تقارير إخبارية

لواء إسرائيلي متقاعد: سننهار خلال عام إذا استمرت حرب الاستنزاف

إسحاق بريك في مقال بصحيفة "هآرتس": - إسرائيل تتجه نحو حافة الهاوية وإذا استمرت حرب الاستنزاف ضد حماس و"حزب الله" فستنهار البلاد خلال عام واحد على الأكثر

القدس / عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول

** إسحاق بريك في مقال بصحيفة “هآرتس”:
– إسرائيل تتجه نحو حافة الهاوية وإذا استمرت حرب الاستنزاف ضد حماس و”حزب الله” فستنهار البلاد خلال عام واحد على الأكثر
– دكتاتور واحد (نتنياهو) يتحكم في مصير إسرائيل وقطيع من الأغنام يتبعه بشكل أعمى واستبداله ورفاقه يمكن أن ينقذ البلاد
– غالانت بدأ يدرك أن الحرب فقدت هدفها وإسرائيل تغرق في وحل غزة.. والبلاد قد تصل قريبا إلى نقطة اللاعودة

حذر اللواء المتقاعد في الجيش الإسرائيلي إسحاق بريك، الخميس، من انهيار بلاده خلال عام إذا استمرت حرب الاستنزاف مع حماس و”حزب الله”.
بريك قال في مقال بصحيفة “هآرتس” العبرية: “ثبت أن أغلب تصريحات وزير الدفاع (الإسرائيلي) يوآف غالانت طوال الحرب على قطاع غزة لا أساس لها من الصحة”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربا على غزة أسفرت عن أكثر من 133 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وأضاف بريك: “بعد احتلال مدينة غزة، قال غالانت إن إسرائيل تسيطر بشكل كامل على المدينة وأنفاقها، وخلال فترة قصيرة ستستسلم حماس”.
واستطرد: “وبعد احتلال خان يونس (جنوب)، ادعى أن زعيم حماس يحيى السنوار يركض في الأنفاق بمفرده وفقد السيطرة على رجاله وسيتم القبض عليه خلال أيام قليلة”.
و”بهذه التصريحات، أثار غالانت، إلى جانب زملائه رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الغبار في عيون الشعب الإسرائيلي”، وفق بريك.
وتابع: “في الآونة الأخيرة، يبدو أن غالانت بدأ يفيق من سباته، عندما أعلن في لجنة الخارجية والدفاع بالكنيست أن مفهوم ’النصر الكامل’ (يردده نتنياهو) في غزة هو هراء”.
وأردف: “يبدو أنه (غالانت) بدأ يدرك أن الفشل في التوصل إلى صفقة (لتبادل) رهائن مع حماس من شأنه أن يؤدي إلى حرب إقليمية تضع إسرائيل في خطر جسيم”.
ومنذ ثلاثة أسابيع، تتأهب إسرائيل لرد من إيران و”حزب الله” على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران نهاية يوليو/ تموز الماضي، والقيادي البارز بالحزب فؤاد شكر ببيروت في اليوم السابق.
وبينما تبنت تل أبيب اغتيال شكر، تلتزم الصمت حيال اتهام إيران وحماس لها بقصف مقر إقامة هنية خلال زيارة لطهران، وإن ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مسؤولية بلاده.
** إسرائيل تغرق في الوحل
وحسب بريك، فإن “غالانت بدأ يدرك أن الحرب فقدت هدفها، وإسرائيل تغرق في الوحل بغزة، وتخسر مزيدا من الجنود مع مقتلهم أو إصابتهم، دون أي فرصة لتحقيق الهدف الرئيسي للحرب: إسقاط حماس”.
وتظهر الدلائل أنه رغم مرور نحو 11 شهرا على بدء حربها على غزة، فإن إسرائيل تعجز عن تحقيق أي من أهدافها المعلنة، ولا سيما القضاء على قدرات حماس واستعادة الأسرى من القطاع.
وبوتيرة يومية، تعلن حماس قتل وإصابة جنود إسرائيليين وتدمير آليات عسكرية في أنحاء غزة، وتطلق من حين إلى آخر صواريخ على إسرائيل، وتبث مقاطع مصورة توثق بعض عملياتها.
وحذر بريك من أن “إسرائيل تتجه نحو حافة الهاوية، وإذا استمرت حرب الاستنزاف ضد حماس وحزب الله، فستنهار خلال عام واحد على الأكثر”.
وأكمل أن “الهجمات تزداد في الضفة الغربية وداخل البلاد (إسرائيل)، والاقتصاد ينهار، وإسرائيل أصبحت دولة منبوذة، ما دفع إلى مقاطعة اقتصادية وحظر شحنات أسلحة”.
وزاد: “نفقد أيضا قدرتنا على الصمود الاجتماعي، حيث تهدد الكراهية المتزايدة بين أجزاء مختلفة من الأمة بالاشتعال وتدمير الأمة من الداخل”.
** السنوار ونصر الله
ووفق بريك، “يدرك (زعيم حماس) السنوار وزعيم حزب الله حسن نصر الله الوضع المزري الذي تعيشه إسرائيل”.
وأضاف أنه “ما كان بوسع إسرائيل تحقيقه سابقا عبر اتفاق وقف إطلاق النار أصبح مستحيلا بسبب الشروط الجديدة التي أدخلها نتنياهو في الصفقة المقترحة”.
كما “يقول المشاركون في المفاوضات بالدوحة (الوفد الإسرائيلي) إنهم لا يملكون مساحة للمناورة لأن أيديهم مقيدة (من جانب نتنياهو)”، حسب بريك.
وأكد أن “استخدام (إسرائيل) الاغتيالات يهدد بإشعال الشرق الأوسط كاملا، وهي سياسة قررها الثلاثة المولعون بإشعال الحرائق: نتنياهو وغالانت وهاليفي”.
واعتبر أن “السنوار بدأ يدرك أن حرب الاستنزاف تعمل لمصلحته، فضلا عن حرب إقليمية متعددة الساحات. ولهذا يفضل الآن استمرار القتال على التوصل إلى اتفاق”.
واستطرد بريك أن “إعلان نتنياهو بشأن الحاجة إلى الحفاظ على ’الأصول الأمنية’ (قوات) في غزة، وهي كذبة صارخة، أدى إلى نسف الصفقة”.
وشدد على أن “جميع المسارات التي اختارتها القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل تقود البلاد إلى منحدر زلق. يتحكم دكتاتور واحد (نتنياهو) في مصير البلاد، وقطيع من الأغنام يتبعه بشكل أعمى”.
ومتحدثا عن نتنياهو، قال بريك: “فقد إنسانيته وأخلاقه ومعاييره وقيمه ومسؤوليته عن أمن إسرائيل. فقط استبداله هو ورفاقه في أقرب وقت يمكن أن ينقذ البلاد”.
وأكد اللواء المتقاعد أن “إسرائيل دخلت في حالة من الانحدار الوجودي، وقد تصل قريبا إلى نقطة اللاعودة”.
الأناضول

زر الذهاب إلى الأعلى