مؤيد نعمة // طبق الأصل .. وفن الوصل كاظم المقدادي *

كاظم المقدادي *

فن الكاريكاتير ، من الفنون الصعبة ، لأنه وببساطة يختزل افكاراً كبيرة بخطوط قليلة ، مستقيمة ، او منحنية ، بلغة ولسان ووجدان ، وموقف فنان متمكن في رسم ملحمة لكوميديا سوداء ، قوامها أفكاره وخطوطه ، التي كثيراً ما تتحول إلى اعاصير وزلازل وبراكين ، وحتى إلى فوهات مدافع ، وسهام وسكاكين ..!!

هذه الرؤية الفنية تكونت لدي وأنا أتصفح مئات الرسومات ،، التي جسدت عمل فنان مبدع جاد ،، و صاحب موقف من الحياة والمجتمع والدولة والحكومات بثبات وعناد .

الثابت أن رسوم الكاريكاتير التي ينفذها الفقيد الفنان مؤيد نعمة تختزل جانباً من فلسفته في الحياة ، ومن موقفه ووعيه المتقدم إزاء قضايا المجتمع ، وحقوق الإنسان ، فهو وعلى مدى عقود أجتهد ان يكون صاحب قضية وصاحب موقف ، فجاءت أعماله وافكاره معبرة عن واقع معاش ، وتناقضات مجتمعيةً حادة ، انعكست على شكل خطوطه ورسوماته فجاءت طبق الأصل .. وطبق الفصل ، في المعنى والوصل .

يسعدني ان يكون الفنان الراحل واحد من اهم الزملاء الذين عاصرتهم وعملت معهم في مجلتي والمزمار ، وكانوا بحق نخبة مبدعة ومدهشة ،، تركت بصمة في سجل وتاريخ الفن العراقي المعاصر بفخر ونشوة .

وهنا .. أنا اتحدث عن فنانين كبار لهم باع طويل في الفن التشكيلي ، وفن الكاريكاتير ، اتحدث عن الكبير المدهش طالب مكي وعن المبدعين الرائعين صلاح جياد وفيصل لعيبي ووليد شيت وميسر القاضلي وبسام فرج وخضير الحميري وعبدالرحيم ياسر وضياء الحجار ومنصور البكري ، وطبعا الفنان الكبير مؤيد نعمة الذي صدر عنه كتاب ( نسخة طبق الأصل) من منشورات احمد المالكي. وعلى نفقة زوجته الوفية الإعلامية والكاتبة الاستاذة مها البياتي التي تجسدت فيها كل معاني الإخلاص والوفاء ،، لزوجها الفنان الكبير الفقيد مؤيد نعمة ، رحمه الله وطيًب ثراه

صحفي واعلامي واكاديمي عراقي

استاذ الاتصال الجماهيري / جامعة الفارابي.. بغداد