيرا عن مظهر الحزن لاستشهاد الامام الحسين.( وشارك ظهرهذا اليوم (الثلاثاء 9 آب 2022) مئات الألاف في ركضة طويريج نحو كربلاء المقدسة معظمهم من الشباب.

ولأن من عادتي أن استطلع الرأي لاوثق المواقف  في مثل هذه الظواهر، فقد توجهنا  في حينها بالآتي:

(تحدوا كورونا،وأوامر الحكومة ،وتعليمات المرجعية..وركضوها بمئات ألالآف.محبة شيعة العراق للحسين..تستحق دراسة سيكولوجية- دينية..ليتكم تشاركون بدلالاتها).

 شارك في الاجابة  عبر وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الالكتروني 407 بينهم اكاديميون ومثقفون واعلاميون من الجنسين ، توزعت مواقفهم على ثلاثة:

 

الأول:ظاهرة روحية

يرى الغالبية ان ركضة طويريج  مشاعر انفعالية طاغية مفعمة بالمحبة والتماهي بشخصية الحسين..اليكم نماذج منها: 

·       هذه كرامة من كرامات الإمام الحسين عليه السلام،ويستحق أكثر فداه أمي وأبي ونفسي ومالي.

·       حب بالفطرة بدون مصالح بدون غايات. اكو اصدق من هكذا حب بالدنيا كلها. ربما الموضوع أكبر من مجرد محبة .. فالمحبة ليست دافع لكل هذه المبالغة في الطقوس.. هنالك محاولة لا إرادية للتطهير من احساس عميق متوارث بذنب..وكذلك رد فعل لتحدي اوقات كانت فيها الطقوس ممنوعة لذلك عادت بقوة لإثبات الوجود ..ترافقها أزمات فكرية واجتماعية وسياسية واقتصادية فاقمتها.

·       عظمة الحسين تغلف قلوب الغيارى ليس في العراق، بل تجدها في قلب كل محب صادق للحسين.الوباء عطل ركن الحج وصلاة الجمعة والجماعه ولم يعطل شعيرة ركضة طويريج من حرارة حب العراقيين للحسين.

·       طبع عراقي...اللي يريده يسويه خصوصا اذا شغله عاطفية ومغمسه بأبعاد فيما يسمى دينية.

·       ثق سيدي الكريم وأنت الباحث الحاذق، ان للإمام الحسين كيمياء روحية من نوع خاص نشعر بها ونعجز عن وصفها. تنجذب الأرواح إليه طوعا وحبا وعشقا، فإذا انجذبت الأرواح هانت الشدائد وسهلت المكاره. حب الإمام الحسين قضية وجود وفلسفة تنهل أصولها وفروعها من قوانين التكوين الإلهية. لم يخطئ الإمام الحسين حينما اختار العراق مقصدا لثورته، بل أثبت معرفة عميقة بالتركيب الاجتماعي والعمق النفسي لأهل العراق.الحسين الآن في طريقه نحو العالمية بعد أن تخطى المحددات المحلية والحدود الإقليمية، والشعب العراقي صوت الحسين المعبر وكلمته الناطقة.

·       منذ بداية الوباء، كنت من اشد الرافضين للتجمعات،واطبق نظام التباعد والتعقيم المستمر خوفا من الوباء والاصابة به،واستنكر كل شخص لايلتزم ولا يعقم،وانا رجل مهندس ومثقف وواعي ومطلع،لكن يا استاذ قاسم ثق بالله العظيم عندما حلت ايام استشهاد الامام الحسين،ذهب كل هذا الخوف من قلبي،ولم افكر لا بالوباء ولا بالموت ، اصلا اصبح الموت عندي بلا قيمة في رحاب ابي عبد الله. لا اعلم لماذا وكيف، لكن لربما هو الذوبان في حب سيد الشهداء ، ولعلي احسست ولو بمقدار قليل باصحاب الحسين وحبهم للموت والتضحية من اجله في ذلك الوقت. ولربما ايضا عرفت القليل من اندفاع ابطال الحشد في القتال ضد داعش واستبسالهم وتضحيتهم وسباقهم نحو الموت، وتلقي الرصاص بصدورهم بدون خوف.

ماذا اودع الله فيك ؟ ،وما سر خلودك وتربعك في نياط قلوبنا ؟وماذا فعلت لنا حتى اصبح الموت لنا عادة والشهادة لنا كرامة ؟

·       العقل في الوقت الحاضر ضد التجمعات لان الشاب يمكن ان يتغلب ويقاوم الفايروس لكن سوف ينقله الى انسان غير قادر على تحمله كأن يكون والده او والدته فكيف ستصبح حالة الناقل للمرض عندما يرى والده يرفس كالطير المذبوح يريد ان يتنفس ويرتجى الهواء ....حتى الامام الحسين لا يقبل بهذه الحاله ...والله الحافظ

·       الامر لايتعلق بالركضة بحد ذاتها بل بالزيارة بصورة عامة حيث اجبر وباء كورونا الكثير الكثير من الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحتى المناسبات الدينية والوطنية اجبرها على التوقف .

·       ثم التباعد الاجتماعي كوسيلة لبعض الملتقيات وتاتي هنا في كربلاء تتجسد روح غريبة في التحدي حيث الملايين تتشابك انفاسهم قبل ايديهم وتتلاصق اكتافهم في منظر مهيب لجموع قل نظير تواجدها في الأيام الاعتيادية! فما بالك في زمن الكورونا ؟ ببساطة ليس هنالك من تفسير غير ان هؤلاء الله حاميهم.

 

الثاني:الحسين..اصلاح

ينظر الى ركضة طويريج بمنظور قيم الحسين التي تدعو الى الاصلاح والثورة ضد الطغاة والفاسدين،اليكم نماذج منها:

·       الحسين لم يأتي حتى يركض الشيعه ركضة ويلطمون الراس، بل من أجل الإصلاح. اخرجوا من أجل إصلاح بلادكم قبل فوات الأوان.

