“كسارات البندق” يعيد بن ستيلر إلى الشاشة عبر مهرجان تورنتو
مهرجان تورنتو السينمائي يشهد حضور متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين.
لقطة من فيلم الافتتاح “كسارات البندق”
تورنتو (كندا) – انطلق مهرجان تورنتو السينمائي الدولي بعرض أول لفيلم “ناتكراكرز” (كسارات البندق)، من بطولة بن ستيلر في أول عمل له منذ سبع سنوات، فيما شهد افتتاح هذا المهرجان الذي يُعتبر الأهم في أميركا الشمالية حضورا لمتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين.
ويعود مهرجان تورنتو بقوة هذه السنة، وبكامل بهائه، بعدما فقدت نسخة العام الماضي الكثير من وهجها بفعل إضرابَي الممثلين وكتّاب السيناريو في هوليوود.
وقال الممثل الكوميدي بن ستيلر إنه يشعر بسعادة غامرة لاختيار “كسارات البندق” للعرض في افتتاح مهرجان تورنتو.
ويجسّد الممثل في الفيلم، الذي أخرجه ديفيد غوردون غرين، شخصية مطوّر عقاري في شيكاغو ينبغي له الانتقال إلى أوهايو لرعاية أبناء أخيه الأربعة الذين تيتموا بعد وفاة والديهم.
المهرجان يعود بقوة بعدما فقدت نسخة العام الماضي الكثير من وهجها بفعل إضرابَي الممثلين وكتّاب السيناريو في هوليوود
ظهر بن لأول مرة على الشاشة الكبيرة في فيلم ستيفن سبيلبيرغ “إمبراطورية الشمس” في عام 1987. بعد ذلك قام بمحاولة إخراج لـ”إم تي في”. الشبكة أعجبت بأدائه وأعطته برنامجا خاصا به يسمى “عرض بن ستيلر” (عام 1992). ثم توالت أعماله السينمائية، كما يعرف بأنه كاتب ومخرج ومنتج غزير الإنتاج، لعب دور شخصيات ساخرة وشريرة وأدوارا مركبة جعلته مشهورا في جميع أنحاء العالم.
وقال الممثل عن “كسارات البندق”: “عندما قرأت السيناريو الذي كان صادقا جدا وغير ساخر… قلت لنفسي إنني أتعاطف مع هذا الرجل” الذي يسعى إلى التقرب من عائلته. وأضاف “أعتقد أنها رسالة مهمة، خصوصا اليوم”.
وأوضح “صنعنا هذا الفيلم الصغير بشكل مستقل… كان عملا مليئا بالحب. شعرت بسعادة غامرة لأن تورنتو شاهدته وأرادت افتتاح المهرجان به”.
وتدور أحداث الفيلم عن مايكل المطور العقاري الناجح من شيكاغو الذي يضطر إلى السفر لبلدة صغيرة في أوهايو لرعاية أبناء أخته الأيتام بعد أن تعرض والديهما لحادث مروع.
ويسرد الفيلم تصرفات الأولاد، الذين اكتشف مايكل أنهم يتدربون على الباليه في مزرعتهم حيث يطارد الخنازير والدجاج.
وعلى عكس العروض التقليدية للأفلام، عُرض فيلم “كسارات البندق” لأول مرة في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي من دون عروض أولية أو مقاطع تشويقية.
وقال ستيلر “هذا هو أول جمهور، ولم أتخيل ذلك مطلقا عندما كنا نصور الفيلم لأننا صورناه في هذا البيت الريفي الصغير بميزانية صغيرة جدا، ولم يكن هناك سوانا والأطفال والحيوانات، وكنا نتمنى العثور على مكان عرض يشاهده فيه الناس”.
ويجمع مهرجان تورنتو في هذه الدورة كوكبة من أبرز نجوم هوليوود، ويوفّر برنامجا غنيا يضم عددا من الأفلام التي يُتوقع أن تنافس على جوائز الأوسكار، والأشرطة الوثائقية في شأن مواضيع مطروحة في الوقت الراهن.
وأعرب المدير العام لمهرجان تورنتو السينمائي الدولي كامرون بيلي في تصريح عن سعادته بأن “يقام المهرجان هذه السنة من دون عوائق العام الماضي”.
