#ستنتصر_ثورة_تشرين.. عراقيون يريدون استعادة وطنهم المسلوب
ثورة تشرين نجحت في كشف النظام السياسي أمام الرأي العام رغم قمعها وقتل أبطالها.
ثورة عراقية خالصة
لا يزال العراقيون يستذكرون ثورة أكتوبر التي مرت خمس سنوات عليها، بالكثير من الحنين والفخر بجيل الشباب الذي حاول تغيير الواقع السياسي والطائفي، رغم ما واجهه من قمع وتنكيل، ويأملون أن التغيير القادم.
بغداد – يحيي العراقيون ذكرى أحداث ثورة تشرين عندما خرج العراقيون قبل خمسة أعوام مطالبين بالقضاء على الفساد والعيش الكريم في احتجاجات غير مسبوقة ضد السلطة ويؤكدون على مواقع التواصل الاجتماعي “وكأنها وقعت بالأمس فقط”.
ولا يزال العراقيون ينظرون للثورة التي واجهت شتى أنواع القمع بالكثير من الحنين والأمل والفخر والتوق إلى تجديد شعاراتها، مستذكرين رموزها الذين راحوا ضحية مطالب مشروعة بالإنسانية ونبذ الطائفية ومحاربة الفساد، حيث دشنوا هاشتاغ #ستنتصر_ثورة_تشرين الذي تحول إلى ترند مع تفاعل الآلاف من العراقيين معه. وجاء في تغريدة:
ym__ama@
وهل هنالك ما هوه أروع من تشرين يوم ثار الحق ضد الباطل. إنها ليست ذكرى ..بل هي شرارة توهجت وانطلقت منذ ذلك الحين، ولن تكف حتى ترديكم رمادا…
#ستنتصر_ثورة_تشرين.
وقال ناشط:
noor_98alhoda@
كانت هذه البلاد ميته حتى جاءت رياح تشرين
في ذكراها الخامسة دمتم أحرارا
والرحمة والخلود للشهداء
#ستنتصر_ثوره_تشرين.
وعبر ناشط آخر:
iraqihor1@
ثورة تشرين هي ثورة عراقية خالصة لاستعادة هيبة الوطن وسيادته، ضد الفساد وأذرع إيران التي تغلغلت في مؤسسات الدولة. هي ثورة الأحرار والكرامة، انطلقت لرسم مستقبل جديد خالٍ من التبعية والمحسوبية.
#ستنتصر_ثورة_تشرين.
واندلعت الاحتجاجات في الأول من أكتوبر عام 2019 في جميع أنحاء البلاد، ولاسيما في الجنوب الذي عانت مناطقه من الفقر وسوء الخدمات، واستمرت عدة أشهر اعتصم خلالها مئات الآلاف من المتظاهرين في ساحة التحرير مستنكرين تفشي البطالة وانهيار البنى التحتية وانعدام الديمقراطية.
وكانت احتجاجات عام 2019 قد نددت بحكومة عادل عبدالمهدي، وطالب خلالها المتظاهرون بإصلاح النظام السياسي، الذي رأوا أنه غارق في الفساد ودفع بمعظم العراقيين إلى براثن الفقر.
وقُتل أكثر من 800 شخص في تلك التظاهرات، معظمهم من المحتجين العزل، لكن كان منهم أيضا أفراد أمن، في موجة الاضطرابات الشعبية مع قيام قوات الأمن العراقية ومسلحين مجهولين بقمع الاحتجاجات. واستقال عبدالمهدي تحت ضغط الاحتجاجات.
وفاز رجل الدين البارز مقتدى الصدر بالأغلبية في انتخابات أكتوبر الماضي. ويشير محللون إلى أن احتجاجات تشرين نجحت في تعديل قانون الانتخابات، رغم أنه تم تفصيله بعد ذلك تفصيلا تاما لحساب الكتل الانتخابية المشاركة في الانتخابات، خاصة لصالح المستفيد الأكبر، التيار الصدري.
ويرى الكثيرون أن التظاهرات نجحت في كشف النظام السياسي أمام الرأي العام، ووضعت حدا للأكاذيب المستمرة ومحاولة تغذية المواطن العراقي بالأوهام.
وجاء في تغريدة:
AlKhazraji_75@
#ثورة_تشرين
ستظل تشرين أعظم وأنبل ثورة في تاريخ العراق المعاصر لأنها هزت عروش الطغاة وقالت كلمة حق بوجه معمم جائر.
تشرين أعادت لنا شيئا من كرامة الوطن الذي يملؤه الظلام
ستظل تشرين فجرا ننتظره.
#ستنتصر_ثورة_تشرين #العراق.
وعلقت مدونة على مقاطع فيديو تم تداولها بكثافة توثق تورة أكتوبر:
randalsaffar2@
هذه المشاهد في أعظم مرحلة بتاريخ العراق الحديث المحتل منذ 5 أعوام بدأت أعظم حقبة بتاريخ العراق المحتل رحم الله شهداءنا الأبطال شهداء الوطن الأحرار وحفظ من يسعى لأخذ الثأر من قاتـ.لـ.كم .مانسيناكم #بعدنا_نريد_وطن وعد لعيونكم ودمكم وترابكم #ستنتصر_ثورة_تشرين لن نخضع والوطن هوية.