·       العلاقة بين الحسين والشيعي علاقة مركبة ! فالسني مثلا ينظر للحسين على انه احد اولياء الله ..او أحد الصحابة،وهذه نظرة قاصرة جدا بالمنظور الشيعي لأننا نرى الحسين بمنظر الأب الروحي والمخلّص للأمة من عثراتها بل للفرد الشيعي ذاته ايضا .فعلاقتنا بالحسين تتعدى المنطق بتجذرها لذلك انتشرت ظاهرة ( مجانين الحسين ) فهو حفيد النبي وأبن وليه وابن سيدة نساء العالمينوهو الطاهر النسب ( آية التطهير ) وقاتله أبن زنا ابا عن جد ...وقتلته هم حثالات المجتمع آنذاك .. ويزداد تأثرنا بواقعة كربلاء حينما نقارن ان حثالات القوم هم من يحكموننا اليوم فيزيد غضبنا .. فكربلاء تظل نبراسا يهدي من ظل السبيل او بحث عن الحق والعدل بيوم ادلهمت به الخطوب.

·       شنو الفائده حقهم مسلوب صار ١٧ سنه ما حصلوا عليه

 

الثالث: تجاهل وباء عالمي

 

 ويرى آخرون ان ركضة طويريج في زمن وباء كورونا الذي تجاوز عدد الأصابات به (25) مليونا لغاية آب 2020،ناجم عن قلة وعي وتحد ضد العلم لا يدركون حجم ضحاياه في حشود بمئات الآلاف يركضون ويلهون..اليكم نماذج منها:    

·       دكتور الله يخليك يا دلالة فدوة الناس صاحية؟تعرف الاعداد المرعبة اللي راح تصير كورونا بالاسابيع الجاية؟؟ مقدرة قدرات الصحة المتواضعة بالعراق؟؟؟ الامام الحسين يرضى بهاي التصرفات ؟؟مستوعبين كل هالامور لو همة مجرد خالف تعرف وبعدين يكومون يتراكضون منا ومنا عل اوكسجين والمشافي.

·       ترى كلنا نطبخ وكلنا نحب الامام بس مو هيج، حفظ النفس اوجب، والمراسم تكدر تسويها ببيتك،وفلوس الطبخ تكدر تتبرع بيها لانسان محتاج او مريض او تجيب قناني اوكسجين وتخليها للفقراء بثواب الامام، مو اطبخ والم الناس واسوي هوسة، انقل العدوى للناس الله يلطف بينه.. تمام لو لا دكتور؟

·       لطالما اتسمت زيارة الإمام الحسين عليه السلام و شعائرها بالتحدي و نتكلم هنا عن ما عاصرناه ابتداءا بتحدي الاجهزة الامنية القمعية للنظام السابق مرورا بمفخخات القاعدة و مثلث الموت باللطيفية و داعش و اليوم فايروس كورونا رغم إدراك الناس و ادراكنا لخطره، لكن هذا التجمع سيضيف بيانا جديدا لتوضيح واقعة الطف و مدى مظلومية  الإمام الحسين.

 *مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

* دونك الحلقة الثانية..ففيها التحليل

 

 

 

 

الأطفال في عاشوراء

ضرب  الزنجيل..جريمة!

 

أ.د. قاسم حسين صالح *

 

  أعرف أن هناك من سيتهمني بكذا وكذا،لأنني  اعتبر الآباء والأمهات الذين  يدفعون اطفالهم  الى ضرب ظهورهم بالزنجيل و تطبير رؤوسهم بآلات حادة  في عاشوراء..يرتكبون جريمة  بحقهم، لاسيما ان بين هؤلاء الأطفال من هو بعمر ثلاث سنوات!

 ولا يعنيني أمر هؤلاء ،على قلتهم، ولا يعنيني هنا الجانب المعتقدي ، فما يلزمني هنا أمران هما: واجبي بصفتي سايكولوجست ،وتذكير من يعنيه الأمر (الحكومة والبرلمان بشكل خاص) بمخالفة العراق لوثيقة حقوق الطفل بصفته عضوا صادق ووقع عليها. 


في سيكولوجيا الطفولة

   نعيد التذكير بأن (الطفولة) شغلت اهتمام علماء النفس بشكل عام وعلماء نفس النمو بشكل خاص. والمفارقة اننا نحن العرب سبقنا هؤلاء في تبيان اهمية مرحلة الطفولة،يكفي الاشارة الى: اخوان الصفا،القيرواني،ابن سينا،الغزالي ،وابن خلدون الذي خصهم بفصل في مقدمته بعنوان :(في تعليم الولدان واختلاف مذاهب المصار الاسلامية في طرقه)..وجميعهم اكدوا على ان ما يتعلمه الطفل من اسرته وبيئته يؤثر في تشكيل شخصيته طفلا ومراهقا وراشدا، وتحذيرهم للوالدين والمعلمين من استعمال العنف مع الاطفال..بل انهم ،ويالنباهتهم، اوصوا ان يختار الوالدان اسماءا جميلة لأطفالهم!.


    ونعيد التذكير ايضا بأن الكثير من العراقيين لا يدركون أن مرحلة الطفولة المبكرة تعد أهم وأخطر مرحلة في حياة الآنسان،لدرجة انه يمكن تشبيهها بالأساس الذي تبنى عليه عمارة. ولهذا اطلقوا عليها اسم المرحلة التكوينية التي يكتسب فيها مفاهيم تؤثر في سلوكه وشخصيته حين يكبر. فشيخ علماء النفس، فرويد، يرى ان خصائص او سمات شخصية الانسان الراشد تشتق من مرحلة الطفولة وان ما يصيبه من اضطرابات نفسية في مرحلة الرشد تعود اسبابها الى اساليب تنشئته في مرحلة الطفولة. ولخصمه العلمي علم النفس(سكنر) مقولة (اعطني عشرة اطفال وانا كفيل بان اصنع منهم عالما ومجرما وما شئت)،فيما الاسلام سبق الجميع بالقول ان الانسان يولد على الفطرة..ما يعني ان الطفل يتعلم من والديه والمجتمع الذي ينشأ فيه وان ما يتعلمه من قيم ،عادات، طقوس..،تبقى ملازمة له خلال مراحل حياته كلها.


قوانين حق الطفل


   منذ العام 1949 صدرت قوانين دولية متعددة على صعيد الأمم المتحدة ،وبرتوكولات جنيف (1989الى 2005) هدفت الى تثبيت واجبات الأسرة والدولة تجاه الاطفال وما يترتب عليهما من حقوق تخص الطفل وحمايته من امور كثيرة بضمنها (عدم تعريضه الى الأذى الجسدي والنفسي).وكان العراق من بين 193 دولة  التي وقعت عليها. يضاف الى ذلك ان  الدول العربية  اصدرت  قانون حماية الطفل تضمن (145) مادة ،بضمنها تلك التي تنص على عدم تعريض الطفل الى أذى جسمي او نفسي..والعراق من ضمن الموقعين عليه.


