الشرع: الثورة انتهت والمرحلة التالية ستشمل اختيار رئيس للجمهورية

الشرع قال إن الانتفاقضة الفلسطينية ساهمت في تكوين وعيه (انترنت)
أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، أن المرحلة التالية ستبدأ بعد انتهاء مدة 3 أشهر كما حددت لحكومة تسيير الأعمال الحالية، موضحاً أنها ستشمل الإعلان الدستوري، وعقد المؤتمر الوطني، واختيار رئيس الجمهورية، مشدداً على أنه لم يسعَ لأن يكون رئيساً.
جاء ذلك ضمن مقابلة مع “البودكاست” السياسي البريطاني “THE REST IS POLITICS” مع الصحافي والسياسي البريطاني أليستر كامبل.
المرحلة التالية
ورداً على سؤال حول موعد عقد المؤتمر الوطني وموعد الانتخابات وولادة الدستور، أجاب الشرع أن سوريا يجب أن تمر بعدة مراحل، موضحاً أن الأولوية كانت لتثبيت الحكومة لمنع انهيار مؤسسات الدولة، ثم جاءت حكومة إدلب الجاهزة لتولي المسؤولية بمجرد السيطرة على دمشق، مضيفاً أنه تم منحها 3 أشهر لهذا الهدف، “ثم سننتقل إلى المرحلة التالية التي تشمل إعلاناً دستورياً، ومؤتمراً وطنياً، واختيار الرئيس“.
وأشار إلى أن تعيينه كرئيس كان وفقاً للأعراف الدولية وبعد التشاور مع خبراء دستوريين. وقال: “الآن سننتقل إلى الحوار الوطني، الذي سيشمل طيفاً واسعاً من المجتمع، وسيؤدي إلى توصيات تمهد لإعلان دستور جديد، كما سيتم تشكيل برلمان مؤقت، وسيتولى هذا البرلمان تشكيل لجنة دستورية لصياغة الدستور الجديد“.
وأكد أن عقلية الثورة لا تبني دولة، “نحتاج إلى عقلية مختلفة عندما يتعلق الأمر ببناء دولة وإدارة مجتمع كامل. بالنسبة لي، انتهت الثورة بالمعنى السابق بإسقاط النظام“.
مستقبل واعد
وأوضح أن المرحلة الجديدة تشمل إعادة بناء الدولة، والتنمية الاقتصادية، والسعي نحو الاستقرار والأمن الإقليمي، وطمأنة الدول المجاورة، وإقامة علاقات استراتيجية بين سوريا والدول الغربية والدول الإقليمية.
وفيما أكد على ضرورة رفع العقوبات عن سوريا، قال إن التحدي الذي يواجه السوريين هو وراثة دولة منهارة تماماً، مضيفاً أن “هناك صعوبات، لكن لا شيء مستحيل. بالإرادة والعمل الجاد، يمكننا النهوض بسوريا وجعلها قصة نجاح إقليمية وعالمية“.
واعتبر أن لسوريا مستقبل واعد، ستلعب فيه دوراً رئيسياً في استقرار المنطقة، بعد تحقيق التنمية الاقتصادية، كما ستكون مركزاً رئيسياَ في قطاعات مثل الزراعة والصناعة والتجارة، مضيفاً أنها تقع على طريق الحرير التاريخي وستزدهر التجارة بين الشرق والغرب مرة أخرى.
وأشار إلى أنه يستلهم تجارب دول مثل سنغافورة والبرازيل ورواندا، لكنه يسعى إلى تطوير نموذج اقتصادي يناسب خصوصية سوريا، فيما أكد أنه يسعى لبناء علاقات متوازنة مع القوى الإقليمية والدولية، مشدداً على أن سوريا، لا يجب أن تكون ساحة للصراعات الدولية بعد الآن.
ولفت إلى أن زيارته للسعودية، كانت تلبية لدعوة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مشيراً إلى أن زيارته الأولى كرئيس يجب أن تكون إلى دولة عربية ذات ثقل إقليمي، مما جعله يختار السعودية لهذا الدور.
سجنه في العراق
وتحدث الشرع خلال المقابلة المطولة، عن حياته الشخصية، موضحاً أن لديه زوجة و3 أولاد، عكس ما أشيع على الإعلام، لافتاً إلى أن حياته لم تكن سرية بالكامل، خلال الـ20 عاماً الماضية، لكنه كان حريصاً على إبقاء معلوماته الشخصية سرية بسبب الوضع الأمني سابقاً، وحرصاً على سلامة عائلته. وأشار إلى أن عائلته تنحدر من الجولان المحتل، ووالده كان لاجئاً سياساً في العراق.
وكشف عن معلومات خلال سجنه في العراق لمدة 5 أعوام، إذ قال إنه وقع أسيراً في وقت مبكر بعد ذهابه للعراق، وتم إرساله إلى سجن “أبو غريب”، ثم نُقل إلى سجن “بوكا”، ثم سجن “كوبر” في بغداد، ثم سجن “التاجي،” إلى أن أطلق سراحه بالتزامن مع انطلاقة الثورة السورية.
وأشار إلى أن المكافأة المالية التي كانت مرصودة للقبض عليه، لم تسبب له أي مخاوف، مشيراً إلى أنه كان يلتقي مع وفود من الخارج وكانت له العديد من التفاعلات مع الصحفيين، في إدلب.
الانتفاضة الفلسطينية
وأكد الشرع أن وجوده داخل السجن ساهم في تكوين وعيه السياسي، كما كان للانتفاضة الفلسطينية في بداية الألفية تأثير في ذلك التكوين. كما انتقد خطة الرئيس دونالد ترامب لتهجير أهالي قطاع غزة، مؤكداً أن التاريخ أثبت أن محاولات التهجير القسري لن تنجح.
المصدر : جريدة (المدن) البيروتية