الرئيسية || من نحن || || اتصل بنا

 

  

*محمود حمد فنان تشكيلي عراقي من جيل الرواد صحفي وكاتب صدرت له رواية (ذاكرة التراب)

 

 

هل سيتفكك فريق (إدارة الدولة)؟!

محمود حمد

 

جاء في القول المأثور لسقراط:

الجاهل من عثر بالحجر مرتين!

ولان (المتحاصصين بـ “منتخب!" إدارة الدولة!)، خسروا في بداية الشوط الأول من سباق (إدارة الدولة!) ...

ولأنهم نتاج الدخول المُذْعِن في (بيت الطاعة) للأجنبي...

ولأنهم بصموا مجبرين على (التوافق القسري!) فيما بينهم (بإرادة إيرانية ومباركة أمريكية)!

ولأنهم اضطروا لقبول ذلك (الاغتصاب السياسي!) كـ (زواج مؤقت!) لستر فضائحهم!

ولأنهم لا يفقهون بـ(الإدارة) ولا يؤمنون بـ(الدولة)!

ولأنه لا بديل له في عقائدهم الاقصائية التناحرية...

ولأنه يخدم ويتطابق مع مصالحهم في:

سرقة إرادة الشعب وتقسيم ثرواته كغنائم فيما بينهم!

نجدهم اليوم مجبرين على اجتراع سم (النكث بالعهود!) ...

الذي ذاقوه غير مرة خلال العشرين سنة الماضية على ايدي شركائهم في تقاسم (الغنائم) وفي تسريب (الفيء) الى خزائنهم!

ويكررون التعثر بذات الحجر مرات ومرات...غير مُخَيَّرين!

دون صحوة من ضمير وطني او حياء سياسي اخلاقي...

بل... انهم ينهمكون بسفاهة عقل بلعبة البحث العبثي عن ذات المخارج التي اجَّلَتْ احتدام صراعهم فيما بينهم في الماضي فحسب...واخَّرَتْ سقوطهم بعض الوقت...

بسبب عمي بصائرهم المتوارث، وانعدام ضمائرهم السياسية، وتجويف عقولهم الواهنة...

وكذلك...

نتيجة للتهديد الإيراني والوعيد الأمريكي لهم...من خطورة مأزق التناقض الموضوعي فيما بينهم على وجودهم...

وبفعل تدخلات مدرب "منتخب" ادارة الدولة (قاآني) العاجلة الضاغطة عليهم، وتواطء (الحَكَمْ الأمريكي) معه، لفرض ارادتهم من اجل تغيير نتائج (اللعبة!) لصالحهم...كما فعلوا عقب الانتخابات البائسة التي خسروا فيها بامتياز!

فهم اليوم يعيدون الكَرَّةَ باعتماد ذات الأساليب الترقيعية التي جُرِّبَت واستُهْلِكت واخفَقَت في الماضي...

ويستخدمون ذات الأدوات المخرومة التي عجزت عن النفخ في صورتهم المثقبة على مدى سنوات...

ويهللون لتدوير نفس الأشخاص الفاسدين والفاشلين في المناصب...العديمي الكفاءة والنزاهة والارادة...  الأشخاص الخانعين كبيادق شطرنج بأيدي لصوص اغبياء، يجهلون قواعد اللعبة التي تفرضها قوانين الواقع الموضوعي المحتدم للشعب، وتحكمها حتمية التاريخ!

ويتوهمون بانهم سيحصلون من خلال تلك (اللعبة!) على نتائج مغايرة لتلك التي فضحتهم في السابق، وعمقت التناقضات فيما بينهم، واوصلتهم الى حافة الهاوية التي رفضهم فيها الشعب، عندما قاطع انتخاباتهم بنسبة تقارب 80% من الناخبين!

ويتناسون ان (الفريق الخصم) في هذه (اللعبة!) هو الشعب!

ويخدعون انفسهم ويضللون اتباعهم بان تلك المحاولات العقيمة التي يقومون بها ستنقذهم من مصيرهم الحتمي:

الا وهو التفكك والزوال... ولو بعد حين!

 

صدى...صرخات لا تنسى من آلام الوطن!