  وكان العراق قد اصدر في 2010 (مشروع قانون حماية الطفل) جاء في المادة (1 – أ ):
الارتقاء بالطفولة في العراق بما لها من خصوصيات إلى مستوى ما توجبه من رعاية تهيّأ أجيال المستقبل بتأكيد العناية بالطفل الحاضر)،وأقر في مادته التاسعة بـ(تمتع الطفل بكل الضمانات المقررة في القانون الإنساني الدولي والمنصوص عليها في المعاهدات الدولية المصادق عليها من العراق(..


والأهم من ذلك ان المادة (63 ،و 65) تضمنتا بالنص (كل من اعتدى على طفل بالضرب او بالجرح..وافضى الى موته او احدث فيه عاهة مستديمة يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن عشر سنوات " موت الطفل" ولا تقل عن خمس سنوات "عاهة مستدية ").

أطباء نفسيون ومفكّرون..يحذّرون


   في عاشوراء العام(2017) تم نشر وتداول صور صادمة لأطفال بينهم بعمر ثلاث سنوات جرى تطبيرهم بطريقة سالت فيها الدماء من رؤوسهم على وجوههم وثيابهم،بينها صور لأمهات حاملات اطفالهن المدماة رؤوسهم وهن مبتسمات بتباهي .وكنا قدمنا مذكرة الى المرجعية الموقرة بتاريخ (5/19/2017) حملت تواقيع 763 شخصية عراقية تدعو المرجعية الى اصدار توجيه او فتوى بتحريم تطبير الأطفال في عاشوراء( موثقة في غوغل).

 وانطلاقا من مسؤوليتنا التربوية والسيكولوجية ،فاننا كنا قد توجهنا الى المرجعية الدينية الموقرة في (5 /10/2017) بالتماس نرجوها فيه اصدار فتوى بتحريم تطبير الأطفال،اوضحنا فيه ان هذه العملية تؤدي من وجهة نظر علم نفس الطفولة الى اصابتهم باضطرابات نفسية وسلوكية من قبيل :( كوابيس،تبول لاارادي، فزع، جفلة، تاخر دراسي...)، وان اثارها تمتد الى المراهقة والشباب والرشد،توصلهم الى استسهال العنف والعدوان وتعلم حلّ مشاكلهم والتعامل مع الآخرين باستخدام الالات الحادة،مستندين في ذلك الى دراسات علمية تؤكد ان ما يتعلمه الأطفال من بيئتهم يعدّ محددا رئيسا لما سيكونون عليه في المستقبل.


وكنا طلبنا رأي مفكرين وزملائنا الأطباء النفسيين عن موقفهم فجاءت داعمة لدعوتنا هذه، بينهم كبير الأطباء النفسيين العراقيين الدكتورعبد المناف الجادر(الأردن) ، واستشاريين عراقيين في جامعات بريطانية،بينهم: محمد جمعة عباس،رياض عبد، زيراك الصالحي ، و حسنين الطيار من جامعة اكسفورد،فيما طالب الطبيب النفسي الدكتور الراحل طه النعمة بأحالة آباء هؤلاء الأطفال الى المحاكم. واتفق مفكرون مع موقف الأطباء النفسيين بينهم الراحل الدكتور كاظم حبيب الذي اوضح بأن هؤلاء الآباء يحملون فهما مشوها ومزيفا للدين والمذهب والشيعة ويلحقون أفدح الأضرار بأنفسهم أولاً، وبأطفالهم ثانياً، وبالمجتمع العراقي ثالثاً،فيما رأى الدكتور تيسير الالوسي أن تطبير الأطفال يتطلب تنفيذ القوانين بـ" تجريم " مرتكبيه.


  وها نحن نكرر دعوتنا الى من يعنيهم الأمر: المرجعية،  مجلس الوزراء،وزارة العدل،رجال دين، فضائيات، صحف،مواقع الكترونية،وسائل تواصل اجتماعي..الى الزام الحكومة بتطبيق الاتفاقيات الخاصة بحقوق الطفل، والتوعية الجماهيرية بمخاطر تطبير الأطفال السيكولوجية والشخصية والسلوكية والمجتمعية ،والدعوة الى الحدّ منها وايقافها لضمان جيل سليم نفسيا، يتعامل مع الواقع بمنطق من سيعيشون زمانا غير زماننا ، لا باللطم  وضرب الزنجيل والتطبير بالقامات التي تشيعها جهات سياسية تهدف الى تكريس التخلف وتغييب الوعي لضمان الفوز بالانتخابات!.

 *مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

قادة كتل واحزاب الاسلام

السياسي الشيعة..ليسوا شيعة!

 

أ.د.قاسم حسين صالح

 

 

   تستهدف هذه المقالة تحليل سلوك وقيم قيادات كتل واحزاب الأسلام  الشيعية في الطبقة السياسية العراقية ،و مقارنة اخلاقهم وافعالهم بأشهر الفرق الشيعية، لأثبات بانهم ليسوا شيعة  بمواصفات الحاكم التي حددها الأمام علي..ولنبدأ بالخوارج. 

   تتعدد الروايات بخصوص موقف( الخوارج ) من التحكيم،لكن المصادر الموضوعية تشير الى انهم خرجوا على الامام علي في حرب صفين لقبوله خدعة عمرو بن العاص الذي اشار على معاوية برفع المصاحف  لحظة ادرك ان النصر في الحرب صارقريبا من جيش علي، فقالوا  (لا حكم الا لله )..ما يعني ان (الخوارج الشيعة) كانوا أصحاب مبدأ، وانهم كانوا اكثر اخلاصا لتعاليم الاسلام كما يؤكد علماء اجتماع مثل ابن خلدون ونيكلسون.

 وليس موضوعنا هنا عن الخوارج، ولا عن الرواية التي تقول بانهم رفضوا التحكيم بعد موافقة الامام علي فيما الرواية الاكثر موضوعية تؤكد ان قادة الخوارج (الطائي والسعدي) قالا للامام علي (تب من خطيئتك وارجع عن قضيتك واخرج بنا الى عدونا نقاتلهم)..وقصتهم طويله.

