الرئيسية || من نحن || || اتصل بنا

 

  

تفجيرات بغداد استهدفت سوقا مكتظا- جيتي

 

بعد هدوء نسبي.. ماذا وراء توقيت التفجيرات الدامية ببغداد؟

 

وليد الخزرجي

أثارت التفجيرات الدامية التي شهدتها بغداد، الخميس، وراح ضحيتها 32 قتيلا وأكثر من 100 جريح، تساؤلات عدة حول توقيتها، والرسائل التي أرادت إيصالها، وذلك بعد هدوء نسبي شهدته المدينة أعقب الإعلان عن الانتصار على تنظيم الدولة عام 2017.

الهجمات التي شهدها العراق جاءت بعد يوم واحد من تسلم جو بايدن إدارة البيت الأبيض، الأمر الذي اعتبره محللون رسالة موجهة إلى الرئيس الأمريكي الجديد، فيما وصفها آخرون بأنها تنذر ببداية تنفيذ ما يعرف بـ"مشروع بايدن" لتقسيم البلاد إلى ثلاثة أقاليم: (سني، شيعي، كردي).

رسائل التفجير

تعليقا على ذلك، قال السياسي العراقي، ليث شبّر، في حديث لـ"عربي21"، إن "‏تفجيرات اليوم رسالة إيرانية بزي تكفيري؛ لتأجيج الطائفية، وخلط الأوراق، وتشتيت الأنظار، وإعادة اللعبة القذرة ولاعبيها الفاسدين والعملاء من جديد، وكل ذلك تكشفه الأحداث القريبة الماضية".

وشدد شّبر على أن "الأيام والأشهر المقبلة جرى الإعداد لها بدقة، وستكون أسوأ مما مضت، فقد تم تسليم الملف العراقي إلى إيران، وهم اليوم بمليشياتهم وجلاوزتهم سينفذون هذا المخطط القذر، والهدف واضح؛ تأجيج الطائفية، وتشتيت القوى الوطنية، وتقسيم العراق فعليا".

وأشار السياسي العراقي إلى أن "تفجيرات اليوم هي الخطوة الأولى لتطبيق خطة بايدن الذي تنفست المليشيات وايران الصعداء بعد فوزه، وهي التقسيم وإعلان إقليم السنة وإقليم الشيعة".

ويؤيد بايدن منذ فترة طويلة خطة تقضي بتقسيم العراق إلى ثلاث مناطق تتمتع بحكم ذاتي: للشيعة والسنة والأكراد، فقد قال في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" في 22 آب/ أغسطس 2014، إن "الولايات المتحدة تدعم نظاما فيدراليا في العراق"، داعيا إلى وحدة البلاد التي تعاني من انقسام كبير.

وكتب بايدن أن خطة من هذا النوع "ستؤمن تقاسما عادلا للعائدات بين كل الأقاليم، وتسمح بإقامة بنى أمنية متمركزة محليا، مثل حرس وطني لحماية السكان في المدن، ومنع تمدد تنظيم الدولة، وفي الوقت نفسه (تضمن) حماية وحدة وسلامة أراضي العراق".

وأضاف أن "الولايات المتحدة ستكون مستعدة لتقديم التأهيل وغيره من أشكال المساعدة بموجب (اتفاق الإطار الاستراتيجي)؛ للمساعدة على نجاح هذا النموذج".

وسيلة متجددة

وفي المقابل، أعرب الباحث في الشأن السياسي العراقي، زهر فاضل، في حديث لـ"عربي21"، عن اعتقاده أن التفجيرات التي تحصل في العراق، ومنها ما جرى اليوم، ما هي إلا "وسيلة قديمة متجددة مع الانتخابات".

وقال فاضل إن "الجهات التي تقف وراء التفجيرات لا بد أن تقدّم قرابين بشرية للعودة للساحة والعدو الافتراضي موجود، وأعني هنا القوى السياسية التي فقدت شعبيتها في الشارع العراق، وتحظى بدعم من الخارج".

وقررت الحكومة العراقية تأجيل الانتخابات البرلمانية إلى الـ10 تشرين الثاني/ أكتوبر المقبل، التي كانت مقررة في 6  يونيو/ حزيران 2021، وذلك بعد مقترح تقدمت به مفوضية الانتخابات قالت إن دوافع فنية تحول دون إجرائها في موعدها.

فاضل رأى أن "التفجيرات التي ضربت بغداد اليوم بعد سنوات من الهدوء النسبي، فيها أهداف تسعى إلى المزيد من إضعاف لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، الذي يعيش وحكومته أسوأ الأوقات، وإذا تكررت تلك الحوادث، فسيكون إعلان وفاة مبكر لمستقبل الكاظمي السياسي".

وأشار إلى أن الجماعات الموالية لإيران ستوظف هذه التفجيرات باتجاه قدوم الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السلطة. ولكن ما دام السلاح لم يوجه إلى السفارات أو ما يتصل بها، فإنه من الصعب جعلها موجهة لهم.

وفي السياق ذاته، رأى المحلل السياسي غيث التميمي، في تغريدة على "تويتر"، أن انشغال الأجهزة الأمنية والحكومة بقمع "انتفاضة تشرين" المطالبين بوطن مستقر آمن مزدهر ترك الأبواب مشرعة أمام التنظيمات الإرهابية المتخادمة مع المليشيات المارقة على القانون لتنفيذ عملياتها الإرهابية.

 

"علم مسبق"

وعلى وقع التفجيرات الدامية، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء خالد المحنا، في تصريحات تلفزيونية، الخميس، إن "الأجهزة الاستخباراتية عاكفة على دراسة مجمل تفاصيل العملية، ولا صحة للأنباء التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأنه تم تحديد هوية الانتحاريين".

وكشف المحنا عن "أنباء شبه مؤكدة كانت لدينا عن نية بعض بقايا تنظيم الدولة القيام بعملية إرهابية وأثناء البحث والتقصي، حددت القوات الأمنية العناصر المشتبه بتنفيذها العملية، وحاولت الوصول إليهما والقبض عليهما، إلا أن القوات الأمنية لم تتمكن من القبض عليهما، وقاما بتفجير نفسيهما وسط المدنيين".

وأشار إلى أن "الإرهاب يستخدم أساليب عديدة، ومن ضمنها تخفيه في أماكن بعيدة، ويعتمد على عدة أماكن للاختباء، والقوات الأمنية تنفذ واجباتها، وتقوم بعمليات استباقية لقتل والقبض على بقايا تنظيم الدولة".

وتابع المحنا بأن "العملية الإرهابية لن تؤثر على سير الحياة العامة للمواطنين، والوضع الأمني يسير بشكل جيد، ولن يكون لها تأثير أمني كبير"، مشيرا إلى أنه "لن يكون هناك غلق للطرق".

وكانت شخصيات سياسية قد حذرت من "إجراءات استعراضية" للحكومة عقب التفجيرات، فقد قال السياسي العراقي، مشعان الجبوري، على "تويتر"، إن "التفجيرات الانتحارية التي حدثت اليوم في بغداد عمل إرهابي مشين يجب تتبع من وراءها، والعمل على عدم تكرارها؛ ببذل مزيد من الجهد الاستخباري، وليس بغلق الشوارع واتخاذ إجراءات استعراضية تضيق على المواطنين".

 

— مشعان الجبوري (@mashanaljabouriJanuary 21, 2021

 المصدر : عربي21

 
الرئيسية || من نحن || الاذاعة الكندية || الصحافة الكندية || اتصل بنا