ست روايات تتنافس على الجائزة العالمية للرواية العربية 2025

.
الإسكندرية (مصر( – أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية التي يرعاها مركز أبوظبي للغة العربية يوم الأربعاء القائمة القصيرة للأعمال المرشحة للفوز في دورتها الثامنة عشرة، والتي ضمت ست روايات من موريتانيا والعراق وسوريا ولبنان ومصر والإمارات.
وجرى الإعلان عن القائمة القصيرة في مؤتمر صحفي عُقد في مكتبة الإسكندرية، بمصر، حيث كشفت منى بيكر، رئيسة لجنة التحكيم، عن العناوين المرشحة للقائمة، وشارك في المؤتمر أعضاء لجنة التحكيم، بلال الأرفه لي، أكاديمي وباحث لبناني؛ وسامبسا بلتونن، مترجم فنلندي؛ وسعيد بنكراد، أكاديمي وناقد مغربي؛ ومريم الهاشمي، ناقدة وأكاديمية إماراتية، بالإضافة إلى ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة، وفلور مونتانارو، منسقة الجائزة، ومدير مكتبة الإسكندرية، أحمد زايد. كما حضر المؤتمر الصحفي رئيس مركز أبوظبي للغة العربية علي بن تميم وعدد من الكتاب والنقاد والإعلاميين.
والروايات المرشحة هي “دانشمند” للموريتاني أحمد فال الدين، و”وادي الفراشات” للعراقي أزهر جرجيس، و”المسيح الأندلسي” للسوري تيسير خلف، و”ميثاق النساء” للبنانية حنين الصايغ، و”صلاة القلق” للمصري محمد سمير ندا، و”ملمس الضوء” للإماراتية نادية النجار.
وتخصص الجائزة مبلغ 10 آلاف دولار لكل رواية بلغت القائمة القصيرة، فيما تحصد الرواية الفائزة 50 ألف دولار إضافية عند الكشف عنها في 24 أبريل بالعاصمة الإماراتية أبوظبي.
في تعليقها على القائمة القصيرة، قالت منى بيكر، رئيسة لجنة التحكيم “تميزت الروايات الستّ التي اختيرت ضمن القائمة القصيرة هذا العام بالتركيز على الجانب الإنساني لشخصياتها الرئيسية، سواء كانت الشخصية امرأة درزية من ضيعات لبنان في القرن الواحد والعشرين في ‘ميثاق النساء‘ أو حُجة الإسلام الإمام أبو حامد مُحمد الغزالي في القرن الثاني عشر الميلادي في ‘دانشمند‘، وسواء كان التركيز علي رحلة استكشاف شابة كفيفة لحواسها الأربع في ‘ملمس الضوء‘ أو رحلة الأندلسي عيسي أو خيسوس في البحث عن قاتل والدته في ‘المسيح الأندلسي‘.”
وتابعت “سواء كانت تصور واقعاً امتزج بالخيال وتراجيديا امتزجت بالكوميديا، حيث تسخر الشخصية الرئيسة من كل شيء، فذلك سلاحها لمواجهة مأساوية الواقع في ‘وادي الفراشات‘، أو سواء اختار الروائي التصوير الواقعي لشخصيات هي في عمقها رموز لحالات سياسية او اجتماعية. إن القارئ هنا يكتشف وضعيات تُرى في الواقع ولكنها ليست سوى يافطات ظاهرية تتسم باللبس والغموض في ‘صلاة القلق‘، مما يجعل قراءاتها تتنوع وتتعدد.”
وأضافت: “لم يكن المضمون وحده هاجسنا للكشف عن هذه المضامين، فالرواية بناء فني في المقام الأول، والتمثيل السردي وصيغه هما وسيلة الروائي في خلق عوالم لا تتحقق إلا في التخييل.”
وأشارت الأكاديمية المصرية إلى أن وصول أي عمل للقائمة الطويلة هو فوز جزئي، مشيرة إلى أن اللجنة اتبعت مجموعة من المعايير الفنية والأدبية المتعارف عليها من أبرزها اللغة وأجرت مناقشات مطولة في كل مرحلة بدءا من التصفية الأولية للأعمال المتقدمة وصولا إلى القائمة القصيرة.
من جانبه، قال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة “تدعوا روايات هذه القائمة القصيرة القارئ إلى التذوق والاستمتاع بها؛ لتنوّع ثيماتها، وبراعة أساليبها، وتعدد أصواتها، فضلاً عن سعة رقعتها ديموغرافيًا. ويأخذ النفس الأنثروبولوجي الذي يميز بعض هذه الروايات القارئ في رحلات استكشاف يتجاوز فيها السرد المسارات التقليدية إلى جوانب من الحياة الثقافية العربية لا يسهل الولوج إليها إلّا من الداخل.”
وأضاف “يلعب العنصر النسائي دورا بارزا في بعض الأعمال، فيكشف السرد أحيانا عن الوتيرة البطيئة والمتعثرة للتغيير الاجتماعي. وتسيطر أمّهات الكوارث السياسية الأخيرة في العالم العربي على بعض هذه الروايات، لتكشف لنا عن عوالم من الديستوبيا ترزح تحت وطأة الفقدان والتفكك الاجتماعي والمخاوف المستَعِرة. لا شك أن هذه القائمة ستجذب إليها شريحة واسعة من القراء العرب، وأنّها ستُدهش القرّاء الأجانب بما تحمله من ثراء وإبداع حين ترجمتها.”
وتابع سليمان “لقد أضحت الجائزة العالمية للرواية العربية، بل أصبحت وأمست وغدت، الجائزة الأولى عربيا وعالميا في ميدانها، ولا أركن في هذا الادعاء إلى دغدغات أحلام مجلس أمناء الجائزة بل إلى حقيقة جلية واضحة في الساحة الثقافية العربية، جعلت هذه الجائزة مُلكا لنا جميعا، كُتابا ونقادا وناشرين وإعلاميين، وعلى رأسنا جميعا.. القراء العرب.”
وتلقت الجائزة في هذه الدورة 124 رواية اختيرت منها 16 رواية للقائمة الطويلة في يناير.
ويذكر أن الجائزة العالمية للرواية العربية من أهمّ الجوائز الأدبية المرموقة في العالم العربي. تهدف الجائزة إلى مكافأة التميّز في الأدب العربي المعاصر، ورفع مستوى الإقبال على قراءة هذا الأدب عالمياً من خلال ترجمة الروايات الفائزة والتي وصلت إلى القائمة القصيرة إلى لغات رئيسية أخرى ونشرها.