  ما يهمنا هو ان المقارنة بين (الخوارج الشيعة) وقيادات كتل واحزاب الاسلام السياسي الشيعة تثبت أن الخوارج كانوا افضل من غالبية تلك القيادات في الأخلاص لتعاليم الأسلام ، تؤكدها سيرتهم السياسية والشخصية عبر عشرين سنة من حكمهم العراق.واثبتوا عمليا أنهم بالضد من قيم الأمام علي الذي قال يوم تولى الخلافة (جئتكم بجلبابي هذا فان خرجت بغيره فأنا خائن)..ويعرف العراقيون بماذا جائوا، ويعرفون كيف صاروا، ويرونهم كيف يتصارعون الآن(2022) على من سيواصل الأستفراد بالسلطة والثروة ولا يعنيهم الأمام علي..بل انه لو خرج لهم الآن مطالبا اياهم بالأصلاح لخيروه ( وهم شيعته!) بين العودة من حيث أتى او القتال!.

   ومقولتنا في العنوان اعلاه، ليست صحفية بل هي استنتاج لدراسة تناولت بالتحليل العلمي قيم الحاكم من منظار الأمام علي في العهد الذي كتبه لمالك الأشتر النخعي لمّا ولاّه مصر، هدف منها الى تحقيق ما توصل اليه علماء النفس المعاصرون في ثلاث قضايا اساسية:

الأولى:ان يتمثل الحاكم القيم الايجابية في شخصيته بوصفه القدوة التي تتماهى به الرعية وتقلده،

والثانية: توكيده ان القيم هي التي تحدد سلوك الحاكم مع الرعية،وهي التي تحدد موقف الرعية منه،

والثالثة:ان القيم هي الرابط او (الأسمنت) الذي يوحّد افراد المجتمع ،وبدونها يتهرأ النسيج الاجتماعي وتشيع الكراهية والعنف والعدوان.

 فضلا عن ان الأمام اراد لهذا العهد ان يكون وثيقة تستقى منها المباديء التي ينبغي على الحكّام ان يهتدوا بها في كل زمان ومكان..وبالأخص الحكّام الذين هم شيعته..فهل التزم بها من يدعون انهم احفاده واخلص شيعته؟

 

   لقد اشترط الامام توافر( الضمير) لدى الحاكم.ومع تعدد معاني الضمير الذي يعني الرقيب على افعال الانسان،أو القاضي الذي يحكم بالعدل،أو صوت الله في الانسان،فانه في قيمة الانسان أمام الناس أشبه بفص عقيق في خاتم،اذا اخرجته منه صار لا يساوي شيئا،لأن صاحبه يصبح بلا قيم ولا أخلاق.ومع ان انعدام الضمير على أنواع، بينها انني اجريت في الثمانينات دراسة عن البغاء في العراق شملت (78) بغيا وقوادة ،فسألت فتاة كانت جميلة معاتبا: لماذا تسلكين هذا الطريق ؟ فأجابت محتجة: ولماذا تحاسبوننا؟ انها مهنة حالها حال أي مهنة أخرى!..أي أنها ساوت بين مهنتها ومهنة الطبيب والصحافي وحتى القاضي!.

ومع قباحة كل الضمائر الميتة،فأن أقبحها هو خيانة الأمانة حين تكون هذه الأمانة تخص الناس. فعضو البرلمان،او المحافظ،أو المدير العام..الشيعة، مؤتمن على أموال الناس ومصالحهم،وينبغي أن يكون ضميره خالصا لمن أئتمنوه. لكنك ترى صحفنا اليومية فيها كاريكاتورات ساخرة بمرارة عن وزير(شيعي) هرب بأموال الناس المساكين بما يعادل ميزانية موريتانيا، وموظف كبير(شيعي)  يستحرم أخذ الرشوة في الدائرة لأنه صائم، ويطلب من الراشي ان يأتيه بالدبس الى بيته بعد الافطار!..ورئيس وزراء يتباهى انه شيعي، يعلن ان لديه (ملفات فساد لو كشفها لأنقلب عاليها سافلها) ويصمت. ولك في ما تقوله الناس والصحافة عن أمثال هؤلاء ما يجعلك على يقين أن غالبية قيادات كتل واحزاب الاسلام الشيعية  هم أصحاب ضمائر ميتة.ولا يعني ذلك أن نظراءهم السنّة والكرد..اصحاب ضمائر حية، لكنهم أقل منهم ،وانهم ما كانوا هم اول من افسد الضمائر.

·        كتب هذا المقال قبل اقتحام المتظاهرين لمبنى البرلمان العراقي في (27 تموز 2022) ليثبت صحة رؤيتنا ..ان ما جاء فيه قد حصل! وبشكل مخجل، أغربها ان قائدا شيعيا حكم العراق ثمان سنوات ، مسك سلاحه  وتوجه مع حمايته باسلحة في وضع الأستعداد نحو جماهير شيعية اقتحموا مبنى البرلمان!..تبعه تصعيد باعتصام انصار التيار الصدري في الخضراء ودعوة العشائر العراقية للمشاركة في الاعتصام ..تبعهما تصعيد أخطر بتظارهرات الساعة الخامسة عصر الأثنين ( واحد آب) ومحاولة دخول عدد منهم الخضراء من جهة الجسر المعلق..لتضع العراق أمام عدد من السيناريوهات أخطرها ان ينتقل الصراع بين انصار التيار وانصار الاطار الى الشارع العراقي الشيعي في محافظات الوسط والجنوب.

Prof.Dr. Qassim Hussein Salih

Head of Iraqi Psychological Association

Mob.: +964 750 482 9116

          +964 770 251 1003

 

 

نوري المالكي و..عقدة تضخم الأنا

تحليل سيكولوجي

أ.د. قاسم حسين صالح *

   يعني  " تضخّم الأنا " في سيكولوجيا الشخصية  حالة عصابية " مرضيه " لها أسباب متعددة من قبيل تراكم الشعور بالاضطهاد والاغتراب. ولكن العوامل المؤثرة والخفية في شخصية " الأنا المتضخم " إنها تجمع صفات في " توليفة " من ثلاث شخصيات مختلفة هي: النرجسية والتسلطية والاحتوائية. فهي تأخذ من الشخصية النرجسية حاجتها القسرية إلى الإعجاب..أي إنها تريد من الآخرين أن يعجبوا بها بالصورة التي هي تريدها، وأن لا يتوقفوا عن المديح والإطراء،ويسعى صاحبها الى ان يكون بطلا بعيون جماعته. وتأخذ أيضا من خلال التظاهر بامتلاكه قدرات فريدة.

