عنف قصف إسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية منذ بدء العدوان
غارات جوية استهدفت مناطق بينها الغبيري وحارة حريك وبئر العبد والعمروسية، حسب مراسل الأناضول، فيما لم تتوفر على الفور معلومات عن الخسائر..
بيروت/ نعيم برجاوي/ الأناضول
شن الجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، سلسلة غارات جوية جديدة على مناطق عدة بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، في موجة قصف هي الأعنف منذ بدء العدوان على لبنان في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وأفاد مراسل الأناضول بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شن 7 غارات جوية قوية على مناطق الغبيري وبئر العبد وحارة حريك والعمروسية في الضاحية الجنوبية لبيروت، في أعنف قصف منذ بدء الحرب.
وحسب وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية فإن أصوات الغارات العنيفة تسمع في أرجاء العاصمة ومحافظة جبل لبنان (وسط).
ولم تتوفر على الفور معلومات عن خسائر بشرية ولا أضرار مادية.
وجاء القصف عقب 3 إنذارات أطلقها متحدث الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، عبر منصة “إكس”، دعا فيها إلى إخلاء 12 مبنى في مناطق الغبيري وشيفات والعمروسية وحارة حريك وبرج البراجنة والحدث.
أدرعي زعم، في بياناته خلال أقل من ثلث ساعة، أن هذه المباني توجد بالقرب من “أهداف ومصالح تابعة لحزب الله”.
والضاحية الجنوبية هي المساحة بين ساحل بيروت الجنوبي وبداية جبل لبنان شرق العاصمة، وتتبع إداريا محافظة جبل لبنان (غرب)، وفي قلب الضاحية توجد منطقة حارة حريك على مساحة 1.82 كلم مربع.
وتبعد حارة حريك 5 كلم عن بيروت، وتوصف بالمعقل السياسي لـ”حزب الله”، حيث تضم مقراته الأمنية والسياسية، مثل مركز القيادة ومكاتب نوابه ومجلس شورى الحزب، بالإضافة إلى تركز سكاني كثيف.
ووفق إعلام عبري، أطلق “حزب الله” الأحد نحو 250 صاروخا على وسط وشمال إسرائيل، وذلك ردا على قصف إسرائيلي عنيف على بيروت السبت.
ويتسق تصعيد الأحد مع وعيد الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم مؤخرا بأن الرد على قصف بيروت سيكون في “وسط تل أبيب”، بعد الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت العاصمة اللبنانية واغتالت المسؤول الإعلامي في الحزب محمد عفيف.
لكن في إطار ادعاءاتها بأنها قضت على نسبة كبيرة من قدرات “حزب الله”، تجاهلت إسرائيل هذا التحذير وقصفت بيروت بكميات كبيرة من المتفجرات السبت، في محاولة لاغتيال القيادي العسكري البارز بالحزب محمد حيدر.
ويرى مراقبون أن إسرائيل لم تعد تراعي أي قواعد اشتباك (غير مكتوبة) كما جرى العرف مع “حزب الله”، والتي تعتبر ضاحية بيروت الجنوبية مثل حيفا، وبيروت مثل تل أبيب.
وعبر إصراره على الرد السريع على قصف بيروت، يبدو أن “حزب الله” يصر على إثبات أنه لملم جراحه، ومن ثم إعادة إسرائيل إلى سياسة قواعد الاشتباك الضمنية التي كان يجري العمل وفقا لها طوال السنة الماضية.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها “حزب الله”، بدأت غداة شن إسرائيل إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 149 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و754 قتيلا و15 ألفا و626 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء الأحد.
ويوميا يرد “حزب الله” بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار مخابراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.