تباً لَكُمْ...أوْرَثتُمْ دجلةَ

كُتباً ورؤوساً مقطوعة!

محمود حمد

تباً لَكُمُ...

أوْرَثتُمْ دجلةَ كُتباً ورؤوساً مقطوعة...

أسرابَ نساءٍ ثكلى يَنْحَبْنَ على شطآنٍ مذعورة...

يَرْقِبنَ الجثثَ المَعلومةَ بينَ زحامِ الجثثِ المجهولةِ...

عَلَّ اللوعةَ تُخْرِجُها من قاعِ النهرِ المنكوبِ!

تباً لَكُمُ...

من تحتِ منابِركُم تَخرُجُ قطعانُ الموتِ تُمَزِقُ وطني المتماسك من "سنحاريب"(1) إلى حكم الرعيان القتلة!

***** 

تباً لـ لِحاكُمْ.. طَفَحَت مِثلَ "الدَغْلِ"(2) القاتلِ في حقلِ القمحِ...

غَطَّتْ كُلَّ وجوهِ الأمةِ...حتى النسوةُ صارت تلبسُ لحية!

*******

تباً للجهلِ الراسخِ فيكُم تَرَفاً ونعيماً!

******

تباً لَكُمُ...

وَجَعَلْتُمْ حُكمَ ابن الـ “......".. عصراً ذهبياً!

تباً لَكُمُ...

وَجَعَلْتُمْ أحواض التيزابِ فُراتا مَحمياً!

تباً لَكُمُ...

وَجَعَلْتُمْ وَجَعَ "الأنفالِ" (1) نَسْياً مَنسياً!

تباً لَكُمُ...

وَجَعَلْتُمْ زَمَنَ التَجْويعِ رَغيفاً مَرْوِياً!

تباً لَكُمُ...

وَجَعَلْتُمْ لَونَ الحريةِ طَعماً دَمَوِياً!

تباً لَكُمُ...

وَجَعَلْتُمْ مِحرابِ العلمِ هراءً مَسفياً!

*****

تبا لمواعِظَكُم...

أوبئةً داميةً تتفشى في كُلِّ منازلنا!

*****

تباً لكرامَتِكُم...

أدْمَنْتُمْ طأطأةَ الرأسِ بحضرةِ مُحْتَلٍ مذعورٍ!

*****

تباً لِفعالِكُم...

ونَسينا "الجيش الشعبي" يُهَتِّكُ حرماتِ منازِلنا!

تباً لنواياكُم...

وفَتَحْتُم حِقدَ كُهوفِكُمُ الموبوءةِ بالريبةِ سُمّاً لحليبِ الرُضَّعِ...

لقلوبِ الأسَرِ الموجوعةِ!

تباً لَكُمُ...

جوقةُ فئرانٍ تتناهشُ حولَ فُتاتِ الطفلِ المَيِّتِ!

****

تباً لمروءَتِكُم...

وجعلتُم حُجُراتَ النومِ ملاذاً لـ “صلالٍ" تَخْتَرِمُ الصحراء...

لتلدغ أحداق مدينتنا المغروسة بين الأضلاع!

تباً لرجولَتِكُم...

تَدعونَ الجُثثَ الملغومةَ تَحصِدُ أرواحَ طفولتِنا في وضحِ الظهرِ!

تبّاً لفتاويكم...

تَقطعُ أعناقَ قبائلنا بالشبهاتِ!

******

شُلَّتْ أيديكُم أنّى تَنوونَ المَسَّ بأجملِ معشوقِ في هذا الكونِ...

عِراق!

(1) سنحاريب: ملك عراقي (أشوري) في الألف الثالث قبل الميلاد...

(2) الدغل: نبات سرطاني يتكاثر بسرعة ويقتل السنابل من حوله.

(3) الأنفال: سورةٌ باللوح المحفوظ في السماء ومجزرة على الأرض.

 

 

 

 

(لعبة!) تجويع وترويع الشعب...

بين (حراميَّة الدولار) و(ناطور الدولار)!

محمود حمد

 

هل طفح الكيل؟!

ام لم يعد هناك كيل ليكال؟!

بل سٌرق حتى الميزان!