ويأخذ صاحب " الأنا المتضخّم " من الشخصية التسلطية، انفعالاتها الغاضبة واندفاعيتها، وتصنيفها الناس بثنائيات، في مقدمتها ثنائية الأصدقاء مقابل الأعداء،أي من كان معي فهو صديقي وما عداه فهو عدّوي، وتصرفها بالتعالي والعجرفة نحو من هم أقل منه منزلة.وتأخذ من الشخصية الاحتوائية السعي إلى السيطرة على الآخرين واحتواء وجودهم المعنوي وأفكارهم، سواء بالإبهار أو بأساليب درامية أو التوائية،اوبطرح نفسه كما لو كان انسكلوبيديا العارف بكل شيء.

   وبتطبيق هذا التحليل السيكولوجي الذي لا علاقة له بالسياسة على شخصية (المالكي) نجد انها تنطبق عليه. مضافا لها ان السيد المالكي من عائلة مرموقه، ابرزهم جده محمد حسن ابو المحاسن، الشاعر والثائر ضد الاحتلال البريطاني في عشرينيات القرن الماضي، وانه  تماهى بجده  وتوحّد به في طفولته وشبابه ونشأ لديه (قوة الأنا) وهي  حالة صحية تعزز الثقة بالنفس  واحترام الذات..وكان لها الدور في (تضخم انا) المالكي بعد ان استلم السلطة في 2006 وصار الرجل الأول في العراق.

 مؤشرات لها دلالات

كان السيد نوري المالكي قد كلفه رئيس الجمهورية الراحل جلال الطالباني في نيسان 2006 لرئاسة حكومة تنهي حالة جمود سياسي استمر شهورا بعد حكومة اياد علاوي المؤقته(2004-2005) وحكومة ابراهيم الجعفري(2005-2006)اللتين لا يمكن تحميلهما مهمة استعادة هيبة الدولة لقصر المدتين ولهشاشة الوضع السياسي.

ومن متابعتي للمقابلة التي اجرتها معه فضائية الشرقية مساء (18/8 /20) تحدث السيد نوري المالكي عن هيبة الدولة،واصفا اياها بأنها ضائعة ومستشهدا بوجود مدن شبه ساقطة كالناصرية..ومن استطراده في التفاصيل استنتجت أن هيبة الدولة عند السيد المالكي تعني (طاعته!)،ومن يخالفها فهو فوضوي ومخرّب..وسيكولوجيا،يعني هذا القول من رجل حكم العراق ثمان سنوات أن في داخله (تضخم انا) تفضي سيكولوجيا الى شخصية مستبد،لأن هذه الصفة هي القاسم المشترك عند كل الحكّام الطغاة..قديما وحديثا.

وعليه ،يكون السيد نوري المالكي هو المسؤول الأول عن استعادة هيبة الدولة لأنه تولى رئاسة الوزراء ثمان سنوات (2006- 2014).صحيح انه واجه احترابا طائفيا وحربا داعشية شرسة..لكن هذا لا يعفيه من امكانية استعادة هيبة الدولة..ولنكتفي بمساءلته عن اخطر معيار انهى هيبة الدولة في زمنه..الفساد..وله في العراق حكاية يكفي ان نشير الى  ان صحيفة واشنطن بوست ذكرت بعددها الصادر في ( 23-9-08)بأن (13)مليار دولار من أموال الاعمار في العراق أهدرت أو نهبت عبر مشاريع وهمية وعناصر فاسدة في الحكومة العراقية،فيما نسبت الاذاعة البريطانية (بي بي سي في 28-9-08)الى لجنة تخصصية في حكومة المالكي وجود ثلاثة آلاف حالة فساد مالي موثقة بأدلة قاطعة.

.وباعترافه في كلمته امام مجلس محافظة بغداد في( 20-9- 2008) قال المالكي بالنص " كثيرا من المسؤولين قد أثروا كثيرا"،مع انه هو رئيس الوزراء المسؤول عن هؤلاء المسؤولين!.

والأخطر من هذا الذي يفترض ان يعرضه لمساءلة قانونية هو اعترافه علنا بقوله:(لديّ ملفات فساد لو كشفتها لانقلب عاليها سافلها)..لأنها تعد خيانة ذمة..ولا تفسير لها سوى ان بين الفاسدين الكبار من هم اعضاء في حزبه الحاكم،فخشي الخصوم ليعتمد واياهم مقولة (تسكت عني اسكت عنك)...وبرغم كل هذا يدفعه (تضخم الأنا ) الى ان يرشح الى رئاسة مجلس الوزراء في (2022)،برغم انه صرح علنا وبالنص (..وانا اعتقد بان هذه الطبقة السياسية وانا منهم ينبغي ان لا يكون لها دور في في رسم خريطة العملية السياسية! ).

ضربتان..هزتا تضخم الأنا

  تعرض (تضخم الأنا) عند السيد المالكي الى ضربتين موجعتين،الأولى سددها له الدكتور حيدر العبادي.فحين جرى ترشيحه في (2014) لرئاسة مجلس الوزراء،وقف المالكي بالضد منه،واصفا اياه بأنه يمثل نفسه لا حزب الدعوة الذي هو أمينه.بل ان الامر وصل الى (تجييش) حزب الدعوة ضد ترشيح العبادي،وحملة (تثقيف) بأنه لا وجود للشيعة الا بوجود المالكي،مصحوبة بتهديد احدى القياديات فيه بقولها (ستكون شوارع بغداد دمايات ان ترشح احد غير المالكي).

وكان لهذا المأزق بعد سيكولوجي - سياسي خلاصته ان المالكي رأى في صاحبه العبادي أنه غدر به،وهز (الخليفة) بداخله،واطاح بطموحاته التي صورت له انه زعيم من نوع فريد، واشعرته بخوف سياسي يهدد مكانته ان نجح العبادي فيما لم ينجح هو فيه.وهذه حقيقة ادركها العبادي نفسه حين شعر يومها بمخاوفه التي دفعته الى التصريح علنا في كربلاء) يريدون يقتلوني..خل يقتلوني). وكان العبادي متحررا من (عقدة الخليفة) يوم سلّم رئاسة الوزراء بسلاسة لخلفه عادل عبد المهدي،فيما هي كانت تسكن في اعماق السيد المالكي الذي تصرف بها كما لو كان رئيس دولة في استدعائه بمكتبه لوزراء حكومة الكاظمي،ويومها كنا نشرنا مقالة بعنوان (من يحكم العراق..الكاظمي أم المالكي؟)..وأنه ورغم كل ما عليه من افعال يعدها خصومه جرائم، فانه (استمات) في (2022) ان يكون هو رئيس وزراء الحكومة الجديدة.

