الرئيسية || من نحن || || اتصل بنا

 

  

الأزمة الاقتصادية

تطيح مكتبة الساقي في لندن

جملة تحولات اقتصادية وسياسة وسوسيولجية انعكست سلباً على مكتبة الساقي في لندن، وهي أكبر مكتبة متخصّصة في كتب الشرق الأوسط في أوروبا، فقررت إغلاق أبوابها في 31 كانون الأول/ديسمبر 2022. وغرّدت دار الساقي عبر "تويتر": "وداعاً لمكتبة لندن الشهيرة: دار الساقي للكتب تمثل حرية الفكر والتعبير والتنوع الثقافي والتعاطف مع جميع الشعوب.. ستبقى كتب الساقي، والمكتبة دائماً في قلوبنا".

وعلى الرغم من إغلاق مكتبة الساقي في لندن، إلا أن إرثها يستمر مع دارَي النشر المستقلتين: دار الساقي للنشر العربي في بيروت وSaqi Books للنشر الإنكليزي في لندن، إذ تستمران في العمل ونشر الكتب كالمعتاد.

وافتُتحت المكتبة العام 1978 من قبل سلوى وأندريه غاسبار مع صديقتهما الكاتبة الراحلة مي غصوب في منطقة "بايزووتر". واستقر الثلاثي في لندن بعد فرارهم من بيروت خلال الحرب الأهلية اللبنانية. واعتادت الدار إصدار الكتب الجريئة (منها "الخبز الحافي" لمحمد شكري، و"النصب التذكارية" لسمير خليل) الا أنها في السنوات الأخيرة اعتمدت منطق الكتاب التجاري، أو الذي يدخل الى كل البلدان العربية من دون رقابة.

وعلى مدى العقود الأربعة التالية، اكتسبت المكتبة سمعة طيبة كمصدر موثوق للأدب عالي الجودة من العالم العربي. واجتذبت المغتربين العرب كما تغلبت على انتكاسات عديدة، بما في ذلك تعرض نوافذها للتحطيم خلال حرب الخليج الثانية، بعد صدور كتاب سلمان رشدي المثير للجدل "آيات شيطانية".

وعزت إدارة المكتبة أسباب الاغلاق إلى الزيادات الحادة في أسعار الكتب باللغة العربية، وانخفاض في المبيعات يرجع في جزء منه إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. عدا عن أن الجيل الجديد لديه اهتمامات اخرى غير الكتاب.

وكتب الباحث السوري سامي مروان مبيّض: "كنّا طلّاباً جامعيّين في لندن من كلّ بلدان العالم العربيّ، نلتقي في مكتبة الساقي العريقة لشراء أحدث الكتب العربيّة الصادرة عن دارها للنشر؛ لنجيب محفوظ أحياناً، أو لنوال السعداوي، أو لغازي القصيبيّ، أو لأدونيس. تغيّرت لندن كثيراً منذ تلك الأيّام، وبقي الثابت الوحيد بالنسبة لمن جاء بعدنا من الطلّاب العرب هي مكتبة الساقي، إضافة إلى شارع العرب الشهير "إدجوار رود" بمقاهيه ونراجيله. اليوم، أعلنت مكتبة الساقي أنّها ستغلق أبوابها إلى الأبد بعد أربعة وأربعين عاماً من العمل في خدمة القراءة والثقافة العربية. عاشت أزمات متنوّعة في تاريخها الطويل؛ من هجمات متكرّرة أيام حرب العراق، مروراً بقصف مستودعها في لبنان خلال حرب العام 2006، وصولاً إلى فيضان مستودعها الرئيسيّ في لندن في شهر تموز من العام الماضي، لكن يبدو أنّ أزمة اليوم أعمق وأخطر بكثير، فهي ناتجة عن تراجع جسيم في القراءة عند الجالية العربيّة، مع ارتفاع أسعار الطباعة والورق، ما وضع المكتبة في ضائقة مادّيّة، لا يمكن تجاوزها إلّا بالإغلاق. وقد واجه الأستاذ المعلّم رياض الريّس المشكلة نفسها، عندما أُجبِر على إغلاق مكتبته اللندنيّة الأشهر "الكشكول" في منطقة "نايتس بريدج"... للأسباب نفسها تقريباً. غابت الساقي، وبقيت دارها العريقة، وغابت "الكشكول" وبقيت دار رياض نجيب الريّس. وداعاً لهما، مع طول العمر والبقاء لدارهما العريقة".

وكتبت الدكتورة العراقية الأنبا جاوي: تكونت مكتبتي العربية بفضل دار الساقي اللندنية. لي حكايات معها ومع أمين، مدير المكتبة، الشخصية العراقية الرائعة، يستقبلني بابتسامته الدائمة، كل زيارة للساقي تنتهي بكيسين من الكتب وتتجاوز الفاتورة 150 جنيهاً استرلينياً، بدأ يعطف على حالي كان راتبي متواضعاً حينها واعاني شح السيولة النقدية، فاقترح امين عند الانتهاء من قراءة ما موجود في الكيسين اعود معهما وتجري عملية تبديل بكتب جديدة وبهذه الطريقة قرأت الكثير ولسنوات كنت احتفظ بالكتاب الذي ينال اعجابي والبقية أعود معهما الى مكتبة الساقي ابدل الكتب المقروءة بكتب جديدة، اعتمد على رأيه لا ابحث بين الرفوف يقول لي اجلسي هنا وهنا يعني الجلوس على الكرسي قرب منضدته في مقدمة المكتبة يغوص بين الرفوف يجلب لي مجموعة اتسلمها مسرورة وفرحة. تظهر المكتبة في كتاباتي عادة. كتبت عن امين ومكتبة الساقي في يوميات مزرعة".

 

 
الرئيسية || من نحن || الاذاعة الكندية || الصحافة الكندية || اتصل بنا