فبعد (لعبة الحصار الخانق) على مدى ثلاثة عشر عاماً بعد غزو الكويت، ذلك الحصار الذي فقدنا فيه أرواح اكثر من مليون طفل، ودُفن فيه العراقيون بواد سحيق من العوز وافتقاد لقمة العيش وانعدام الحرية في ظل دولة مستبدة...

استكملوا علينا (خطة محو العراق!) بـ(لعبة التجويع الممنهج والترويع المتواصل) بدءاً بالغزو واغتصاب العراق وتنصيب (لصوص حفاة نواطيراً على خزائن العراق) عام 2003، مروراً بصناعة الإرهاب كممارسات وحشية تبرر للرأي العام وجودهم كـ(حماة!) لـ(المستضعفين!) من الناس، في الاعوام التي اعقبت الغزو والاحتلال (الأمريكي – الإيراني)!

وملخص تلك (اللعبة السوداء القذرة!):

دولار دون غطاء!

دينار مزور!

شعب مُجَوَّعْ!

لصوص حفاة استحوذوا على خزائن العراق!

افتقاد سيادة الوطن وتكبيل إرادة شعبه!

الادعاء بمحاربة الفساد من قبل الفاسدين!

وبداية الحكاية:

في عام 1971 وبذريعة عدم إمكانية الولايات المتحدة من توفير النقد الكافي من الدولارات (المغطى بالذهب) لتلبية احتياجات الاقتصاد العالمي الواسع والمتسارع النمو، الغى الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في 15 اغسطس من ذلك العام (التحويل الدولي المباشر من الدولار الى الذهب) ...بما عرف بـ(صدمة نيكسون!) ...

وبذلك الغى الاتفاق الدولي الذي دعت اليه الولايات المتحدة الامريكية نفسها في تموز عام 1944 وباجتماع ممثلي 44 دولة في مدينة (بريتون وودز) الامريكية...الذي تعهدت فيه أمريكا أمام دول العالم بانها تمتلك غطاء من الذهب يوازي ما تطرحه من دولارات ورقية في الأسواق العالمية!

وتنص بعض بنود ذلك الاتفاق على:

ان يستعمل الدولار الامريكي غطاء بدل الذهب لإصدار ما تحتاج اليه الدول من عملات وطنية.

تلتزم الولايات المتحدة الامريكية بتحويل ما يقدم اليها من دولار الى ذهب، عند معدل صرف 35 دولارا للأوقية من الذهب لكل من يطلب ذلك من دول العالم.

تقوم كل دولة من دول العالم بتحديد صرف ثابت لعملتها مقابل الدولار.

ومنذ (صدمة نيكسون) بدأت الولايات المتحدة الامريكية بطباعة مليارات من أوراق الدولارات (بلا غطاء من الذهب)، وأصبحت الواحدة منها لا تساوي اكثر من 9 بنسات (هي قيمة الورق والطباعة لكل ورقة عملة)، واغرقت بها أسواق العالم، مقابل استحواذها على (الموارد والخدمات والمواد ذات القيم الحقيقية)!

واستمراراً لذلك النهج:

في التاسع من مايو عام 2016 قال الرئيس الامريكي" دونالد ترامب" في تصريحات لشبكة "سي إن إن":

(هؤلاء الذين يعتقدون أننا سنتخلف عن سداد ديوننا معتوهون. نحن حكومة الولايات المتحدة لا يمكن أن نتخلف عن سداد ديوننا لأنه بوسعنا طباعة المزيد من الدولارات)!

ولتأكيد ذلك... طبعت الولايات المتحدة قبل جائحة كورونا بعامين عدد من الدولارات يفوق عدد كل ما طبعته من دولارات منذ انشاء الولايات المتحدة الى ذلك التاريخ... (حسب ...الخبير طلال أبو غزالة!)

أي ان العالم الآن يغرق تحت بحر من الدولارات الورقية (العارية...التي لا قيمة لها!) ...

الى جانب ذلك هم يسرقون بتلك (الدولارات الورقية العارية!) مئات ملايين براميل النفط شهرياً من بلادنا!