والضربة الثانية الموجعة التي استهدفت (تضخم الأنا) لديه، سددها له السيد مقتدى الصدر.فالمالكي كان قد وصف مقتدى بأنه (جاهل في السياسة)..واثبتت نتائج الانتخابات فوز التيار الصدري بـ(74) مقعدا في البرلمان العراقي ،فيما حصل المالكي على (37) مقعدا.وكانت آخر ضربة ( ولن تكون الأخيرة) وجهها السيد مقتدى (لتضخم أنا ) المالكي هي اقتحام انصار التيار الصدري مبنى البرلمان العراقي في (27 تموز 2022) لأبطال ترشيح السيد محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة العراقية الجديده،الذي وصفوه بأنه (ظلّ) المالكي، التي استفزت (أنا) المالكي ،فامسك بسلاحه ومعه حمايته باسلحة في وضع الأستعداد متوجها  لمقاتلة شيعة كان قد وصفوه يوما بأنه (مختار العصر)!

 الأحتراب..او الأنتحار.

  تفيد قراءتنا السيكولوجية للحكام، ان المصابين منهم ب(ـتضخم الأنا) يتحكم بهم العناد العصابي الذي يعطل دور العقل ويشحن انفعال الغضب،الذي يؤدي الى الحقد

والأنتقام ،فيكونون أمام خيارين: اما الأحتراب او الأنتحار. وبما أن السيد نوري المالكي متدين ورئيس لحزب أسلامي ، فانه سيختار الأحتراب  ان اوصله خصمه الى ان تسقيطه الجماهيري والسياسي بات أمرامحتوما ،فيستعين بـ( صديق) ،فأن لم ينجح في رد الأعتبار لـ(أناه المتضخم) فأن عناده العصابي سيجبره على رفع شعار (عليّ وعلى أعدائي)..وتلك نهاية لا نتمناها له ولا لخصومه.

*مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

 

 

نوري المالكي تحليل سيكوبولتك

لثمان سنوات من حكمه(1(

أ.د.قاسم حسين صالح

مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

 

توطئة

 في 15/6/2022 اعلن السيد مقتدى الصدر انسحابه من العملية السياسية بعد موافقة رئيس البرلمان السيد محمد الحلبوسي على استقالة نواب الكتلة الصدرية الثلاثة والسبعين بعد ازمة سياسية  استمرت اربعة اشهر من الانتخابات التشريعية ، عمد فيها  الثلث المعطل الذي يقوده الأطار التنسيقي الى الحيلولة دون تشكيل حكومة اغلبية وطنية كن قد دعى لها التيار الصدري.ومع تعدد اسباب انسحاب مقتدى الصدر ما اذا كان قرارا فرديا او تشاوريا مع مستشاريه ، او انه يريد ان يمنح الفرصة لمن وصفهم بالفاسدين لتشكيل حكومة يرى انها لن تدوم ستة اشهر، او انه يخطط بطريقة (نخبطها ونشرب صافيها)،او ان امرا او طلبا او تهديدا جاءه من جهة خارجية وانسحب مضطرا..فأن الجو السياسي خلا للأطار التنسيقي لتشكيل الكتلة الأكبر ، وان السيد نوري المالكي يعمل الآن لأن يكون هو رئيس وزراء الحكومة المقبلة.

المالكي..هل يصلح ثالثة؟

 كان السيد نوري المالكي قد كلفه رئيس الجمهورية الراحل جلال الطالباني في( نيسان 2006)  لرئاسة حكومة تنهي حالة جمود سياسي استمر شهورا بعد حكومة اياد علاوي المؤقته(2004-2005)وحكومة ابراهيم الجعفري (2005-2006) ،وتولى رئاسة

 الحكومة لثمان سنوات(2006 – 2014) واجه فيها احترابا طائفيا وحربا داعشية شرسة.

  ومع ان المالكي ما كان معروفا سياسيا او ذا شأن قبل عام (2003) ،وانه كان يعمل في مكتب حزب الدعوة بدمشق ويستلم راتبه من هذا الحزب،فان انصاره يرون فيه انه سياسي محنك وجريء وشجاع ، يكفيه انه صادق على حكم اعدام صدام حسين،  ورفض السماح للقوات الامريكية بالبقاء في العراق بعد عام( 2011).وانه انضم الى حزب الدعوة الاسلامية في سبعينيات القرن الماضي واصبح قياديا فيه في الثمانينات، وعمل بعد( 2003 ) متحدثا رسميا باسمه واتلاف احزاب الشيعة والائتلاف العراقي الموحد..ويعد من انشط السياسيين العراقيين بعد( 2003)،حيث استطاع الأنفصال عن الأئتلاف العراقي الموحد وتكوين ائتلاف جديد بأسم (ائتلاف دولة القانون)تمتع بقاعدة شعبية واسعة بين جماهير الشيعة،مكنته بالحصول على 89 مقعدا في انتخابات 2010 بفارق مقعدين عن ائتلاف (العراقية) الذي يقوده أياد علاوي. ويحسب له ايضا انه واجه احداث عنف طائفي هددت وحدة البلاد  وتمكن من تجاوز تهديدات خطيرة كادت ان تؤدي الى التقسيم واخرى كانت تستهدفه ، فان ما يحسب عليه هو في رأي خصومه ومحللين انه ارتكب ما يعد جرائم يعاقب عليها القانون اخطرها انهم يحملونه سقوط الموصل وفاجعة سبايكر وشيوع الفساد، فضلا عن اعترافه هو بالفشل السياسي ويغلفه بصيغة الـ (نحن) الشركاء.

 

 

ويتهم المالكي انه استخدم السلطة والمال في انتخابات اكد مراقبون انها رافقتها حملات تزوير وهدايا وشراء ضمائر ووعود ليبقى على كرسي الحكم ثانية.وهناك ما يؤكد ذلك، فحين جرى ترشيح حيدر العبادي (2014) لرئاسة مجلس الوزراء،وقف المالكي بالضد منه،واصفا اياه بأنه يمثل نفسه لا حزب الدعوة الذي هو أمينه.بل ان الامر وصل الى (تجييش) حزب الدعوة ضد ترشيح العبادي،وحملة (تثقيف) بأنه لا وجود للشيعة الا بوجود المالكي،مصحوبة بتهديد احدى القياديات فيه بقولها (ستكون شوارع بغداد دمايات ان ترشح احد غير المالكي).

