جدعون ليفي في هآرتس.. إلى يعلون: ألم يحصد سموتريتش ما جنته يداك؟
كراهية نتنياهو وصلت إلى رقم قياسي. فهي تخرج الناس عن أطوارهم، لها تأثير كيميائي، تحول الأشخاص الذين كانوا مسؤولين عن جرائم حرب إلى مقاتلين ضدها. يجب مباركتها، مهما كان دافعها. كل من يكتشف حقيقة ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين، ويتجرأ على الصراخ بذلك علناً، فإنه يساهم في النضال اليائس ضد الأبرتهايد والاحتلال.
موشيه يعلون أيضاً يجب مدح أقواله حول التطهير العرقي في شمال القطاع. رئيس أركان ووزير دفاع سابق، ومن الصقور المتشددين، يتحدث عن التطهير العرقي، هذا شيء لافت ومثير. يصعب تجاهل أقواله واعتباره خائناً لإسرائيل، لكن ماكينة السم فعلت ذلك بيعلون. في إسرائيل لا نحتاج حتى إليها. فرئيس الدولة أيضاً إسحق هرتسوغ، ورئيس المعارضة يئير لبيد، استدعيا ليقولا بأنه لا يوجد ترانسفير. وماذا عندما يقال تطهير عرقي؟ مئات آلاف الأشخاص يسيرون في قوافل لانهائية من النازحين، وزراء الحكومة يعلنون أنهم لن يعودوا ذات يوم إلى بيوتهم التي تم تدميرها أصلاً بشكل ممنهج – لكن لا يوجد تطهير عرقي. الدماء مياه، وغبار الأنقاض عاصفة رمال.
يعلون الشجاع للحظة – سواء بسبب عدم وجود ما يخسره سياسياً أم بسبب أن كراهية نتنياهو أخرجته عن أطواره أم لأنه مصاب حقا بالصدمة مما يحدث في غزة – سار نصف الطريق فقط.
أول أمس، أوضح بأنه لم يتهم الجيش بالتطهير العرقي، بل اتهم بن غفير وسموتريتش ودانييلا فايس. الترانسفير يعود إليهم وليس للجيش الإسرائيلي. وكتب: “يحق للحكومة تقرير إخلاء غزة من العرب وتوطين اليهود في القطاع”. بقي يعلون الولد القديم الذي لم يغير قيمه. للحكومة الحق في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
هكذا يكون الأمر عندما ترتكز حياته المهنية على ارتكاب جرائم الحرب ومخالفة للقانون الدولي. من كان قائد فرقة “يهودا والسامرة” وقائد المنطقة الوسطى وتولى مناصب هدفها الحفاظ على الاحتلال وصيانته، الذي هو جريمة في أساسه، وبعد ذلك تولى منصب رئيس الأركان ومنصب ووزير الدفاع لجيش الاحتلال، لا يمكنه التحرر من ماضيه حتى عندما يتجرأ على القول بأن “الجيش الإسرائيلي ليس الجيش الأكثر أخلاقية الآن”. فجأة، هبط الجيش الإسرائيلي في تصنيف يعلون الأخلاقي. حتى الآن، كان الجيش الإسرائيلي الأكثر أخلاقية، لكن سموتريتش وبن غفير جاءا وغيراه. كم هو مخجل!
في العام 2015، عندما كان يعلون وزير الدفاع، منع نشاطات منظمة “نحطم الصمت” في الجيش. بأمر منه، تم حظر اطلاع الجنود على شهادات الجنود حول جرائم الحرب. من هناك وحتى التطهير العرقي، المسافة قصيرة. يعلون، الذي اعترف بوجود تطهير عرقي، يلصق التهمة باليمين المتطرف. لا، يا بوغي، الجيش غير بريء.
السموتريتشيون يدفعون، لكن الجيش هو الذي ينفذ، بفرح وبدون تردد أو احتجاج، الأوامر التي يرفرف عليها علم أسود. ليس اليوم أو أمس، بل تحت قيادتك في عملية “السور الواقي”، وقبل ذلك وبعد ذلك أيضاً. صحيح أن حجم الجرائم في هذه المرة مختلف وغير مسبوق، على الأقل منذ النكبة الأولى، لكن ليس جوهر الأخلاق الذي أساسه “مسموح لنا فعل كل شيء ضد الفلسطينيين”. يعلون فعل ضدهم كل شيء، حتى بدون سموتريتش، والجيش فعل ضدهم كل شيء، قبل سموتريتش وحتى قبل نتنياهو.
الآن لا يمكن ادعاء الفصل في الذنب والمسؤولية بين الجيش والمستوى السياسي. هذا هو ملجأ أشخاص مثل يعلون من أجل الكذب على أنفسهم وعلى الآخرين. عندما ينكل الجنود بالسكان الفلسطينيين الأبرياء في الخليل كما كشف ذلك أول أمس في تقرير “بتسيلم”، ويسمح قادة الجيش بذلك، فكل الجيش يتحمل المسؤولية، وليس سموتريتش فقط. ولكن من ينفذ الترانسفير الذي كشف عنه يعلون؟ جنود الجيش الإسرائيلي.
اعترف وذهب، ثم غفر له. يعلون اعترف قليلاً وغادر إلى حد ما – لذلك، سيغفر له جزئياً. يدا يعلون ستبقى ملطخة بدماء الاحتلال، إلا إذا كانت لديه شجاعة ليدرك بأنه لا شيء بدأ مع سموتريتش.
جدعون ليفي
هآرتس 5/12/2024
(القدس العربي)