محمد شكري جميل يرحل تاركا بصمة لا تمحى في السينما العراقية
الفنان الراحل الملقب بـ"عراب السينما العراقية" تناولت أعماله قضايا اجتماعية وسياسية بجرأة وتميز.
صورة للراحل بجوار نصب تذكاري له في نقابة الفنانين
بغداد – فقد الوسط الثقافي والفني العراقي أحد أبرز أعمدة السينما العراقية برحيل المخرج الكبير محمد شكري جميل الذي توفي الاثنين عن عمر ناهز 87 عاما بعد صراع مع المرض. وأعلنت نقابة الفنانين العراقيين خبر وفاته، مشيرة إلى أنه كان رمزا بارزا ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ السينما العراقية، حيث تناولت أعماله قضايا اجتماعية وسياسية بجرأة وتميز.
جميل الملقب بـ”عراب السينما العراقية” و”شيخ السينمائيين” ولد محمد عام 1937 وبدأ مشواره الفني في خمسينات القرن الماضي بإنتاج الأفلام الوثائقية لوحدة الإنتاج السينمائي التابعة لشركة نفط العراق، حيث عمل مصورا ومونتيرا فيها. وكان متزوجا من الممثلة فاطمة الربيعي التي شاركته في بعض أعماله السينمائية.
تميزت بداياته بموهبة لافتة دفعته إلى دراسة السينما في المملكة المتحدة، ثم بدأ العمل مخرجا مساعدا لأفلام سينمائية منها فيلم “مطاردة الفأر” للمخرج بول روثا، وفيلم “عين الثعلب في الصحراء”، إضافة إلى مشاركته في فيلم الرعب “التعويذة” الذي صُوِّر في مدينة الموصل. وشارك في مونتاج أول فيلم عراقي ملون بعنوان “نبوخذ نصر” للمخرج كامل العزاوي.
◙ تميزت بداياته بموهبة لافتة دفعته إلى دراسة السينما في المملكة المتحدة، ثم بدأ العمل مخرجا مساعدا لأفلام سينمائية
أخرج فيلم “الظامئون” عام 1972 وفيلم “الأسوار” عام 1979. واكتسب المخرج الراحل شهرة واسعة منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي عندما أخرج فيلم “المسألة الكبرى” عام 1982 الذي شارك فيه ممثلون عراقيون إلى جانب فنانين عالميين مشهورين مثل الممثل العالمي أوليفر ريد، وكان من أضخم الأعمال السينمائية العراقية، تناول فيه نضال الشعب العراقي ضد المحتل الإنجليزي إبان ثورة العشرين، وفاز بجائزة مهرجان لندن وعدّ من أفضل الأفلام السينمائية.
في عام 1982 أيضا أخرج فيلم “المهمة مستمرة” وهو أول فيلم روائي عن الحرب مع إيران يجمع بين التسجيلي والروائي متناولا حادثة حقيقية وقعت لطيار عراقي تصاب طائرته فوق أراضي العدو أثناء تنفيذه لأحد واجباته مما يضطره إلى الهبوط في مكان ما، ومن ثم يبدأ رحلته في البحث عن طريق الخلاص بالعودة إلى أرض الوطن. أخرج بعد ذلك أفلام “الفارس والجبل” و”عرس عراقي” و”اللعبة” و”الملك غازي”.
آخر فيلم أخرجه كان “الأوجاع والمسرات” عام 2013 مقتبس من رواية تحمل نفس الاسم للكاتب فؤاد التكرلي. وفي مجال الإخراج التلفزيوني أخرج مسلسلات “حكايات المدن الثلاث”، و”الفراشات”، و”السرداب” الذي يعد آخر مسلسل تلفزيوني تولى مهمة إخراجه في عام 2006.
وحصل المخرج الراحل على العديد من الجوائز والتكريمات آخرها كان من مهرجان بغداد الدولي السينمائي الذي حملت دورته العام الماضي اسم محمد شكري جميل، حيث تُوِّج بتكريمه على أعلى مستوى، كما تم إنشاء نصب تذكاري بصورته عند مدخل نقابة الفنانين العراقيين تخليدا لمسيرته وإرثه الفني.
ونعاه الشاعر عارف الساعدي مستشار رئيس مجلس الوزراء العراقي للشؤون الثقافية، ونقابة الفنانين العراقيين، ووزارة الثقافة. وقال وزير الثقافة أحمد فكاك البدراني في بيان إن جميل “يعد واحدا من رواد السينما العراقية العظماء.. روحه ستظل حاضرة في كل مشهد ولقطة رسمها بحب وشغف”.
المصدر : جريدة (العرب) لندن