ثم يختزنون تلك المليارات من الدولارات (التي أصبحت مغطاة بقيمة النفط نتيجة سرقتهم للنفط) في بنكهم الفيدرالي... لتحريك اقتصادهم وتنشيط اسواقهم وتمويل العصابات الإرهابية بما فيها التي تقتل العراقيين وتدمر البلاد (مثل القاعدة، وداعش، والميليشيات، وابواق التضليل!) ... لتتناسل تلك (الدولارات النفطية) ارباحاً وفوائد بنيوية ومالية لخزائنهم...

ولا احد من (حرامية الدولار!) في بلادنا يجرؤ على السؤال عن حركة تلك الأموال هناك، ناهيك عن فوائدها!

لانهم منشغلون بسرقه الفُتات الذي يلقيه لهم اسيادهم ويشترونه به...

ونحن كـ (شعب مُختَطَفٍ) تنقضي علينا العقود من السنين بلا أسواق ولا بنية تحتية او فوقية!

ولتنشيط الذاكرة:

منذ ان تولت شركة "برادبري ويلكينسون وشركاه" البريطانية عام 1932 اصدار اول عملة عراقية، معادلة للجنيه الإسترليني، عصفت بالعملة العراقية الأعاصير السياسية والزلازل الاقتصادية التي هوت بها الى مستويات متدنية غير مسبوقة!

فـ(مثلاً):

بعد ان كانت قيمة الدينار العراقي ابان الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988 تعادل ما قيمته 3.3 دولارات للدينار الواحد، انحدرت قيمته بعد الحصار الدولي على العراق عام 1990 الى نحو 3 آلاف دينار مقابل كل دولار واحد!

ونتيجة لذلك لجأت الحكومة العراقية آنذاك الى طباعة الدينار العراقي (غير المغطى) خلال فترة تسعينيات القرن الماضي في مطابع عراقية وصينية رديئة و(على نفس ورق بطاقة الحصة التموينية... حسب قول وزير التجارة الأسبق محمد مهدي صالح!)

ومنذ الغزو عام 2003...

نشطت وتناسلت وانتشرت (الأسواق السرية – المكشوفة للعراقيين!)، المرتبطة بالأحزاب والجماعات المتحكمة بالدولة، لـ(تزوير العملة العراقية) ولتهريب (الدولارات النفطية) الى خارج العراق!

وتولت تلك العصابات طباعة والتستر على طباعة (دنانير عراقية مزورة) متقنة الطباعة، بشكل ممنهج

ومن ثم شراء المليارات من (الدولارات النفطية) التي يطرحها البنك المركزي العراقي في الأسواق المحلية بتلك (الدنانير العراقية المزورة)، وبأسعار مرتفعة عن معدل الأسعار في السوق المحلية!

مما فتح المجال للانهيار المتتالي للعملة العراقية مقابل الدولار الأمريكي!

وتحول نهب المال وتهريبه للخارج من قبل الفاسدين في العراق (حرامية الدولار) الى سياسة حكومية مفضوحة، تنفذها الأحزاب والميليشيات المهيمنة على مفاصل الدولة كغنائم لها ضمن شريعة المحاصصة المقيتة، وتستحوذ بذلك على مليارات الدولارات من موارد الدولة الناجمة عن مبيعات النفط، ومن رسوم المنافذ الحدودية، ومن سرقة الأموال المخصصة للمشاريع، او من نهب الأموال المرصودة لمشاريع وهمية!

وتؤكد الوقائع المثبتة في ملفات الجهات المختصة في العراق:

ان (الدنانير العراقية المزورة) تطبع خارج العراق (في ايران وغيرها)، وكذلك تطبع داخل العراق من قبل ("الحفاة" الذين صنعتهم أمريكا...الخانعين لها، والموالين لإيران)!

وتدار شبكات تهريب العملة على الحدود العراقية مع ايران وسوريا وتركيا، في المنافذ الرسمية التي تهيمن عليها تلك العصابات الاجرامية التي تدار من خارج العراق، وكذلك من منافذ غير ثابتة عبر الحدود المنتهكة بين العراق من جهة وايران وسوريا وتركيا من جهة أخرى!

