قيم كندا تتعرّض ’’للاختبار من خلال الهجمات على الديمقراطية‘‘

رئيس الحكومة الفدرالية مارك كارني ملقياًَ خطاباً اليوم في أوتاوا بمناسبة عيد كندا الوطني.
الصورة: La Presse canadienne / Spencer Colby
RCI (راديو كندا الدولي)
شهدت مراسم الاحتفال اليوم بعيد كندا الوطني في أوتاوا إشادات بالوحدة الوطنية في عالم تهزّه الحروب والتهديدات التجارية الأميركية وعدم اليقين الاقتصادي.
’’لقد قرّرنا ألّا نتفرّق ونتقاتل، بل أن نتّحد ونبني معاً. لأنّ هذه هي الطريقة الكندية‘‘، قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أمام آلاف الكنديين الذين تجمعوا اليوم في العاصمة الفدرالية احتفالاً بمرور 158 عاماً في مثل هذا اليوم على قيام الاتحادية الكندية.
وحظيت احتفالات هذا العام في متنزّه لوبريتون فلاتس (LeBreton Flats / Plaines LeBreton) في وسط أوتاوا بحضور ملكي، حيث أشاد الأمير إدوارد، الشقيق الأصغر للملك تشارلز الثالث، بوحدة كندا وإنجازاتها. وتشارلز الثالث، عاهل المملكة المتحدة، هو أيضاً عاهل كندا ورئيس الدولة فيها.
’’عند رؤية هذا البحر من اللونيْن الأحمر والأبيض‘‘، قال دوق إدنبرة قاصداً الأعلام الكندية، ’’لا يوجد سوى إحساس واحد يراودني هنا: اليوم هو احتفال حقيقي بكم، وبوطنكم وأرضكم، أقوياءَ وأحراراً‘‘.
وألقى القادة الحاضرون خطابات تخللتها عروض موسيقية وعروض ثقافية للسكان الأصليين وتحليق لسرب طائرات ’’سنوبيردز‘‘ (Snowbirds) للاستعراضات الجوية التابع لسلاح الجو الملكي الكندي.
وحسب بيان صادر عن السلطات الفدرالية حضر حوالي 8.000 شخص الفعاليات التي جرت بالمناسبة.
وقالت حاكمة كندا العامة ماري سايمون إنّ كندا هي حالياً في رحلة مصالحة بدأت بإصغاء الكنديين إلى بعضهم البعض، من خلال تكريم الماضي و’’إبقاء مساحة لآلام‘‘ الشعوب الأصلية ’’وقدرتها على الصمود‘‘.
’’اللطف هو الخيط الذي ينسج مجتمعاتنا المحلية معاً‘‘، قالت حاكمة كندا العامة التي تمثّل بموجب الدستور عاهل كندا.
وفي أول عيدٍ لكندا يحلّ منذ أن أصبح رئيساً للحكومة الفدرالية، تطرّق كارني إلى محطاتٍ في تاريخ كندا شهدت تكاتفاً بين مواطنيها، من معركة فيمي ريدج عام 1917 خلال الحرب العالمية الأولى إلى الدور المحوري لمدينة غاندر في مقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور في شرق كندا في دعم آلاف المسافرين الذين استقبلهم مطارها الدولي عندما توقفت الرحلات الجوية عقب هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 على نيويورك وواشنطن.
’’مرّة أُخرى، نجد أنفسنا في وضع يتخبط فيه العالم. ونجد أنفسنا في وضع يتعرض فيه اقتصادنا للهجوم من خلال حرب تجارية لم نبدأها‘‘، قال رئيس الحكومة الليبرالية ملمّحاً إلى سلسلة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على كندا.
تتعرض قيمنا للاختبار من خلال الهجمات على الديمقراطية والحريات، وهي هجمات يجب أن نقاومها. ومرة أُخرى، بينما يصبح العالم أكثر انقساماً وخطورة، يتّحد الكنديون.نقلا عن مارك كارني، رئيس الوزراء الكندي
واغتنم كارني فرصة إلقائه خطاباً بمناسبة عيد كندا للإشادة بـ’’قانون الاقتصاد الكندي الواحد‘‘ الذي أقرّه البرلمان لتسريع عملية منح التصاريح للمشاريع الكبرى، على الرغم من أنّ القانون، المعروف على نطاق واسع بـ’’سي-5‘‘ (C-5)، وهو الاسم الذي حمله كمشروع قانون، أثار اعتراضات واسعة من منظمات حماية البيئة والسكان الأصليين والمدافعين عن الديمقراطية بسبب التسرّع الذي تمّت فيه دراسته والموافقة عليه.
ودعا كارني الكنديين إلى إظهار الروح المجتهدة المثابرة نفسها التي أدّت إلى بناء طريق سان لوران (سانت لورانس) البحرية وإلى تنظيم المعرض الدولي في مونتريال عام 1967 (Expo 67) بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لولادة الاتحادية الكندية، حاثّاً إياهم على ’’البناء، يا أعزائي، فالبناء‘‘ في مواجهة التهديدات الاقتصادية الأميركية.
من جهته، لم يتطرّق سفير الولايات المتحدة لدى كندا، بيت هوكسترا، إلى الخلافات التجارية مع كندا في رسالته المكتوبة بمناسبة عيدها الوطني.
’’أتذكّر التاريخ الطويل في العمل معاً الذي يجمع بين بلديْنا، حتى قبل قيام الاتحاد الكونفدرالي، في الداخل وعلى الساحة العالمية. واليوم لا نزال ملتزمين بتعزيز أهدافنا المشتركة، من تقوية الدفاع القاري من خلال قيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية (’’نوراد‘‘ NORAD) إلى مكافحة التهديد المميت الذي يشكله الفنتانيل لمواطنينا‘‘، كتب السفير الأميركي.
(نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)