الاجتماع السوري الوطني قادم..التحضيرات انطلقت والموعد لم يُحدد بعد
مصطفى محمد (المدن) بيروت
أكد مدير مكتب إدارة الشؤون السياسية في دمشق محمد ياسر كحالة، في حديث لـ”المدن”ـ أمس الجمعة، أن الحكومة المؤقتة بدأت التحضيرات لاجتماع سوري وطني، يجمع كل توجهات الشعب السوري.
وأضاف المسؤول في الإدارة السورية أن توقيت الاجتماع “لم يُحدد بعد”، موضحاً أن “الحكومة ستعلن عن الاجتماع عند تحديد موعد انعقاده في دمشق“.
والاجتماع سيكون الخطوة الأولى نحو بناء دولة جديدة، والتوافق على آلية إدارة شؤون الدولة في المرحلة الاستثنائية التي تمر فيها سوريا، بعد إسقاط نظام الأسد.
توقيت الاجتماع
وكانت تقارير إخبارية قد رجحت أن ينطلق الاجتماع في غضون أيام، لكن مصدراً مقرباً من “هيئة تحرير الشام”، استبعد ذلك، مؤكداً لـ”المدن”، أن “النقاش حول المؤتمر لم يخرج بعد عن إطار المداولات“.
بدوره، يتوقع الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة أن يستغرق الإعداد للاجتماع أو المؤتمر الوطني وقتاً ليس قصيراً، نظراً لتنوع الشعب السوري، وعدم الإعلان عن تشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر بعد.
ويقول خليفة لـ”المدن”، إن “العرف السياسي أن تقوم الجهة التي أسقطت النظام السابق بالدعوة لمؤتمر وطني عام محدداته مُتفق عليها من الشخصيات الوطنية والأكاديمية، وينبثق عنه جمعية تأسيسية تكون بمثابة البرلمان المؤقت، مهمتها تشكيل لجنة دستورية“.
ويضيف أن المؤتمر يضع “خارطة طريق”، وأهميته تنبع من حاجة السوريين اليوم للتوافق على مستقبل بلادهم، وقال: “من الواضح أن المؤتمر الوطني هو أحد المطالب الدولية من قيادة دمشق، وهو حاجة للأخيرة لاكتساب شرعية سياسية“.
مهمة صعبة
وليس خافياً حجم الصعوبات التي ستواجه الجهة المنظمة للمؤتمر، في سبيل تمثيل كل السوريين بتوجهاتهم وأطيافهم المختلفة، في الاجتماع المُرتقب.
وفي هذا الاتجاه، يصف أمين “الحركة الوطنية السورية” زكريا ملاحفجي، مهمة حكومة دمشق بـ”الأمر غير السهل”. ويفسر ذلك في حديثه لـ”المدن”، بأن سوريا “تضم قوى سياسية وعسكرية ومجتمعية وفكرية عديدة”، ويقول: “حتى الآن لا تفصيلات واضحة عن المؤتمر“.
مطالب محلية ودولية
ويُلبي الاجتماع، المطالب السورية المحلية والدولية من دمشق، بعد حديث عن مخاوف من توجه القيادة السورية نحو فرض نظام حكم لا يجمع عليه غالبية السوريين.
ومنذ إسقاطها النظام، أظهرت إدارة العمليات العسكرية التي يقودها أحمد الشرعـ “ديناميكية” في التعامل مع الأحداث والمطالب منها، ويدلّ على ذلك حديث الشرع عن أن المرحلة القادمة ستشهد تكليف لجان مهمتها وضع خطط للفترة الانتقالية وصياغة دستور جديد، وتأكيده أن “سوريا ستكون طبيعية” عند سؤاله عن احتمال فرض “الشريعة الإسلامية” في البلاد.
المصدر : جريدة (المدن) البيروتية