(مطحنة) إسرائيلية لا توقف النار.. والحزب (رفض لم يرفض)! علي الأمين
يدخل لبنان “برجليه”، عبر مغامرات إيرانية ينفذها “حزب الله”، والتي إرتد “وبالها” عليه أيضاً، الى “مطحنة” إسرائيلية فعلية، “تهرس” أرواح شعبه وجنى عمره بلا هوادة، وسط الجنون الإسرائيلي المتصاعد، و”ترف” كسب الوقت والتعنت أزاء مساعي وقف إطلاق النار إلا بشروطها، لحصد المزيد من الحزب و البشر والحجر، في مقابل محاولة “تدويل” الحل عبر ال ١٧٠١، وسط تخبط لبناني “ممانع” يرفض “تحت الطاولة”، حتى إشعار “إيراني” آخر.
الارجح ان الحكومة الاسرائيلية، لن توقف العمليات العسكرية في لبنان، ومن المبكر أيضاُ موافقة اسرائيل على وقف اطلاق النار. كما ان سيناريو الحرب على غزة، يوفر فرص فهم السلوك الاسرائيلي، لجهة ابداء الاستعداد للقبول باتفاق يؤدي الى هدنة او اتفاق، بينما القرار الفعلي الذي يظهر لاحقا، هو استمرار الحرب وتنفيذ خطط عسكرية مقررة ومستمرة.
الحال في لبنان ليس مختلفا، جدل اميركي-اسرائيلي حول مسودة اتفاق تقدم الى لبنان كمقترح حل، وانتظار رد من “حزب الله” ومن خلفه إيران، يفترض ان يرفضه، لأنه، أولاً، تنفيذ القرار ١٧٠١ بتفسير مناقض لتفسيره، اي منع وجوده عسكرياً في جنوب الليطاني، وكذلك ايضاً، لأن المقترح المقدم هو (١٧٠١ +) ، وهو ما كان اعلن عنه بوضوح الموفد الأميركي آموس هوكستين في آخر زيارة الى بيروت.
لكن “حزب الله” لن يستخدم كلمة “رفض” المقترح، وبالطبع لن يرفضه الرئيس نبيه بري، وبالتالي الحكومة لن تتفوه بكلمة “نرفض”.
ترتيب منطقة جنوب الليطاني، بما يضمن خلوها من اي مصدر تهديد لاسرائيل، بات شبه محقق، ما ينقص رئيس حكومة الحرب بنيامين نتنياهو، هو ضمان ان لا يكون هناك خطر مستقبلي، سواء باستمرار حصول حزب الله على السلاح، تحديدا عبر سوريا، او ضمان عدم وجود اسلحة، للحزب في البقاع والقلمون السورية يمكن ان تشكل تهديداً لاسرائيل.
ضمان ما تبقى، يحتاج الى مزيد من التدمير والعمليات العسكرية في لبنان، والمزيد من الاستهداف لمقدرات “حزب الله” البشرية والعسكرية، طالما ان اسرائيل قادرة على تحمل ردود “حزب الله” العسكرية، وان الغطاء الاميركي متوافر سياسيا وماديا.
وعلى رغم ان لا رفضاُ لبنانياً لمقترحات التسوية، بل قبول مبدئي مع (ولكن)، فان الجيش الاسرائيلي لا يبدو مستعداً لوقف النار، والارجح ان تصعيداً عسكريا سيشهده لبنان في الاسابيع المقبلة من قبل اسرائيل، وعمليات توغل جديدة في اكثر من منطقة جنوبية، مع توقع القيام بعمليات انزال في العمق السوري فضلا عن اللبناني.
على ان اهم ما تتضمنه مسودة الاتفاق، هو وجود منحى يتمثل بدخول لبنان مرحلة التدويل، من باب تنفيذ القرار ١٧٠١، وهذا يتأتى من رفض واشنطن ضمانة الرئيس نبيه بري الشخصية لتنفيذ القرار، والاستعاضة بضمانة اميركية وفرنسية وبريطانية ودولة عربية، اي ستشكل هذه الدول وعبر وجود عسكري مباشر لها، الضامن للبنان ولاسرائيل تنفيذ القرار الدولي. وهذا سيطوي مرحلة بدأت منذ تفاهم نيسان ١٩٩٦، وبعد تحرير الجنوب عام ٢٠٠٠، ثم حرب ٢٠٠٦ والتي لعبت سوريا وايران ثم “حزب الله”، دور الطرف في اي تفاهم او اتفاق لوقف النار، بين الحزب واسرائيل.
“التقهقر” المفاجئ ل”حزب الله” في الحرب الاخيرة، لم تتظهر كامل معالمه، لكن ابرز ما “أبتلى” الحزب في حرب المساندة، فضلاً عن خسائره البشرية الباهظة، وفي مقدمها إغتيال الأمين العام السابق لحزب السيد حسن نصرالله هو انه قدم لاسرائيل بمثابة جوائز ثمينة لم تكن لتتحقق لولا تلك المغامرات “غير المحسوبة” أيضاً، وسط إستعلاء يتصاعد ليس على العدو فحسب، بل على كل اللبنانيين، أودى به الى “مطحنة”، لم يسلم منها لبنان ولا اللبنانيين.
موقع (جنوبية) البيروتي