وذكّر بأن المهرجان “معروف بحماسة جمهوره، وتصل هذه الإثارة إلى ذروتها عندما يكون أكبر نجوم العالم حاضرين فيه”.
ومن العروض العالمية الأولى المرتقبة أيضا فيلم “إيدن” للمخرج رون هوارد، والذي تدور أحداثه في جزر غالاباغوس، وهو من بطولة آنّا دي أرماس وسيدني سويني.
وبعدما ألهبت أنجلينا جولي مهرجان البندقية بأدائها دور مغنية الأوبرا الشهيرة ماريا كالاس في فيلم عن سيرتها، ستكون النجمة حاضرة في تورنتو لمواكبة عرض “ويذاوت بلاد” الذي تولت إخراجه، وهو من بطولة سلمى حايك ويتناول قصة عائلة وانتقام في مطلع القرن العشرين.
وتقام في المهرجان الكندي عروض لما مجمله 278 فيلما، ومع أن بيلي لم يشأ الإفصاح عن تفضيلاته وصف بـ”الشرف الخاص” استضافة العرض العالمي الأول لأحدث أعمال المخرج البريطاني مايك لي “هارد تروث”.
ويحضر المغنيان إلتون جون وبروس سبرينغستين أيضا لمواكبة عرض فيلمين وثائقيين جديدين عن سيرتيهما. لكنهما لن يكونا نجمَي صناعة الموسيقى الوحيدين اللذين يكونان في تورنتو، بل يأتي كذلك كلّ من أندريا بوتشيلي وروبي وليامز وبول أنكا والمغني والمنتج ومصمم الأزياء فاريل وليامز، لمواكبة عروض أفلام تتناول حياتهم الشخصية والفنية.
بعدما ألهبت أنجلينا جولي مهرجان البندقية بأدائها دور مغنية الأوبرا الشهيرة ماريا كالاس في فيلم عن سيرتها، ستكون النجمة حاضرة في تورنتو لمواكبة عرض “ويذاوت بلاد” الذي تولت إخراجه
وأوضح بيلي أن الطابع الموسيقي لعدد من الأفلام المدرجة في البرنامج لم يكن في البداية سوى مصادفة. وقال “كنا محاطين بأفلام مطبوعة بالموسيقى، فقررنا الإذعان”.
وتشمل الأعمال الوثائقية الأخرى التي يضمها البرنامج فيلم “ذي لاست ريبابليك” الذي يتناول قصة النائب الأميركي السابق آدم كينزينغر وانشقاقه عن حزبه، وفيلم “مِن أوف وور” الذي يتمحور حول محاولة عام 2020 للإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
ويُعدّ مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، إلى جانب نظيرَيه في البندقية بإيطاليا وتيلورايد في الولايات المتحدة، أحد المهرجانات التي تشهد عروضا أولى لأفلام تحظى بفرصة كبيرة لنيل جوائز الأوسكار، وفقا للخبراء والمنتجين.
لكن مهرجان تورنتو، المفتوحة عروضه للمشاهدين، يقدم أيضا أفلاما تستهدف جمهورا واسعا على غرار “ناتكراكرز” و”ذي وايلد روبوت”، أحدث إنتاج “دريمووركس أينيميشن”.
وفي البرنامج أيضا أفلام تتمحور حول الرياضة ومستوحاة من قصص حقيقية، منها فيلم “أنستوببل” الذي يتناول قصة مصارع بُترت ساقه اليمنى بينما كان يحلم بالاحتراف. ويؤدي جاريل جيروم دور هذا المصارع بينما تجسّد جنيفر لوبيز شخصية والدته.
ويقام أيضا العرض العالمي الأول لفيلم “ذي فاير إنسايد”، عن قصة مسيرة الملاكِمة كلاريسا شيلدز إلى الميدالية الذهبية الأولمبية.
ويستمر المهرجان إلى 15 سبتمبر الجاري، على أن تُمنح في اختتامه جائزة اختيار الجمهور التي تشكّل مؤشرا مبكرا على جوائز الأوسكار.
المصدر : جريدة (العرب) اللندنية