صناعة البناء في كاليفورنيا لا يمكنها الاستغناء عن الخشب الكندي

تكديس خشب البناء في إحدى مناشر مقاطعة بريتيش كولومبيا في أقصى الغرب الكندي (أرشيف).
الصورة: La Presse canadienne / DARRYL DYCK
RCI
يقول بناة المنازل في ولاية كاليفورنيا الأميركية إنه ليس أمامهم خيارات كثيرة سوى الاستمرار في شراء الخشب الكندي فيما يعيدون فيه بناء آلاف المنازل التي التهمتها نيران حرائق الغابات المدمرة في لوس أنجلوس، حتى لو فرض رئيس بلادهم دونالد ترامب رسوماً جمركية بنسبة 25% على الواردات الكندية.
رئيس ’’جمعية صناعة البناء في كاليفورنيا‘‘ (CBIA)، دان دانمُوير، قال أمس إنه ’’لا توجد بدائل حقيقية‘‘ عن الخشب الكندي المستخدم في بناء المنازل في الولاية لأنّ حوالي 80% من أراضي كاليفورنيا مملوكة للحكومة الفدرالية أو لحكومة الولاية ولا يمكن قطع الأشجار فيها.
وقال دانمُوير أيضاً إنّ كاليفورنيا تفتقر إلى مناشر الخشب والسياسات البيئية وسلاسل التوريد التي من شأنها أن تسمح بالتحول السريع إلى إنتاج خشب البناء محلياً، مضيفاً أنّ إجراء مثل هذه التغييرات قد يستغرق سنوات.
’’نحن نعتمد بشكل كبير على الخشب الكندي‘‘، تابع دانمُوير.
نحن نحب الخشب الكندي. إنه ذو جودة عالية للغاية، ويتم حصاده بشكل ملائم للبيئة. إنه حقاً مادة عالية الجودة.نقلا عن دان دانمُوير، رئيس ’’جمعية صناعة البناء في كاليفورنيا‘‘
’’أفهم أنه، من وجهة نظر رئيس أو رئيس حكومة، الأمرُ كله يتعلق بالوظائف. الأمر كله يتعلق بالتأكد من أنّ شعبك لديه دخل ونمط حياة، ونوعية حياة ممتعة… لكن محاولة القيام بذلك خلال عطلة نهاية أسبوع والقول، ‘مهلاً، نريد فقط فرض هذه الرسوم الجمركية الكبيرة على أيّ بلد دون خلق الاقتصاد (المعني) داخل بلدك، هذا يعني فقط ارتفاع الأسعار، ونقطة على السطر‘‘، قال دامُوير.
وكان الرئيس الأميركي قد أصدر يوم السبت الفائت أمراً تنفيذياً هدّد أعلن فيه فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على المنتجات الكندية، ما عدا قطاع الطاقة الذي استهدفه برسوم نسبتها 10%، ابتداءً من الثلاثاء 4 شباط (فبراير)، ما من شأنه أن يزيد الرسوم على الخشب الليّن إلى قرابة 40% عندما تؤخذ الرسوم الحالية البالغة نسبتها 14,4% في الاعتبار.
وردّت كندا بالإعلان عن رسوم جمركية انتقامية ابتداءً من التاريخ نفسه. لكنّ مكالمتيْن هاتفيتيْن يوم الاثنين، في الصباح وبعد الظهر، بين ترامب ورئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو سرعان ما وضعتا حداً لكل هذه الرسوم، على الأقل لمدة 30 يوماً.
رئيس حكومة مقاطعة بريتيش كولومبيا، ديفيد إيبي (أرشيف).
الصورة: Radio-Canada / Anaïs Elboujdaïni
ويعتبر قطاع الصناعة الحرجية في مقاطعة بريتيش كولومبيا البريطانية وفي كافة أنحاء كندا أنّ الرسوم الجمركية الأميركية غير ضرورية وغير مبررة، نظراً لأنّ هذا القطاع في الولايات المتحدة غير قادر حالياً على تلبية كلّ احتياجات السوق الأميركية من خشب البناء، إنما حوالي 70% منها فقط، وبالتالي يُستخدم الخشب المستورد من كندا لسدّ النقص.
يُذكر أنّ ترامب قال في 30 كانون الثاني (يناير) إنّ الولايات المتحدة لا تحتاج إلى استيراد خشب البناء إذ ’’لدينا كلّ الأشجار التي تحتاجون إليها‘‘.
ويوم أمس أعلنت حكومة بريتيش كولومبيا أنها شكلت مجلساً جديداً يتكوّن من ممثّلين عن قطاع الصناعة الحرجية وعمال القطاع ومن خبراء في العلاقات مع الولايات المتحدة وموظفين حكوميين من أجل تعزيز مصالح المقاطعة في النزاع مع الولايات المتحدة بشأن الخشب اللين.
وقالت الحكومة إنّ المجلس الجديد سيقدّم ’’توصيات بشأن الخطوات التي يمكن لبريتيش كولومبيا أن تتخذها لإلغاء الرسوم (الأميركية) على الخشب الليّن البالغة نسبتها 14,4%‘‘ وإنه عقد أول اجتماع له في 30 كانون الثاني (يناير).
(نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)