مفوض الأونروا لمجلس الأمن الدولي: التشريع الإسرائيلي ضد الوكالة يعني تجريد الفلسطينيين من صفة اللجوء
الأمم المتحدة- “القدس العربي” عبد الحميد صيام: بدعوة من الجزائر وسلوفينيا، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة بعد ظهر الأربعاء، وذلك بسبب صدور أوامر إسرائيلية جديدة لإخلاء المدنيين الفلسطينيين من شمال غزة، واقتراب الكنيست الإسرائيلي من اتخاذ قرار بإغلاق مكاتب وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ووقف عملياتها واعتبارها منظمة إرهابية. وقد أعطيت الكلمة في البداية للمفوض العام للوكالة وليزا دوتن، المسؤولة بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
كما طلب الحديث في الجلسة كل من مندوبي فلسطين وإسرائيل وموريتانيا، رئيس المجموعة العربية لهذا الشهر، إضافة إلى تركيا.
وحذر فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا في إحاطته عبر الفيديو، من العواقب التي وصفها بالوخيمة، في حال تبني مشروعات القوانين الإسرائيلية المتعلقة بوقف عمل الوكالة. من الناحية القانونية، “فإن هذا التشريع يتحدى إرادة المجتمع الدولي المعبر عنها من خلال قرار الجمعية العامة رقم 302 بشأن الأونروا، ويعمق الانتهاكات التي أقرتها محكمة العدل الدولية. ومن الناحية السياسية، يسعى “التشريع المناهض للأونروا”، والذي يشكل جزءا من حملة أوسع نطاقا لتفكيك الوكالة، إلى تجريد الفلسطينيين من وضعهم ووصفهم لاجئين، وتغيير معايير الحل السياسي المستقبلي من جانب واحد”.
ونبه المفوض العام أعضاء المجلس بأن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى وصفوا القضاء على الأونروا بأنه “هدف حربي”.
وحذر من أن الفشل في التصدي لمحاولات ترهيب وتقويض الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من شأنه في نهاية المطاف، أن يعرّض العمل الإنساني وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم للخطر.
وقال: “يتعين على المجلس أن يقرر إلى أي مدى سيتسامح مع الأفعال التي تمس جوهر التعددية وتهدد السلام والأمن الدولييْن. أحثكم على حماية هذه الوكالة الأممية من الجهود الرامية إلى إنهاء ولايتها بشكل تعسفي وقبل الأوان، في غياب الحل السياسي الموعود منذ فترة طويلة”.
وقال لازاريني إنه بعد مرور عام على الهجمات “البغيضة” ضد إسرائيل والحرب الكارثية على قطاع غزة، لا تلوح في الأفق أي نهاية للعنف الوحشي الذي يجتاح المنطقة. “لقد كان عاما من الخسارة والمعاناة العميقة، عاما يعج بالهمجية والتجرد من الإنسانية”.
وأضاف بأن التطورات الأخيرة في الشمال تثير القلق بشكل خاص، مشيرا إلى أن مئات الآلاف من الناس يُدفعون مرة أخرى إلى الانتقال إلى الجنوب، حيث الظروف المعيشية لا تطاق وغير إنسانية، حيث يتأرجح سكان غزة، مرة أخرى، على حافة المجاعة.
وقال المفوض العام إن التجاهل الصارخ للقانون الدولي الإنساني، والانهيار شبه الكامل للنظام المدني، يشل الاستجابة الإنسانية في غزة التي أصبحت أكثر الأماكن خطورة في العالم بالنسبة للعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، مشيرا إلى مقتل 226 من موظفي الأونروا خلال 12 شهرا، كما تعرضت مباني الأمم المتحدة، بما فيها غالبية مباني الوكالة، لأضرار أو تدمير.
وأضاف: ” بدون وقف إطلاق نار دائم، والإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن، ووصول المساعدات الإنسانية دون قيود، فإن عملية المساعدات سوف تنهار، مما سيؤدي إلى انزلاق مليوني شخص إلى الفوضى”.
وأكد أن أطفال غزة لم يسلموا من أهوال الحرب. فقد قُتلوا وأصيبوا وتيتموا بأعداد صادمة. كما يعاني أكثر من 650 ألف طفل خارج المدرسة – من صدمات نفسية شديدة ويعيشون بين الأنقاض.
وحذر لازاريني من أن القضاء على الأونروا يعني أن أكثر من 650 ألف طفل سيفقدون أي أمل في استئناف تعليمهم، وستتم التضحية بجيل كامل منهم. وأضاف: “ليسوا غرباء على الفقدان. ولكن حرمانهم من التعليم -الذي ظل دوما مصدر فخر لهم – هو أمر جديد عليهم. ولا يمكننا أن نتحمل خسارة جيل كامل وزرع بذور الكراهية والتطرف في المستقبل”.
وحول الوضع في لبنان، قال المفوض العام للأونروا إن الوكالة فتحت 11 ملجأ لاستضافة أكثر من 4,500 نازح لبناني ولاجئ فلسطيني وسوري في الأراضي اللبنانية، مشيرا إلى أن الحاجة إلى خدمات الوكالة في غزة والضفة الغربية المحتلة ولبنان أصبحت أعظم من أي وقت مضى. وقال “إن أوامر الإخلاء التي أصدرتها السلطات الإسرائيلية مؤخرا لسكان مناطق واسعة من شمال غزة وجنوب لبنان، إلى جانب العمليات البرية المكثفة، تهدد بمزيد من الموت والدمار والنزوح الجماعي للمدنيين.
المصدر : جريدة “القدس العربي” لندن