وتجري تلك عمليات النهب منذ سنوات، لإنقاذ العملات المحلية المنهارة في (ايران ولاية الفقيه) المحاصرة، و(سوريا الدولة الفاشلة)، و(تركيا الاخوانية) المتخبطة...

و(لتمويل ميليشيات "مشروع الإسلام السياسي" في بلدان المنطقة والعالم!) على حساب قوت الشعب العراقي... وبعلم وتستر وحماية الأجهزة الحكومية العراقية والأجهزة الأمنية في تلك الدول!

وادت تلك الممارسات (اللصوصية الدولية) بمساعدة (حرامية البيت!) الى ان وصل مستوى الفقر في العراق إلى نحو 25% من السكان، فيما تُقدر أعداد الفقراء في البلاد بنحو 11 مليونا من بين 42 مليونا هم عدد سكان العراق. (حسب إحصاء وزارة التخطيط العراقية!).

وهو رقم لا يعكس الواقع...اذ ان تقديرات غير حكومية تشير الى نسبة من السكان في العراق تتجاوز 40% دون خط الفقر، اذا اخذنا بنظر الاعتبار إن (الفقر لا يرتبط بالدخل فقط... وإنما بالصحة والتعليم والسكن وتمكين المرأة، وكل هذه الأبعاد تجتمع معا لتضع المواطن تحت خط الفقر)!

ولم يعد كشف فضائح تهريب العملة مقتصراً على معارضي (دولة الاقوام والطوائف التي جاء بها الاحتلال واوكل رعايتها لدولة الولي الفقيه!) ...

بل ان الكيل قد طفح...

وصارت التناقضات الداخلية بين (حرامية الدولار) ... تسرب بعض المعلومات...

فقد كشفت (اللجنة النيابية) ...التي تسيطر عليها ذات القوى المتهمة بالفساد... في مارس 2021 عن:

تهريب نحو 350 مليار دولار من الخزينة العمومية الى خارج العراق، منذ سقوط نظام صدام حسين!

وقال الرئيس العراقي السابق برهم صالح في مايو 2021:

(إنّ حجم الأموال التي تمّ تهريبها إلى خارج العِراق في صفقاتٍ للفساد يُقدَّر بحواليّ 150 مِليار دولار)!

وللعلم... فان الى جانب (حرامية الدولار) المحترفين الكبار في العراق، هناك ما يقرب من (7000 دكان صيرفة!) لبيع العملة، يصول عليها يومياً وعلى مدار الساعة ما يقرب من 300 حرامي من (صغار المهربين) لشراء (الدولار النفطي) بـ(الدنانير المزورة المطبوعة في ايران) وباي سعر، وتهريبها الى ايران، بشكل غير مباشر، وبمعدل 500 مليون دولار شهرياً (حسب التوفيق من الله!)!

وتُقدَّر الأموال التي تمّ سرقتها على مدى السّنوات الـ 18 الماضية بِما يَقرُب من التّرليون دولار!

وفي (لا نظام!) الحكم في العراق الفريد من نوعه في العالم...فان:

الحكومة العراقية تسرق الحكومة العراقية!

حكومة (عراقية المظهر!)، لكنها في المخبر...شلَّة من (حرامية الدولار) متناقضة ومتصارعة فيما بينها، لكنها متفقة على الخنوع لأمريكا وحراسة مصالحها، وعلى التماهي بالتبعية لإيران وحماية بوابتها الغربية المفتوحة على مصاريعها للتهريب باتجاهين عبر المنافذ الرسمية وغير الرسمية (المحروسة بعين الله التي لا تنام!):

تهريب (الدولارات النفطية العراقية) الى (ولي الامر) في طهران...(ذهاباً)

وتمرير (المخدرات الإيرانية) الى عقول العراقيين لمسخهم وقتلهم...(اياباً)

وكل ذلك بعلم (ناطور الدولار) امريكا!

ولهذا... وضعت منظّمة الشفافيّة الدوليّة ضمن مُؤشّرها الرّاصد للفساد في مُختلف دول العالم العِراق ضمن قائمة أكثر خمس دول فسادًا في العالم!