وكان لهذا المأزق بعد سيكولوجي - سياسي خلاصته ان المالكي رأى في صاحبه العبادي أنه غدر به،واطاح بطموحاته التي صورت له انه زعيم من نوع فريد، واشعرته بخوف سياسي يهدد مكانته ان نجح العبادي فيما لم ينجح هو فيه.وهذه حقيقة ادركها العبادي نفسه حين شعر يومها بمخاوفه التي دفعته الى التصريح علنا في كربلاء( يريدون يقتلوني..خل يقتلوني). وكان العبادي متحررا من (عقدة الخليفة ) يوم سلّم رئاسة الوزراء بسلاسة لخلفه عادل عبد المهدي،فيما هي ما تزال تسكن في اعماق السيد المالكي الذي ما يزال يتصرف بها كما لو كان رئيس دولة في استدعائه بمكتبه لوزراء حكومة الكاظمي.

وثمة حقيقة مؤسفة ان الغالبية المطلقة من حكاّم العراق هم من جيل تجاوزه الزمن،ومع ذلك فان سيكولجيا الخليفة(البقاء على كرسي الحكم الى يوم يخصه عزرائيل بالزيارة) تتحكم بهم مع انهم اثروا..بملايين ومليارات وقصور ومولات وشركات،وان عليهم ان يتركوا الأمر لجيل الشباب، وتلك حقيقة يعترف بها السيد المالكي ويدعو في تصريحاته الى ان يتركوا قيادة البلد للشباب (لأنهم فشلوا وأنا منهم!- نص عبارته)..ولكن افعاله حتى في زمن حكومة الكاظمي تؤكد النقيض، والمفارقة الأكبر..انه يسعى الآن لرئاسة الحكم في العراق!.

  يتبع في الحلقة الثانية

*

Prof.Dr. Qassim Hussein Salih

Head of Iraqi Psychological Association

Mob.: +964 750 482 9116

          +964 770 251 1003

 

حكومة عقائدية!

 

أ.د. قاسم حسين صالح

 

توطئة

في (9 نيسان 2022 ) قال السيد نوري المالكي ..يجب أن تكون الدولة والحكومة مقدسة.

وفي اليوم نفسه قال السيد احمد الصافي النجفي ..الكتل السياسية لا تستجيب لدعوات المرجعية.

مقولتان متضادتان في يوم واحد لرئيس حزب الدعوة وممثل المرجعية الدينية، وعنهما تساءلنا في منشور:   العراقيون ..بمن يصدّقون ؟

وبنفس اليوم تساءلنا بمنشور آخر،ماذا يعني السيد المالكي بقوله:

 (ان العراق بحاجة الى حكومة عقائدية ،وان الحكومة الجديدة يجب ان تكون نزيهة وقوية في الدفاع عن مصالح الشعب).

اين ترى مشكلة المالكي والشعب العراقي متعدد الاديان والقوميات والعقائد؟ واين ترى مطالبته بحكومة نزيهة وقوية في الدفاع عن مصالح الشعب ،وقد ترأس حكومتين ثمان سنوات؟.

*

 من عادتنا أننا نستطلع رأي أكاديميين ومثقفين واعلاميين في قضايا فكرية وسياسية مثل هذه، اليكم والى السيدين احمد الصافي النجفي ونوري المالكي..نماذج منها:

·        الحاج قاسم التميمي:ألم تقرا ياسيد نوري كيف بنيت الدول ومن بناها! عن اية عقيدة تتكلم؟ .ألم تسمع عن ماليزيا ، سنغافوره،الهند،الصين،تركيا..لا علاقة لها باية عقيدة.انت تقول ما لا تعي  وتحمل عقلية ثارية.

·        مضر الموسوي:عن اي عقيدة يتحدث وقد حكم العراق بعقيدة الطائفية والشيطنه  والاستغلال،واعترف نهارا جهارا بفشله،ولم يندم على ما فعل،ولم يصحح مسيرته او يغير نهجه.رجل يتخبط وينتهز الفرص ويراوغ..بدد المليارات بمشاريع فاشلة واخرى للفوز بالانتخابات.

·        عادل مطشر:اعتقد انه يحاول ان يقول اشياء مختلفة،ربما لا يفهم ولا يعي ما يقول بدقة،فمن باب يدعو لحكومة الاغلبية ومن ثم يصر على التوافق ليشترك الجميع ،ثم حكومة عقائدية..لا ادري بعقيدة واحدة ام بمجموعة عقائد كي تتسق مع التوافق الذي يصر عليه بعد ان امضى ثمان سنوات اعترف في نهايتها بالفشل الذريع علانية وعلى الفضائيات!

·        د. سلام جياد:ان فرعون استخف قومه فاطاعوه انهم كانوا قوما فاسقين.العلة ليست بالمالكي بل بالشعب الخانع الذي تم تدجينه وقبوله بالمهانه.

·        حكمت سليم :ما الذي يقصده بإقامة حكومة عقائديه؟والجميع يعرف بأن العقائديه عند المؤمن المالكي وفكر حزب الدعوه  مرتبطه بظهور المهدي المنتظر،اي يجب أن تكون هذه الحكومه عقائديه تهيئ الظروف لاستقبال جيش المهدي ولا تهمها المشاريع والخدمات.

·        مظفر المنصور: المالكي مسؤول الاول عن كل الفساد والفقر  وعدم وجود خدمات واعمار  وبناء ومشاريع وعمران وتبليط وتنظيم..اي عقائدية وانتم حولتموها طائفية قوية وجعلتم العراق تابعا لايران ضعيفا وسوقا لبضائعها!

·        د. أمل المخزومي:الحقيقة مصالح وضحك على الشعب،وتخدير اعصاب هذا الشعب الجائع المسكين.كفى ظلما لأطفال العراق والعيد قادم وذنب الطفل ودمعته برقابكم جميعا.

·  عطية شلال:مصالحهم تجعلهم متناقضين،لأن للمرجعية رأى فيهم دعتهم اكثر من مرة الى انقاذ البلد وهم غير مبالين لها.