وصارت احتجاجات تشرين/أكتوبر التي خرج فيها الشباب العراقي، وقبلها في احتجاجات عامي 2015 و2018، بمثابة الفرص التي يُمكن من خلالها تغيير ما يريده العراقيون، من سلاح منفلت وفساد، وميليشيات وفقر وغياب للقانون.
لكن في تلك الفترة، تلقى المتظاهرون تهديدات عديدة، بعضها بالقتل، وأخرى بقضايا تتعلق بشؤون خاصة، مثل وظائفهم، خاصة الذين يعملون في مؤسسات حكومية، وأخرى بذويهم، وقد راح ضحية هذه المظاهرات الكثير من الشباب والناشطين بين قتلى ومختطفين ومغيبين قسريا، وجاء في تعليق:
HASSANALHAMMADl@
ذكرى تشرين الرفض، رفض كل فاسد وقاتل
خرجنا بعفوية وبفطرتنا الأولى بمحاولة لاسترجاع الوطن من المشوهين وإعادة معنى الحياة والحقوق للناس جميعاً،
فرجعنا فاقدين أحبة في سبيل الحرية والعدالة وإثبات أن لهذا البلد شباب طامحين للتغيير، وكانت محاولة شريفة نفتخر بها.
وعبّر ناشط:
Drkhalil95@
لا يفنى ثائرٌ ولا تموت ثورة قامت لإحقاق العدل وإزهاق الباطل، لا ينفع سلاح ولا يجدي إرهاب، لن تكسروا أرواحنا، ولن تخور عزيمتنا، سنبقى سلاحا ذا حدين بوجه كل من يريد إذلال وتدمير هذا البلد وسيبقى العراق عالي جناحه بزود شبابه الأحرار
#ذكرى_ولادة_وطن.
ورغم مرور نحو خمس سنوات على الثورة ومقتل المئات من الناشطين، إلا أن الجناة ما زالوا يفلتون من العقاب. ولم تثمر اللجان الحكومية التي شُكلت في حكومتي عادل عبدالمهدي ومصطفى الكاظمي، للتحقيق بشأن عمليات القتل في الاحتجاجات، عن أي نتائج.
واستذكر برلمانيون الثلاثاء هذه الذكرى مؤكدين على ضرورة تشريع قانون للاحتجاجات السلمية.
وقال رئيس كتلة “أنا العراق” النيابية حيدر السلامي، خلال مؤتمر صحفي عقده بمعية نواب عن كتلته، “نستذكر اليوم، الذكرى السنوية الخامسة لثورة تشرين العظيمة، التي انطلقت في الأول من تشرين الأول لعام 2019، احتجاجاً على تفشي الفساد وسوء الخدمات وتردي الواقع الاقتصادي، وانحسار فرص العمل، وغياب العدالة الاجتماعية”.
وأشار السلامي إلى أن ثورة تشرين كانت وما زالت مؤمنة بالنظام الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة، حاملة لمشروع التغيير المتمثل في تصحيح المسار الذي انتهج دكتاتورية التفرد بالقرار، والتي تُعد سابقة خطيرة في النظم الديمقراطية.
ولفت إلى أن المشاهد المريرة التي شهدتها البلاد، حيث مارست آلة القتل ضد الشباب المحتج، لا تزال حاضرة في الذاكرة، إذ واجه المتظاهرون القمع بكل سلمية، رافعين العلم العراقي تعبيراً عن ولائهم لبلادهم.
وأوضح أن “السلطة آنذاك وقفت عاجزة عن حماية المتظاهرين مما أدى إلى سقوط أكثر من 800 شهيد، والآلاف من المصابين والمعاقين، وما يزال العديد من المغيبين مجهولي المصير حتى يومنا هذا”.
وأشار إلى أن الأمهات فقدن أبناءهن، وترملت النساء، وتيتم الأطفال، وما يزال الإفلات من العقاب هو سيد الموقف، حيث إن المجرمين والقتلة لا يزالون طلقاء وعلى مرأى ومسمع السلطات المتعاقبة منذ اندلاع الاحتجاجات في عام 2019، وهو ما أكدته تعليقات الناشطين:
Heba_Al_Adnan1@
سيذكر التاريخ أن هناك ثورة اسمها ثورة #تشرين كانت قاب قوسين أو أدنى أن تعيد للعراقيين وطنهم المسلوب
لكن تكالب عليها الجبابرة والجلادون
اتحد الكاتم مع التوثيه والقناص
فكشروا عن أنيابهم على أحرارها وحاربوها
لأنها زلزلت عروشهم وأسقطت
أقنعتهم وحطمت صنميتهم.
وكرر السلامي مطلبه بضرورة أن تتحمل الحكومة مسؤوليتها الكاملة في ملاحقة قتلة الشباب، وإنزال العقاب العادل بحقهم.
وأكد على ضرورة تشريع قانون للاحتجاجات السلمية، يسهم في حماية العراقيين من ممارسة حقهم الدستوري في الاحتجاج السلمي، ويمنع كل من تسول له نفسه قمع وقتل المتظاهرين.
وأضاف أن التاريخ العراقي حافل بثورات واحتجاجات الشعب ضد الفاسدين والعابثين بمقدرات البلاد، محذراً من مغبة عدم مراعاة الله في إدارة البلاد بما يؤمّن العيش الكريم لجميع العراقيين بعيداً عن الأجندات الخارجية والمصالح الحزبية والشخصية.
كما حذر كل من بيده السلطة من مغبة انطلاق احتجاجات أخرى لا تُحمد عقباها.
المصدر : (العرب) لندن