مقالات رأي

الحزب عودٌ على عون الأسد.. «حيث لا يجرؤ الآخرون»! علي الأمين

 

 

ان يتجرأ “حزب الله” على ارسال عديد من مقاتليه لدعم النظام السوري، فذلك يعني انه بات فاقداً للحد الأدنى، من القدرة على العبرة والاعتبار، لكل ما ناله ونال لبنان، والشيعة منه على وجه الخصوص، من نكبة غير مسبوقة في تاريخهم، منذ نشأة لبنان الى اليوم.

الحزب الذي اعلن امينه العام الجديد الشيخ نعيم قاسم، دعم سوريا في مواجهة المنتفضين ضد نظام بشار الأسد، لم يكن ايذان انطلاق ما تبقى من مقاتليه، لدعم النظام والذود عنه، بل جاء خطاب الشيخ قاسم امس (الخميس) ليؤكد حقيقة ما بات معلوماً، ان “حزب الله” يستدعي ويلزم العديد ممن نجوا من كارثة “حرب الاسناد”، للتوجه نحو سوريا، وتحديدا نحو دمشق وعند تخوم حمص، في خطوة تنم على اصرار على ارتكاب المزيد من الشيء نفسه، اي المزيد من الرهان على المغامرات، التي أودت به وبلبنان وبالشيعة، الى كارثة انسانية واسرى عزلة وتربص من حوله به، بل الى اصرار على الخروج على الدستور والقانون، وعلى كل ما يفترض ان الحرب، اعادت تركيز البوصلة لدى الحزب، باتجاه ترميم المجتمع والدولة، بمزيد من الانضواء في شروطها.

العراق نفسه نأى بنفسه و”حشده”، عن التورط في الشأن السوري، السيد مقتدى الصدر حذر من اي تورط عسكري عراقي، في شأن يخص السوريين انفسهم، ومرجعية النجف لم تكن بعيدة عن موقف الصدر، ولا موقف رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، الذي رفض تدخل العراق في شأن سوريا الداخلي، فيما اعلن العراق ارسال مساعدات اغاثية للنازحين من السوريين.

ما هذا اللبنان الذي يريد “حزب الله” ان يحمله، ما ليس مشروعا ولا قادرا على احتماله، ولا معبرا عن ارادة اللبنانيين ولا حتى الطائفة الشيعية، التي يصر “حزب الله” على زجّها مجددا في آتون حروبه التي لا تتوقف، كأن قدر ابناء هذه الطائفة، ان يزجوا في حروب لا تجلب الا الموت والدمار، ولا ينتج منها الا المزيد من الأعداء.

الالتباس في الموقف لم يعد مقبولا، لا شأن لنا كلبنانيين بما يجري في سوريا، والنأي بالنفس عن هذه الاحداث، هو موقف الدولة اللبنانية منذ اكثر من عقد، و”حزب الله” مطالب بأن يعلن بوضوح التزامه عدم التدخل، وان يرأف باحوال لبنان وبالمنكوبين من العدو، فلا يكونو فريسة اخطاء الحزب، ورهانات ايران القاتلة مجددا.

زر الذهاب إلى الأعلى