وفي وسط هذه الفوضى الهدامة، تظهر علينا شعارات رنانة ضد (الهيمنة الامريكية على النقد العراقي!)، ووعود واهية، وأفكار ساذجة، وإجراءات ترقيعية مضللة، لـ(محاربة الفساد من قبل الفاسدين انفسهم؟!)

وتتعالى أصوات (حرامية الدولار) بان تراجع قيمة الدولار ناجم عن لعبة باغتهم بها (ناطور الدولار) لإضعاف حكومتهم!

يقول الوزير السابق (محسن الشمري):

ان حكومة حيدر العبادي وقعت مطلع عام 2016 على اتفاقية مع البنك الفيدرالي الأمريكي بشأن مكافحة تهريب وتبييض الأموال! ولم تطبقه.

ولنفي ادعاء (حرامية الدولار) الممسكين بالسلطة، بان أمريكا فاجأتهم بالإجراءات الجديدة الخاصة بالحوكمة الالكترونية لمبيعات الدولار!

أكد البنك المركزي العراقي ان وزارة الخزانة الامريكية نظمت دورات لموظفي البنك المركزي العراقي والبنوك الحكومية والخاصة، على كيفية استخدام المنصة الالكترونية لحوكمة مبيعات الدولار...خلال السنتين الماضيتين!

وللمعلومة... فان البنك الفدرالي الأمريكي كان يحول الى البنك المركزي العراقي 250 مليون دولار يومياً من مبيعات النفط حتى الشهر العاشر 2022 ...

وفي الشهر الأول من هذا العام انحدر هذا المبلغ الى ما يقرب من 50 مليون دولار يومياً.!

لذلك يعاني (حرامية الدولار) واسيادهم من ضيق بالتنفس، وجنون البقر، وشرود ذهني غير مسبوق!

وفي هذه الظروف العصيبة...يقرع الوطنيون جرس الإنذار صدى لصراخ الجوع في بطون العراقيين بـ:

ان المرحلة المقبلة في لعبة السير على الحبل المشدود بين (حرامية الدولار) و(ناطور الدولار) القائم فوق الهاوية التي تنتظر العراقيين... بقدر ماهي ازمة عميقة خانقة تأكل قوت الشعب...

فهي فرصة للمتخصصين الوطنيين وشباب شعبنا لفرض قدر من الحوكمة والشفافية على حركة مبيعات البنك المركزي العراقي للدولار من (نافذة البيع!) ...نافذة النهب الممنهج لمليارات الدولارات!...

ولفضح الفساد المستشري في القطاع النقدي والمصرفي، بشكل خاص والاقتصاد بشكل عام!

قبل ان (تعود حليمة لعادتها القديمة!) وتؤجل (الخصومة الظرفية!) بين (حرامية الدولار) و(ناطور الدولار) التي فرضتها الصراعات الدولية المتفاقمة عليهم!

ومثل هذه الازمة الاقتصادية المشرعة على كل الاحتمالات الكارثية... لا يمكن ان تعالج بعقول وإرادة ونوايا وممارسات أولئك الذين كانوا سبباً في خلقها ونشوئها وتفشيها وترسخها، واعني (صنائع أمريكا... موالي ايران)!... لان وظيفة هؤلاء التي جاء بهم الامريكان، ورعاهم فيها الإيرانيون من اجلها، والتي يتقنونها دون غيرها... هي:

خلق ومفاقمة الازمات وتواترها، وتلبية مطالب أولئك الاسياد فقط، لانعدام الولاء الوطني لديهم!

 

 

سَلِّم البَزّونْ شحمة!

محمود حمد *

 

اعفى رئيس مجلس الوزراء (محمد شياع السوداني) محافظ البنك المركزي العراقي (مصطفى غالب مخيف... من تيار عمار الحكيم) الذي عينه (الكاظمي)، وعين بدلاً عنه (علي محسن إسماعيل العلاق محافظا للبنك المركزي العراقي...من حزب الدعوة).

ولتنشيط الذاكرة:

سبق لـ(العلاق) ان تسلم ذات المنصب للفترة من 2014 لغاية 2020 بعد ان كان امينا عاما لمجلس الوزراء لحكومة نوري المالكي للفترة 2006 لغاية 2014 وهي السنة التي شهدت (عام الميزانية المفقودة الأثر في تاريخ الميزانيات في العراق) والتي تقدر بـ 145) مليار) و(500) مليون دولار!

