العراق: رئيس الوزراء يصف فضيحة تتسبب بإحراج للطبقة السياسية بـ”كذبة القرن”
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مؤتمر صحافي في محافظة البصرة بجنوب العراق في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2024. © أ ف ب
اعتبر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اتهامات لموظفين بمكتبه بالتنصت على سياسيين وشخصيات بارزة “كذبة القرن”، في إطار فضيحة تتسبب بإحراج للطبقة السياسية العراقية منذ أشهر. وفي بلد تهزه فضائح السياسة والفساد بانتظام واعتاد على تصفية الحسابات من خلال حملات تضليل إعلامي، استنفر الإعلام بشأن القضية في ظل ما اعتبره مراقبون نزاعا سياسيا وحملة ممنهجة لتشويه سمعة حكومة السوداني قبل انتخابات متوقعة في نهاية العام 2025.
للمرة الأولى منذ كُشف عنها في آب/أغسطس الماضي، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني علنا الأربعاء معلقا على قضية اتهامات لموظفين بمكتبه بالتنصت على سياسيين وشخصيات بارزة في البلاد بأنها “كذبة القرن”، في تصريحات نشرها الإعلام الرسمي الخميس.
ويرى محللون أن الفضيحة التي صاحبتها تسريبات إعلامية، تعكس خصومات وصراعات داخلية على السلطة في صفوف الأغلبية البرلمانية المكونة من أحزاب شيعية موالية لإيران.
ومن جانبه، لم يعلق القضاء العراقي على الاتهامات ولم يكشف بذلك أسماء المتهمين المفترضين في هذه القضية. وأبرز من تم تداول اسمهم محمد جوحي مساعد المدير العام للدائرة الإدارية في مكتب رئيس الوزراء.
“كذبة القرن”
هذا، وكان أول من كشف القضية النائب العراقي مصطفى سند الذي تحدث في 19 آب/أغسطس عن توقيف “شبكة” تشمل جوحي وعددا من الضباط والموظفين “كانت تمارس عدة أعمال غير نظيفة ومنها التنصت على هواتف عدد من النواب والسياسيين” هو أحدهم.
ومن جهتها، نقلت وكالة الأنباء العراقية عن السوداني قوله خلال جلسة برلمانية مغلقة الأربعاء إن “قضية التجسس والتنصت والإشكالات التي أُثيرت واتهمت فيها الحكومة بطريقة لا أخلاقية (…) لم تستند لأي شيء”.
وأضاف في مقطع فيديو نشرته قناة العراقية الإخبارية على شبكات التواصل الاجتماعي “إنها كذبة القرن (أن يكون قد حدث) تجسس وتنصت من قبل بعض الموظفين أو مكتب رئيس الوزراء”.
إلى ذلك، وعندما بدأ التداول بالقضية، قال معلقون ووسائل إعلام عراقية وعربية إن من بين ضحايا التنصت المفترض سياسيين عراقيين بارزين من تحالف “الإطار التنسيقي” المتمتع بأغلبية برلمانية والمؤلف من أحزاب شيعية موالية لإيران أوصلت السوداني إلى منصبه الحالي.
“تعرض للمتابعة”
ويشار إلى أن مجلس القضاء الأعلى تحدث في مطلع أيلول/سبتمبر الماضي عن “عدم دقة” معلومات على “بعض مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص التحقيق بما يعرف بقضية ’شبكة محمد جوحي‘”.
وقبل ذلك بثلاثة أيام، نفى “وجود محاولات تنصت على رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان”.
وقال رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، لدى سؤاله عن شبكة التنصت في مقابلة تلفزيونية في أيلول/سبتمبر الماضي إنه “تعرض للمتابعة”، موضحا “كلما كنت أنتقل من مكان إلى آخر، كنت أجد فريقا يتابعني”.
وفي بلد تهزه فضائح السياسة والفساد بانتظام واعتاد على تصفية الحسابات من خلال حملات تضليل إعلامي، استنفر الإعلام بشأن القضية في ظل ما اعتبره مراقبون نزاعا سياسيا وحملة ممنهجة لتشويه سمعة حكومة السوداني قبل انتخابات متوقعة في نهاية العام 2025.
فرانس24/ أ ف ب