·          محسن الخفاجي الحلي:المرجعية الدينية بما تمتلك من ثقل ديني عليها أن تقف مع الشعب المغلوب على أمره بسبب ظلم وفساد الاحزاب الحاكمة التي تدعي التدين والعدل،ولايكفي أن تكررعبارات غير واضحة بنقد الحكومات المتعاقبةوعدم استقبال الساسة..والآن كأنها استغلت جائحة الوباء فرصة للابتعاد عن أزمات وهموم الفقراء..وفي القرآن الذي هو دستور المسلمين آية تجاهلها الطرفان الحكّام والمرجعية..والتي تقول (قفوهم فهم مسؤولون)!

      نسخة منه للطرفين.. اينكم من كتاب الله..مع جل احترامنا للمرجعية.

الحكومة العقائدية..لا تصلح للعراق

   في مراجعتنا للأدبيات الأسلامية وجدنا ان العقيدة تعني اصطلاحا الإيمان الجازم،والحُكم القاطع الذي لا شكَّ فيه، فهي ما يؤمن به المسلم ويتَّخذه مذهباً ويربط قلبه وضميره به ويتّخذه ديناً،وتُسمّى عقيدة سواءً كان هذا الاعتقاد صحيحاً أم باطلاً،فيما تعني في الاصطلاح الشرعي.. الامور الدينية  التي يجب على الفرد الايمان بها بقلبه  وبيقين لا يتطرق له الشك.

 ولا نريد  الأستطراد، ففيه تكثر الاجتهادات والاختلافات  بقدر ما نريد الوصول الى ان العقيدة هي الأساس الذي يقوم عليه الدِّين،فيما الأيديولوجيا هي الاساس الذي تقوم عليه السياسة..والفرق كبير بين العقيدة بمفهومها الديني والأيديولوجيا بمفهوم علم الاجتماع السياسي.

مشكلة المالكي

  في مقولته هذه تحديدا(حكومة عقائدية) يتحدث السيد المالكي وكأن الأربعين مليون عراقي كلهم مسلمون فيما هم متعددو الأديان والعقائد،وانهم كلهم عرب فيما هم متعددو القوميات،وأنهم كلهم شيعة فيما هم متعددو الطوائف والمذاهب..وعقلية قائد سياسي كهذا لا تختلف عن عقلية حاكم دكتاتوري او رئيس حزب حاكم يريد فرض فكر وعقيدة حزبه على الناس..كما فعل صدام في نهجه بـ(تبعيث العراقيين).

  والرجل متناقض،فهو يدعو الى تشكيل حكومة( نزيهة  تخدم مصالح الشعب)..فيما انعدام النزاهة في عهد حكمه (2006 - 2014 )هي اسوأ وأقبح  ما شهده العراق بتاريخه السياسي.. نسوق له ولكم ما ذكرته صحيفة واشنطن بوست بعددها الصادر  في (23/ 9/ 2008) بان 13 مليار دولار من اموال الاعمار في العراق اهدرت او نهبت عبر مشاريع وهمية  وعناصر فاسدة في الحكومة العراقية، فيما نسبت  الاذاعة البريطانية  ( بي بي سي في 28 /9/ 2008 ) الى لجنة تخصصية في حكومة المالكي، وجود ثلاثة الاف حالة فساد مالي موثقة بادلة قاطعة.  وباعترافه هو في كلمته امام مجلس محافظة بغداد في( 20 /9/ 2008  )قال المالكي بالنص:  (كثيرا من المسؤولين قد اثروا كثيرا)، واعلن عبر الفضائيات ان لديه ملفات للفساد (لو كشفها لانقلب عاليها سافلها)،ولأنه لم يكشفها فأنه يعد خائن امانة وفق العقيدة الاسلامية التي توجب على الراعي ان يكون مؤتمنا على اموال الرعية.

 وتتعدد تناقضات الرجل وأسوأها أن اقواله لا تطابق افعاله(*).

المرجعية

  المتابع لمواقف المرجعية يخلص الى انها ما كان لها موقف ثابت ،مثال ذلك انها نصحت السياسيين ثم توقفت عن نصحهم بعد ان (بح صوتها) ثم عادت تنصح ثم توقفت.

  وبين خطابين للمرجعية في شهرين،حصل تحول كبير في موقفها من الطبقة السياسية.ففي (10 مايس 2019) القى الشيخ عبد المهدي الكربلائي في اول يوم جمعة من شهر رمضان دعى فيها الى الصبر واللجوء الى  الله والاعتقاد (بأن  لي ربّ قادر وحكيم ورحيم وعطوف بي وحنون عليَّ هو سيعينني على ان اتجاوز هذه المشاكل والازمات ).وفي جمعة (9آب 2019) القى الشيخ احمد الصافي خطبة فيها تساؤلات من جزع ونفد صبره..عن اموال بـ(أرقام مرعبة)..اين ذهبت؟..ختمها بتساؤل استفهامي كبير: هل من مجيب؟)

   ان العراقيين،والشيعة بشكل خاص، كانوا يرون الخلاص على يد المرجعية،وانهم وصلوا بعد صبر (19) سنة الى نتيجة هي: ان المرجعية قد خذلتهم..وهذا يعني سيكولوجيا:ان الانسان الذي يفقد آخر وسيلة للخلاص من موقف او محنة يعيشها يصل الى اليأس وحالة العجز التام..وأنهم وصلوها واسلموا امرهم الى الله. فيما يرى البعض أن نفس المرجعية طويل، وانه سيكون لها موقف مشهودا يسجله التاريخ،وهو بالضد من موقف كثيرين يرون ان مصالح وامتيازات المرجعية مرهونة ببقاء حكومة شيعية بهوية اسلامية،وان الحال سيبقى على حاله الى يوم يبعثون!

ولا تعجب ان ظهر السيد المالكي بعد ايام يدعو لتشكيل حكومة تقدمية (فيها شيوعيون!) كان حزبه قد وصفهم بأنهم كفره وزنادقه..وأن تعلن المرجعية انها غسلت يديها نهائيا من السياسة والسياسيين،وتعود لتبارك او ترفض من سيتم ترشيحه لرئاسة الحكومة الجديدة!  

 ملحوظة:

* للمزيد عن شخصية السيد نوري المالكي،في كتابنا (الشخصية العراقية في نصف قرن)..وللمزيد عن المرجعية ، في كتابنا (العراقيون بين حسينيين وتشرينيين).

*

 

 

 

 
الرئيسية || من نحن || الاذاعة الكندية || الصحافة الكندية || اتصل بنا