تصحيح عبارات وجمل ضرغام الدباغ / برلين
لا أقصد من حديثي اليوم، إزعاج أحداً، فالجميع منزعجون بما فيه الكفاية، والأسباب كثيرة. أقرأ في وسائل التواصل الاجتماعي، فلان تخلى عن فلان، والجهة الفلانية باعت، فلاناً أو الجهة الفلانية. وبتقديري أن لا أحد يبيع أحد، ولكن هذه سياسة، والسياسة تحتمل الخداع (Bluff) أكثر مما تحتمل طيبة القلب… فالخدع السياسية يمكن وضعها في إطار يحتمل ألعاب الاكروبات.. يبقى على من يقبل اللعب بقوانين اللعب وبوس اللحى، أن يبدي جميل الصبر حين يقع في الكمين، وهذا جزء من تقاليد ألعاب الاكروبات، فأين الغرابة ..؟
ولو سائلاً يسألني، هل هو موقف حكيم سليم، أن تخوض إيران الحرب من أجل ليس إسماعيل هنية، ولا من أجل حماس كلها بل وشعب غزة كله، سأقول لا … فهذا يستحق أن أصدر بياناً أدين بكلمات منتقاة، أما أن أخوض حرباً وأعرض البلاد لمخاطر كبيرة، فهذه ليست من السياسة. ونفس الشيئ بالنسبة لأي جهة أخرى، ومن يعتقد أن إيران ستهب لنجدته، فهو رجل ملا غشيم، ولكنه على الأرجح يعلم جيداً (أنه سوف لن يحضى أكثر مما ناله من دعم مادي وعسكري، مكنه من السيطرة لصالح السياسة الإيرانية على بلد كامل(لبنان) بالقوة المسلحة والابتزاز، وباغتيال عشرات وربما مئات المعارضين، تحت أنظار جهات دولية كثيرة (دون ردود فعل)، وأشتغل بالسياسة ووارسل عناصر للقتال في سورية واليمن وفي بلاد عربية أخرى، دون أن يحاسبه أحد.
والجهة الفلانية تعلم بالتأكيد أنها دخلت جنوب لبنان بشرط واحد وحيد: هو أن لا تدع قوى الثورة الفلسطينية تصل للحدود مع فلسطين، وبالفعل منعهم منذ الثمانينات ولحد اليوم، وحين فهم أن هناك قوى فلسطينية تعارضه، قاتلها قتالاً شرساً وحاص حرب المخيمات، فكيف يقود مقاومة ضد الكيان الصهيوني، وكيف يمنع الطير المقاوم أن يصل الشريط الحدودي ..!
يا أخوان إيران لا ترتكب خطاً .. بل تفعل الصحيح وفقا لمصالحها، هي متحالفة مع إميركا وإسرائيل، طيب وما العيب في ذلك، أليسوا هم متحالفين منذ فجر التاريخ وإلى اليوم، دون أدنى شك، والمباريات تدور والملالي يلعبون لعباً نظيفاً، بدون فاولات، هم يكرهون العرب والإسلام، كرهاً تاريخياً يفقدهم رشدهم، وهذه مشكلتهم وهو يتحملون نتائجها، .. ؟ ويجدون ضرورة في التحالف مع الصهاينة والأمريكان .. وهذا صحيح أيضا وعكسه خطأ،
بكلمات بسيطة من يريد خوض حروب … وينتصر بها، والله لو تقاتلون بسيف خشبي أفضل من الاعتماد على الملالي .. لم أجد لليوم من يقنعني بنسبة 10% لا أريد أكثر … 10% لماذا تحارب إيران الصهاينة ..؟ هم متعطشون لقتل العرب والمسلمين أكثر من الصهاينة ب100% ويليهم الأمريكان، والصهاينة بالمرتبة الثالثة، من المؤسف أن نضطر للتصنيف من أقذر من من … وأكثر من ذلك، لو تعرضت إسرائيل لهزيمة، ستجد الملالي أول من يدافع عنها … هذه حسابات المصالح السياسية، فكثير مما نراه خلاف ذلك، هو سيناريو للغش والتمويه، في التمارين العسكرية، قلنا تمارين … يطلق فيها العتاد الخلبي (صوت فقط) ولكن ربما بنسبة (8%)من العتاد الحي، ولذلك فإن إدارة التمرين تضع نسبة خسائر بنسبة 4%، .. مبدأ الخسائر مقبولة للوصول لأفضل تمرين يقارب الحقيقة ..!
ملالي طهران، لا مانع عندهم مطلقا أن يباد اللبنانيون واليمنيون والعراقيون (بما في ذلك ميليشياتهم) طالما هم عرب، ذات يوم قال لي ضابط مخابرات إيراني (في زنزانة الإعدام) أنهم في أجهزة المخابرات لا يفرقون بين العرب العراقيون، ففي النهاية جميعهم عرب .. وبالطبع هذا هو الصحيح، ولكن غير الصحيح هو الخدر اللذيذ حين تسمع المواويل والردح الجميل، يسافر العقل طائر بين السحاب … كطائر السنونو .. يهبط يلامس الماء ثم يحلق … يعيش بجسده في القرن الحادي والعشرين، ولكن دماغه الرائع في القرن السادس … خدر لذيذ … ولكن لا شيئ يدوم، سيصحون على يوم وعلى واقع مؤلم …
الحرب أنهت عامه الأول، والهدنة في لبنان منذ الأمس، وتتوالى الهتافات … لا دخل لنا في ما يدور، الحرب لن تسفر عن شيئ .. هم يهتمون بأمنهم وسلامتهم .. وعلى الآخرين فعل الشيئ نفسه … أنتهى فلم المتاجرة الزائفة .. ونحن نعلم منذ مقدماته الأولى أنه فلم سوبر مان قائم على الحيلة وخفة اليد وخداع البصر …! وأغرب ما أسمع أنه هناك من يهمس أو يغمز تلميحاً يقترب من التصريح، لنستعيد السلاح .. لماذا .. أليحارب من جديد، أم ليمارس لعبته المفضلة، دعوني أحتل لبنان باسم أحتلال فلسطين … هذا ضرب سريالي من الرقص على الكلمات، غير مقبول لبنانياً ولا عربيا ولا دولياً ..!
يا جماعة، الأمر واضح وضوح الشمس … والمشكلة عندنا ناس لا تريد أن تصدق أن ما تراه وتسمعه بعينها واذنها بل تصدق ما هو كامن في جمجمتها وهو عبارة عن وهم … وهم .. وهم