لازاريني: عام من حرب وحشية يحيل غزة إلى مقبرة لآلاف الفلسطينيين بينهم عدد كبير جدًا من الأطفال..
اسطنبول/ الأناضول
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، الاثنين، إن “عام من الحرب الوحشية” يحيل قطاع غزة إلى “مقبرة لعشرات آلاف الفلسطينيين، بينهم عدد كبير جدا من الأطفال”.
وتحل الاثنين الذكرى الأولى لبدء إسرائيل، بدعم أمريكي، حرب إبادة جماعية في غزة، أسفرت حتى اليوم عن أكثر من 139 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وأضاف لازاريني، في بيان: “مر عام تتعرض فيه العائلات في غزة يوميا لمعاناة لا توصف، حيث أصبح النزوح القسري والمرض والجوع والموت هو القاعدة اليومية لمليوني شخص محاصرين في جيب مدمر”.
وتابع: “عام من الحرب الوحشية يحيل قطاع غزة إلى بحر من الأنقاض لا يمكن التعرف عليه، ومقبرة لعشرات الآلاف من الفلسطينيين، بينهم عدد كبير جدًا من الأطفال”.
وأكد أن “تدمير البنية التحتية الأساسية وصل إلى مستويات كارثية”، مشددا على أنه “في غزة، لا يزال المدنيون يتحملون وطأة الحرب”.
وبالنسبة لأطفال غزة، قال لازاريني إنهم “أول وأكثر من عانى، فإلى جانب القتل والإصابة، فإن كل طفل في غزة يعاني من صدمة نفسية، وكثير منهم يعاني من ندوب غير مرئية مدى الحياة، فيما فقد أكثر من 650 ألف طفل عاما جديدا من التعلم”.
ومضى قائلا إن “توسع الحرب إلى لبنان يخلف دمارا هائلا بين المدنيين”.
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، تشن إسرائيل حربا على لبنان، عبر غارات جوية غير مسبوقة كثافة ودموية استهدفت حتى العاصمة بيروت، بالإضافة إلى توغل بري بدأته في الجنوب، متجاهلة التحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
ووفق الأرقام الرسمية، قتلت إسرائيل 2083 شخصا وأصابت 9869 منذ بداية القصف المتبادل مع “حزب الله” في 8 أكتوبر 2023، بينهم 1251 قتيلا و3618 جريحا، منهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وأكثر من 1.2 مليون نازح، منذ أن بدأت تل أبيب شن حربها على لبنان في 23 سبتمبر وحتى عصر الاثنين.
وفي الضفة الغربية،” استمر المدنيون في تحمل الدمار والخوف والقلق وسط تصعيد وزيادة العمليات العسكرية الإسرائيلية”، وفق لازاريني.
وبموازاة حرب الإبادة في غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 744 فلسطينيا، وإصابة حوالي 6 آلاف و200 واعتقال نحو 11 ألفا و100، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
واختتم لازاريني البيان بالقول: “حان الوقت لإلقاء السلاح بعد عقود من القتل، وإطلاق سراح جميع الأسرى، وتوفير تدفق منتظم من الإمدادات الإنسانية الأساسية بما في ذلك للجوعى والمرضى في غزة”.
وحوّلت إسرائيل قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت حرب “الإبادة الجماعية” نحو مليونين من مواطنيه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضٍ عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.