تحقيق صيني لمكافحة الإغراق على بذور الكانولا الكندية
سهل كانولا قرب بلدة أونوواي في وسط مقاطعة ألبرتا في غرب كندا (أرشيف)
الصورة: Radio-Canada / Catherine Dumont
RCI
أعلنت الصين أنها ستطلق تحقيقاً لمكافحة الإغراق على بذور الكانولا الكندية، في خطوة يبدو أنها ردّ انتقامي على الرسوم الجمركية الإضافية الضخمة التي فرضتها أوتاوا على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين.
فقد أشارت وزارة التجارة الصينية إلى أنها ستقوم بـ’’فتح تحقيق لمكافحة الإغراق على بذور الكانولا المستوردة من كندا‘‘، لكنها لم تحدّد جدولاً زمنياً لذلك.
وكان رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو قد أعلن مطلع الأسبوع الفائت زيادة الضريبة على كافة المركبات الكهربائية المستورَدة من الصين بمقدار 100 نقطة مئوية، من 6,1% إلى 106,1%، ابتداءً من الأول من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
’’الصين لا تحترم القواعد نفسها التي تحترمها الدول الأُخرى‘‘، قال ترودو آنذاك في شرحه هذا القرار الذي يهدف إلى ’’الدفاع عن الوظائف والمصالح الكندية‘‘.
وتستهدف الرسوم الإضافية التي فرضتها حكومة ترودو الليبرالية المركبات الكهربائية المصنوعة في الصين، من سيارات ركاب وشاحنات وشاحنات توصيل وحافلات، وفي بعض الحالات أيضاً المركبات المزودة بمحركات هجينة تعمل على الكهرباء والوقود الأحفوري.
يُشار إلى أنّ السيارات الكهربائية الوحيدة المصنوعة في الصين والمستوردة حالياً إلى كندا هي تلك التي تصنعها شركة ’’تيسلا‘‘ (Tesla) الأميركية.
وسبق لبكين أن هدّدت مراراً وتكراراً باتخاذ إجراءات انتقامية.
والكانولا المستهدفة بالتحقيق الصيني هي نبتة تمّ تطويرها في كندا من بذور الكولزا (اللفت)، ويُستخرج من بذورها زيت صالح للأكل، يُستخدم خاصة في الطهي.
كما تُستخدم هذه البذور الزيتية لإنتاج ديزل حيوي وعلف للحيوانات.
وتعدّ كندا من كبار منتجي الكانولا في العالم ولطالما كانت الصين أحد زبائنها الرئيسيين.
ووفقاً لبكين، ارتفعت صادرات كندا من بذور الكانولا إلى الصين ’’بشكل كبير‘‘ لتبلغ قيمتها 3,47 مليارات دولار أميركي عام 2023، مع أسعار ’’واصلت الانخفاض‘‘.
وبالتالي، فإنّ المُصدّرين الكنديين ’’مشتبه بهم في ممارسة الإغراق‘‘ في السوق الصينية، وفقاً لوزارة التجارة في بكين.
وينطوي الإغراق على البيع في الخارج بأسعار أقل من تلك الموجودة في السوق المحلية، وبالتالي تشويه المنافسة.
وأشارت الوزارة الصينية، التي قالت إنها تفكر في إحالة الموضوع إلى منظمة التجارة العالمية، إلى أنّ ’’الصناعات الصينية المرتبطة ببذور الكولزا، والتي تأثرت بالمنافسة الكندية غير العادلة، لا تزال تعاني من خسائر‘‘.
وشددت على أنّ الصين ’’ستتخذ كافة التدابير اللازمة للدفاع عن الحقوق والمصالح المشروعة‘‘ لمؤسساتها.
يُشار إلى أنّ العلاقات بين أوتاوا وبكين شهدت توترات عدة في السنوات الأخيرة، لاسيما منذ سجن السلطات الصينية المواطنيْن الكندييْن مايكل كوفريغ ومايكل سبافور قرابة ثلاث سنوات في إجراء تعسفي رداً على توقيف سيدة الأعمال الصينية مينغ وانتشو في كندا بناءً على طلب من السلطات الأميركية التي اتهمتها باللجوء إلى الاحتيال من أجل الالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة على إيران.
قلق دول غربية من أن تُغرَق أسواقها بسيارات صينية
في السنوات الأخيرة ظهرت ماركات السيارات الصينية بقوة في الخارج، وبات عدة دول غربية تشعر بالقلق من إغراق أسواقها بسيارات صينية مخفضة الأسعار.
ويعتقد الاتحاد الأوروبي أنّ أسعار السيارات الصينية منخفضة بشكل مصطنع بسبب الدعم الحكومي الصيني، الأمر الذي يشوّه المنافسة ويقوّض القدرة التنافسية للمصنّعين الأوروبيين، حسب رأيه.
لذا، أعلن الاتحاد الأوروبي في تموز (يوليو) زيادة رسومه الإضافية على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين من 10% إلى ما يصل إلى 36% اعتباراً من تشرين الأول (أكتوبر).
وفي إطار تصميمها على إبطاء التقدّم الصيني في قطاع السيارات، أعلنت الولايات المتحدة في أيار (مايو) مضاعفة الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين أربع مرات، من 25% إلى 100%.
(نقلاً عن خبر لوكالة الصحافة الكندية منشور على موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)