(الأونروا) «تراجع» وجودها… وتنفي إخلاء مباني القدس!
القدس- سعيد أبو معلا «القدس العربي : نفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى – «الأونروا» التقارير المتداولة في بعض وسائل الإعلام بأن الوكالة تخلي مبانيها في القدس الشرقية المحتلة.
ووصفت في بيان صحافي- وصلت نسخة منه “القدس العربي»- تلك التقارير بأنها «غير دقيقة على الإطلاق».
وجاء في البيان: «تستمر «الأونروا» في عملياتها في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية وفي قطاع غزة لصالح اللاجئين الفلسطينيين. وستواصل الوكالة تنفيذ عملياتها وبرامجها على الرغم من المحاولات المتزايدة لمنعها بنشاط من تنفيذ ولايتها».
وتابعت: «قبل عدة أشهر، بدأت الأونروا مراجعة وجودها وتواصلها من القدس الشرقية وحول العالم. وقد توصلت هذه المراجعة إلى أنه من مصلحة الوكالة وضع خطوات لتحسين فعالية العديد من الوظائف. لا تشمل هذه المراجعة العمليات في مكتب الأونروا الإقليمي في الضفة الغربية، ولا تؤثر على الموظفين أو الخدمات التي تقدمها الأونروا للاجئين الفلسطينيين هناك بما في ذلك الرعاية الصحية الأولية والتعليم. فهي مستمرة دون انقطاع».
وأضاف البيان: «نظرا لقرار نقل الموظفين الدوليين، ستدعم الأونروا الموظفين المحليين المتأثرين لإعادة استيعابهم في وظائف أخرى في العام القادم (بحلول نوفمبر/تشرين الثاني عام 2025). وإذا سمحت الظروف للوكالة بمواصلة عملها في القدس الشرقية وفي مختلف أنحاء الضفة الغربية، فقد يتم تمديد فترة العام الواحد. وقد أخطرت الوكالة جميع الموظفين المتأثرين وفقا لذلك».
خبير لـ«القدس العربي» يشكّك: «دحرجة تصفية الوكالة بدأت»
وقالت تقارير أن «الأونروا» عملت على تفريغ مقر رئاستها في الشيخ جراح وأعطت موظفي الرئاسة الفلسطينيين مهلة 12 شهر للبحث عن وظائف جديدة.
يذكر أن مكاتب الرئاسة في الشيخ جراح تشمل الدائرة القانونية المشرفة على عمل الوكالة القانوني في كافة مناطق عملياتها، وتشمل مكتب الإعلام والناطق الرسمي والتواصل لكل الوكالة ومكتب العلاقات الخارجية للمؤسسة، ومكتب تنسيق شؤون الهيئة الاستشارية (والتي تنسق مع الدول المضيفة للاجئين في مناطق العمليات الخمس ومع الدول المتبرعة) ، وتشمل بطبيعة الحال مكتب المفوض العام وطاقمه والمكاتب الفرعية الملحقة بمكتبه.
ورأى الخبير في شؤون وكالة «الأونروا» والناطق السابق باسمها، سامي مشعشع، في حديث لـ»القدس العربي»، أن ما وصله من أنباء ومعلومات مؤكدة تشير إلى أن «دحرجة تصفية الأونروا ابتدأت».
وشدد مشعشع على أن الموظفين الأجانب في المكاتب السابقة لن يفقدوا وظائفهم، وسيتم استيعابهم في ذات الوظائف خارج فلسطين وعلى الأغلب في مكاتب «الأونروا» الإقليمية في العاصمة الأردنية عمان.ووصف حال العاملين بإنهم تحت واقع «الصدمة الصعبة، حيث تلقوا هذا الخبر المفاجئ والذي لم يسبقه أي تحضير او إخطار».
وتابع: «هذا القرار يعكس تخاذلا كبيرا وخطوة استباقية مستهجنة قبيل تنفيذ الجهات التنفيذية الإسرائيلية قرارات الكنيست بطرد «الأونروا» من القدس وصولا لإنهاء وجود هذه المنظمة الدولية وطردها خارج فلسطين المحتلة.
مشعشع وصف الأمين العام للأمم المتحدة بأنه «ضعيف ومقيد ومتردد ولا يريد الخروج من دائرة التعبير فقط عن قلقه وحزنه تارة ،وعن شجبه واستنكاره تارة أخرى وكأنه يشاهد مسلسلا هنديا دراميا طويلا».
وقال مشعشع إن «الأونروا ليست البقرة المقدسة ، وعلينا فلسطينيا، واجب حمايتها وواجب النقد البناء وتقييم الأداء».
وقال إن بيان «الاونروا» فيه «شيء من التذاكي وبعض من الاستخفاف بعقولنا معشر الفلسطينيين».
وقال «النقطة الفصل هنا، بعيدا عن فزاعة «المعلومات المضللة» هي التالي: لماذا الان؟ لماذا الان يا وكالة «إعادة التموضع» هذه وفى هذا التوقيت الحرج للغاية وفى الوقت الذي يجد فيه اللاجئون والوكالة – ووجودها في القدس وسائر الأراضي المحتلة – أنفسهم على مقصلة الطرد والإنهاء والإقصاء؟! الآن فقط ارتأيتم تنفيذ «سياسة المراجعة وإعادة التموضع»؟ ماذا تريدون منا ان نقرأ في قرار نقل الموظفين الدوليين العاملين في مكاتب المقر العام الموجودة الان داخل المبنى في الشيخ جراح، إلى خارج فلسطين وإلغاء وظائف نظرائهم الفلسطينيين في ذات المكاتب؟ «.
وأشار إلى وجود ملاحظات جادة حوّل أداء الأونروا في شمال غزة مع بدء حرب الإبادة، و»كيفية تعامل إدارة الوكالة مع ملف الشهداء من زملائنا ومع استهداف مقرات الأونروا، وكان هناك مطالبة بإيضاحات واقتراحات عملية وتم تجاهلها أيضاً».