من الأكثر قدرةً، كرئيس للحكومة الكندية، على الوقوف في وجه ترامب؟
وفقاً لاستطلاعات الرأي الأخيرة، أصبح الحزبان الكنديان الرئيسيان، الحزب الليبرالي الكندي وحزب المحافظين الكندي بقيادة بيار بواليافر، متقاربيْن في نوايا التصويت، مع أرجحية في معظم استطلاعات الرأي لليبراليين

من اليمين: زعيم حزب المحافظين الكندي بيار بواليافر وزعيم الحزب الليبرالي الكندي مارك كارني.
الصورة: Radio-Canada / Montage Yosri Mimouna
RCI
في إعلانه ، بعد موافقة الحاكمة العامة، إجراءَ انتخابات فدرالية عامة في 28 نيسان (أبريل)، قال زعيم الحزب الليبرالي الكندي، رئيسُ الحكومة المنصرفة مارك كارني، إنه بحاجة إلى ’’تفويض قوي‘‘ من الكنديين للتعامل مع تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يريد ’’تحطيم‘‘ كندا.
وتدهورت العلاقات بين البلديْن الجاريْن، الحليفيْن منذ زمن طويل، منذ أن بدأ ترامب يهدّد، حتى قبل تسلّمه مهامه الرئاسية بصورة رسمية، بفرض رسوم جمركية على الواردات من كندا، وقد باشر فرضها فعلاً على العديد من المنتجات الكندية، وأيضاً بسبب كلامه المتواصل، منذ ما قبل تسلّم مهامه أيضاً، عن أنّ كندا يجب أن تكون ’’الولاية الـ51‘‘ في بلاده وأنه ’’مُقدَّر لها‘‘ أن تكون كذلك.
وقال كارني إنّ ترامب ’’يريد تحطيمنا حتى تتمكن أميركا من امتلاكنا‘‘. ’’لن ندعه يفعل ذلك‘‘، أكّد الزعيم الليبرالي.
’’نواجه أكبر أزمة في حياتنا. ويجب أن يكمن ردنا في بناء اقتصاد قوي وفي جعل كندا محميةً بشكل أفضل‘‘، أضاف كارني، مؤكداً أنه لا يريد لقاء ترامب طالما أنّ هذا الأخير لم يعترف بسيادة كندا.
وعلى الرغم من أنّ كارني لم يكن ملزَماً بالدعوة الآن إلى إجراء الانتخابات العامة، إذ يمكن إجراؤها في موعد أقصاه 20 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، فهو أمل في الاستفادة من الانتعاش التدريجي الذي سجّله حزبه الليبرالي في نوايا التصويت وفقاً لاستطلاعات الرأي منذ كانون الثاني (يناير) مع إعلان رئيس الحكومة الليبرالية السابق جوستان ترودو أنه سيستقيل ما أن يختار الليبراليون خلفاً له ومع تولّي ترامب مهامه بصورة رسمية ومواصلته تهديداته لكندا.
ووفقاً لاستطلاعات الرأي الأخيرة، أصبح الحزبان الكنديان الرئيسيان، الحزب الليبرالي الكندي وحزب المحافظين الكندي بقيادة بيار بواليافر، متقاربيْن في نوايا التصويت، مع أرجحية في معظم استطلاعات الرأي لليبراليين، بعد أن ظلّ المحافظون في الطليعة طيلة سنة ونصف تقريباً.
فكارني، البالغ من العمر 60 عاماً والذي كان حاكماً لبنك كندا (2008 – 2013) ثمّ لبنك إنكلترا (2013 – 2020)، يحظى، وفق ما تظهره الاستطلاعات، بثقة متزايدة من الكنديين لمواجهة تهديدات ترامب.
وتشهد كندا البالغ عدد سكانها حوالي 41,5 مليون نسمة ارتفاعاً قوياً في المشاعر الوطنية بسبب تهديدات الرئيس الأميركي.
وفيما درجت العادة أن تتمحور الانتخابات الكندية حول القضايا السياسية الداخلية بشكل رئيسي، يهيمن الآن سؤال واحد: من الأكثر قدرةً، كرئيس للحكومة الكندية، على الوقوف في وجه ترامب؟
”من المستحيل في هذه المرحلة تقديم توقعات‘‘، يقول البروفيسور المساعد فيليكس ماتيو من قسم العلوم السياسية في جامعة وينيبيغ في حديث مع وكالة الصحافة الفرنسية. ’’لكنها ستكون انتخابات تحظى بمراقبة حثيثة، ومن المتوقع أن ترتفع فيها نسبة المشاركة‘‘.
يرى الكثيرون أنها انتخابات وجودية لم يسبق لها مثيل.نقلا عن فيليكس ماتيو، أستاذ العلوم السياسية في جامعة وينيبيغ
ويتعارض زعيما الحزبيْن الرئيسييْن في أمور كثيرة: بواليافر البالغ من العمر 45 عاماً سياسي محترف، فهو نائب في مجلس العموم بصورة متواصلة منذ أكثر من 20 عاماً. وفي أسلوبه الكلامي يحب صيغ الصدمة.
وبواليافر الذي يعتبره البعض قريباً جداً من الرئيس الأميركي من حيث الأسلوب وبعض الأفكار، يرفع شعار ’’كندا أوّلاً‘‘ ويردّ على مهاجميه بأنه يشاطر الكنديين ’’غضبهم وقلقهم‘‘ وأنّ ’’الليبراليين أضعفوا البلاد في مواجهة الأميركيين‘‘.
وهو وعد بأن يركز حملته الانتخابية على الاقتصاد واهتمامات ’’الناس العاديين‘‘، لاسيما على القدرة الشرائية والإسكان.
أمّا كارني فيُعتبر مبتدئاً في السياسة، على الرغم من خبرته الدولية الواسعة كحاكم لبنك كندا ثم لبنك إنكلترا.
فكارني الذي يتميّز بتحفظه شكلاً وبوزنه كلّ كلمة يقولها، لم يكن يوماً نائباً أو وزيراً قبل أن ينتخبه الحزب الليبرالي الكندي زعيماً له في 9 آذار (مارس) ليصبح بالتالي رئيساً للحكومة الفدرالية، وبصورة رسمية في 14 آذار الجاري، لإكمال فترة ولاية جوستان ترودو الذي استقال من منصبه. وبدعوته أمس لانتخابات عامة يكون قد أمضى تسعة أيام كرئيس للحكومة.
وسيكون موضوع الرسوم الجمركية الأميركية حاضراً بقوة خلال هذه الحملة الانتخابية. وفي 2 نيسان (أبريل) من المقرر أن تدخل الرسوم الجمركية ’’المتبادلة‘‘ التي أعلن عنها ترامب حيز التنفيذ.
ومؤخرا تفاخر الرئيس الأميركي بأنه ’’غيّر الانتخابات (الكندية) بشكل كامل‘‘، مضيفاً أنه ’’لا يبالي بمن سيفوز‘‘، بعد أن قال قبل ذلك بيومين إنه لا يرى مشكلة في فوز الحزب الليبرالي الكندي. ’’أفضّل التعامل مع ليبرالي على أن أتعامل مع مُحافظ‘‘، قال ترامب آنذاك، مهاجماً بواليافر.
(نقلاً عن وكالة الصحافة الفرنسية مع إضافات من وكالة ’’رويترز‘‘ للأنباء، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)