ترودو يندد بالعدد ’’الكثيف جداً‘‘ من القتلى المدنيين بنيران إسرائيل

رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو متحدثاً في مجلس العموم (أرشيف).
الصورة: THE CANADIAN PRESS / ADRIAN WYLD
RCI
قبل يوميْن من موعد الذكرى السنوية الأولى لهجوم حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل، ندّد رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو بالعدد ’’الكثيف جداً‘‘ من المدنيين الذين قتلتهم إسرائيل.
’’لا يمكن أن يكون ثمنُ أمن إسرائيل موتَ المدنيين بهذا الشكل المكثَّف‘‘، قال ترودو في مؤتمر صحفي عقده صباح السبت في باريس في إطار قمة الفرنكوفونية.
ولم يعطِ ترودو تفاصيل متصلة بهذا الانتقاد لإسرائيل، مؤْثراً تكرار دعوته لوقف إطلاق النار بهدف توفير الحماية للمدنيين ولاحترام القانون الدولي.
’’لقد أدنت عدة مرات أفعال إسرائيل التي أسفرت عن مقتل الكثير جداً من المدنيين‘‘، قال ترودو بالفرنسية مدافعاً عن نفسه عندما سألته صحفية لماذا، ومنذ سنة، لم يُدِن مطلقاً، فقط وبشكل صريح، المذابح التي ترتكبها إسرائيل.
ولم يكرِّر رئيس الحكومة الكندية هذه العبارة عندما طُلب منه أن يقول الكلام نفسه بالإنكليزية، اللغة الرسمية الأُخرى في كندا.
يُذكر أنه في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 شنّت حماس هجوماً مفاجئاً على جنوب إسرائيل انطلاقاً من قطاع غزة الذي كان تحت سيطرتها، ما أسفر عن مقتل حوالي 1.200 إسرائيلي، غالبيتهم من المدنيين، واحتجاز 250 شخصاً اُخذوا رهائن إلى قطاع غزة. وردّت إسرائيل بمهاجمة القطاع الفلسطيني، ما تسبب بتدمير واسع النطاق فيه ومقتل حوالي 42.000 فلسطيني وفقاً لوزارة الصحة في غزة التي تشير إلى أنّ أكثر من نصف الضحايا هم من النساء والأطفال.
لبنان
وفي وقت لاحق من المؤتمر الصحفي تجنّب ترودو أيضاً الإجابة على سؤال حول ما إذا كان يُدين قرار إسرائيل غزوَ لبنان.
وتقول إسرائيل إنها تقوم بعملية برية محدودة ضد أهداف لتنظيم ’’حزب الله‘‘ في جنوب لبنان.
وبدأ التنظيم اللبناني الشيعي المدعوم من إيران هجمات محدودة على شمال إسرائيل في 8 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 دعماً لحليفته حماس، وأعلن مراراً أنه لن يوقف هجماته ما لم يتمّ التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في في قطاع غزة.
وكثّفت إسرائيل غاراتها الجوية على لبنان منذ مطلع الأسبوع الفائت مستهدفةً بشكل رئيسي مناطق يتواجد فيها ’’حزب الله‘‘، في جنوب البلاد وشرقها وفي ضاحية بيروت الجنوبية، وموقعة أعداداً كبيرة من الضحايا، لاسيما في صفوف المدنيين. كما أنّ العاصمة بيروت لم تسلم من غاراتها.
ووفقاً للسلطات اللبنانية، أسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 2.000 شخص في وطن الأرز منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2023، من بينهم أكثر من 1.000 شخص منذ 23 أيلول (سبتمبر). وتقدّر الحكومة اللبنانية عدد النازحين بنحو 1,2 مليون شخص.
واستهدفت غارة إسرائيلية فجر أمس محيط معبر المصنع اللبناني الحدودي مع سوريا، ما أدى إلى قطع الطريق الدولية التي تربط بيروت بالعاصمة السورية دمشق.
كندا تشدد أيضاً على ضرورة حماية البنى التحتية المدنية اللبنانية
وشدّد ترودو في مؤتمره الصحفي على ضرورة حماية البنى التحتية المدنية، مثل مرفأ بيروت ومطار بيروت الدولي، للسماح للرحلات الجوية التجارية والمستأجَرة بمغادرة لبنان.
وحثّت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، التي كانت إلى جانب ترودو في المؤتمر الصحفي، مجدداً الكنديينَ وحاملي الإقامة الدائمة في كندا وأفراد عائلاتهم المباشرة الموجودين في لبنان على مغادرته بأسرع وقت.
وبدأت وزارة الشؤون العالمية الكندية منذ أواخر الأسبوع الفائت بحجز مجموعات من المقاعد على متن الرحلات التجارية القليلة المتبقية التي تغادر لبنان، ووجّهت نداءً عاجلاً آخر للكنديين والحاصلين على الإقامة الدائمة للمغادرة فوراً.
لكنّ الإقبال ليس بالمستوى المطلوب. فيوم الخميس نقلت رحلتان استأجرتهما الحكومة الكندية 275 راكباً فقط من بيروت إلى اسطنبول في تركيا فيما ظلّ 379 مقعداً فارغاً على متنهما.
وحتى الـ275 راكباً لم يكونوا جميعاً كنديين أو من حملة الإقانة الدائمة في كندا وفقاً لوزارة الخارجية الكندية، إذ كان بينهم مواطنون من ’’دول ذات تفكير مماثل‘‘، مثل أستراليا ونيوزيلندا والدنمارك والولايات المتحدة.
وقبل أسبوعيْن قدّرت جولي عدد الكنديين وحملة الإقامة الدائمة الموجودين في لبنان بحوالي 45.000 نسمة، على الرغم من الدعوات المتكررة لهم من أوتاوا لمغادرة لبنان منذ بدء الأعمال العدائية بين ’’حزب الله‘‘ وإسرائيل قبل سنة.
وأبدى حتى الآن حوالي 6.000 شخص من بين هؤلاء رغبتهم بالحصول على أحد المقاعد المخصصة لهم على رحلات بين بيروت وإسطنبول.
ولغاية الآن قامت كندا بإجلاء ما يزيد قليلاً عن 1.000 شخص من لبنان.
واليوم ناشدت جولي مجدداً الكنديين وحاملي الإقامة الدائمة مغادرةَ لبنان.
’’إذا عُرض عليكم مقعد على متن إحدى الرحلات الجوية، فأرجو أن تقبلوه لأننا قلقون عليكم ونريد مساعدتكم‘‘، قالت وزيرة الخارجية الكندية.
(نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية مع إضافات من وكالة الصحافة الفرنسية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)