حرب السودان: 13 مليون نازح ولاجئ في خلال عامَين

نازحون سودانيون خرجوا من مخيم زمزم في ولاية شمال دارفور، 13 إبريل 2025 (فرانس برس)
هجّرت الحرب التي اندلعت قبل عامَين في السودان 13 مليون شخص، من بينهم أعداد كبيرة من الأطفال وكذلك النساء “اللواتي أكّدنَ تعرّضهنّ للاغتصاب”، وفقاً لما قاله المسؤول الإقليمي في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عبد الرؤوف غنون كوندي في حديث لوكالة فرانس برس. ويشهد السودان منذ منتصف إبريل/نيسان 2023 حرباً دامية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أدّت إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة وبلا حدود.
وقال المسؤول الأممي، في حديث إلى وكالة فرانس برس بمدينة دكار السنغالية عقب زيارته السودان اليوم، إنّ “النزاع أسفر عن تهجير 13 مليون شخص”، وفصّل أنّ “8.6 ملايين منهم نازحون و3.8 ملايين لاجئون”. أضاف أنّ “النساء والأطفال يشكّلون 88% من هؤلاء الذين فرّوا بحثاً عن الأمان قبل أيّ شيء آخر“.
وأدّت الحرب في السودان إلى مقتل عشرات الآلاف وتسبّبت في أزمة إنسانية تُعَدّ من الأسوأ في التاريخ الحديث، بحسب الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. ويُتّهم طرفا الحرب، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين. وأصبحت السيطرة في السودان، ثالث أكبر دولة في أفريقيا لجهة المساحة، مقسّمة عملياً بين الطرفين، إذ يمسك الجيش بالخرطوم ومساحات واسعة في الشرق والشمال، فيما تسيطر قوات الدعم السريع على معظم إقليم دارفور (غرب) وأجزاء من الجنوب.
المنظمة الدولية للهجرة: نزوح عشرات آلاف الأسر من مخيم زمزم غربي السودان
في سياق متصل، أظهرت بيانات المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أنّ ما بين 60 ألف أسرة سودانية و80 ألفاً نزحت من مخيم زمزم السوداني في ولاية شمال دارفور غربي البلاد، عقب سيطرة قوات الدعم السريع عليه. وكانت هذه القوات شبه العسكرية قد وضعت يدها على مخيم النازحين، الذي كان يؤوي نحو نصف مليون شخص والذي سُجّلت فيه مجاعة، وذلك بعد هجوم استمرّ أربعة أيام. يُذكر أنّ الحكومة السودانية ومنظمات إغاثية كانت قد أفادت بأنّ الهجوم أسفر عن مقتل وإصابة المئات من الذين لجأوا إلى هذا المخيم هرباً من الحرب.
تجدر الإشارة إلى أنّ الهجوم على مخيم زمزم كان قد أودى بحياة عاملين صحيين في خلال قيامهم بواجبهم. وقد أفادت منظمة الصحة العالمية، في تدوينة نشرتها على حسابها على موقع إكس أوّل من أمس السبت، بأنّ “الهجمات على المدنيين والعاملين في المجال الصحي تُعَدّ انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي، ويجب أن تتوقّف”. ولا يُعَدّ مقتل العاملين الصحيين حادثة معزولة، فقد سقط، في خلال الحرب المتواصلة في السودان عدد كبير من العاملين الصحيين والإنسانيين في مختلف أنحاء البلاد.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)