وبـ (بحسب اللجنة المالية في مجلس النواب العراقي- فقد كبّد الفساد العراق خسارة قيمتها ثلاثُمئة وستون مليار دولار خلال الفترة بين عاميْ 2006 و2014)، وهذا ما أكدته منظمة الشفافية الدولية في إدراجها العراق ضمن أسوأ ست دول في العالم فساداً!

وهي الفترة التي ترأس فيها (علي محسن العلاق) ما سمي بـ(المجلس المشترك لمكافحة الفساد في العراق) والذي وضع (الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد في العراق 2010-2014)، بمساهمة الأمم المتحدة.

وطيلة السنوات الأربع (2010-2014) لم يمارس “المجلس المشترك لمكافحة الفساد في العراق” الذي ترأسه (علي محسن العلاق) أعماله، وأحبطت عملياً (الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد)!

وكان(العلاق) خلال تلك الفترة عملياً (أمين سر نوري المالكي ومعتمده)، وهو الذي عينه محافظاً للبنك المركزي...

وبقي في هذا المنصب في حكومتي العبادي وعادل عبد المهدي!!

ذكر الراحل (الدكتور احمد الجلبي):

ان (سبب الانهيار الاقتصادي هو فترة الحكم من سنة 2006 الى سنة 2014 حيث دخل الى العراق مبلغ 551 مليار دولار والحكومة استوردت ما مجموعه 115 مليار دولار فقط)!

وأكد الرئيس السابق لهيئة النزاهة القاضي رحيم العگيلي:

عن هذه الفترة 2006-2014... (وجود آلاف المشروعات الوهمية والفاشلة التي تقدر قيمتها بنحو 228 مليار دولار، التي خصمت من ميزانية العراق)!

واشار رئيس هيأة النزاهة الأسبق السيد موسى فرج:

 الى تلك الفترة التي كان (علي محسن العلاق) يشغل بها منصب الأمين العام لمجلس الوزراء إلى:

أن أخطر أنواع الفساد هو (فساد البطانة المحيطة برئيس الوزراء السابق نوري المالكي وحمايته لهم) ...

وفي حديث له مع صحيفة الحياة اللندنية حدد بوضوح:

ان الأمانة العامة لمجلس الوزراء هي بؤرة الفساد في الحكومة العراقية!

وتأتي (اعادة التدوير) هذه... اخذاً بنصيحة نوري المالكي:

(نخشى تدهور الدينار العراقي... ولا حل الا بالتفاهم مع أمريكا)!

ولن يجد (المالكي) افضل خبرة وايسر تفاهما مع الامريكان لإعادة الأمور الى مجاريها (دهن ودبس!) خلال زيارة الوفد الحكومي العراقي المقبلة الى أمريكا، برئاسة (السوداني) خير من (على العلاق) الذي تمكن من تمرير سنوات نوري المالكي (2006- 2014) التي تميزت بـ:

(سقوط الموصل، الفضائيين، فضائح البنك المركزي، ومنافذ بيع الدولار، وتفشي المصارف الخاصة، وتهريب النفط، وصفقات التسلح الفاسدة، أجهزة الكشف عن المتفجرات المغشوشة، والعمليات العسكرية الوحشية ضد الأنبار والفلوجة عام 2011، وقمع مظاهرات 2011 في ساحة التحرير ومناطق أخرى من العراق)!

ومن اجل طلب (عطوة!) من أمريكا (ناطور الدولار) مدة ستة اشهر...

وهي مدة كافية لهم لنهب الـ(90 مليار دولار) التي تراكمت من مبيعات النفط خلال عام 2022 وتهريبها الى أولياء نعمتهم!

ورحم الله من قال:

(سَلِّم البَزّونْ شحمة!)

·         فنان تشكيلي وصحفي عراقي  من جيل الرواد

 

·         (البَزّونْ) هو (القط)  باللهجة العراقية

 

 

الرئيسية || من نحن || الاذاعة الكندية || الصحافة الكندية || اتصل بنا