هآرتس..أهالي المخطوفين لنتنياهو: من أنت لتحدد مصير أبنائنا وعن أي “قيمة يهودية” تتحدث؟
عيناب تسنغاوكر، أم متان المخطوف في غزة، لخصت حقيقة أساسية. “إذا كان ابني على قيد الحياة، فمن أنت كي تحسم مصيره مثلما حسم فرعون مصير شعب إسرائيل؟”، قالت لوزير الأمن القومي بن غفير، في بحث داخل الكنيست، “أن ترغب في شق طرق، وإقامة بؤر، واستيطان غزة على دماء المخطوفين دون إعادتهم إلى الديار – فهذه ليست قيمة يهودية”.
بعد اتفاق وقف النار في لبنان والإنجازات حيال حزب الله، باتت المعادلة أوضح: استئناف الاستيطان والحرب الأبدية في غزة مقابل صفقة مخطوفين وإنهاء الحرب في القطاع؛ الموت مقابل الحياة. الدولة الملتزمة بصورتها الأخلاقية والإنسانية ملزمة باختيار الإمكانية الثانية.
الوفد المصري الذي وصل أمس إلى إسرائيل للبحث في وقف الحرب في غزة، مؤشر مشجع. فحسب تقرير في صحيفة لبنانية، تتضمن الخطة المصرية وقف نار لشهر حتى شهرين، يتحرر في أثنائه مخطوفون بالتدريج، مع أولوية لكبار السن الذين يعانون من أمراض عضال. وقدرت مصادر أمنية بأنه يمكن التقدم بصفقة تتضمن تحرير مخطوفين، على خلفية تخوف لدى حماس من أن تهدئة الجبهة في الشمال ستسمح لإسرائيل بنقل قوات كبيرة نسبياً للقتال في القطاع. موقف جهاز الأمن لم يتغير: يجب التقدم في المفاوضات لتحرير المخطوفين. الجيش الإسرائيلي، كما أوضح للمستوى السياسي، قد يعود للقتال عندما يتطلب الأمر ذلك.
رئيس الوزراء، نتنياهو، أخذ الموقف بأنه بالإمكان استئناف القتال في لبنان عند الحاجة. شدة الضربات التي تلقتها حماس في غزة أكبر بكثير، لكن نتنياهو يعارض أي انسحاب، حتى ولو كان مؤقتاً، في صالح تحرير 101 مخطوف، لم يعد نصفهم على ما يبدو على قيد الحياة. حكومة إسرائيل تبدي عدم اكتراث لمصيرهم.
وصفقة المخطوفين كما يراها قادة الطائفة المسيحانية، سموتريتش وبن غفير، تهدد الخطة الكبرى لاحتلال غزة، واستئناف الاستيطان و”تخفيف السكان” الفلسطينيين في القطاع بـ 50 في المئة في غضون سنتين، مثلما قال رئيس “الصهيونية الدينية” هذا الأسبوع. في مثل هذه الخطة، ليس للمخطوفين أهمية خاصة. نتنياهو، لأسباب سياسية أيضاً، يفضل وضعاً من الحرب الدائمة. من ناحيته، ضعضعة الائتلاف أخطر من إمكانية بقاء المخطوفين في غزة وتركهم لمصيرهم.
إن إعادة المخطوفين مهمة قومية يجب أن تهز أركان كل مواطن ومواطنة في الدولة. وحسب طاقم أطباء إسرائيلي، بعض منهم في “حالة طوارئ طبية”، لدرجة خطر الموت. قلة فقط سينجون في الشتاء القادم. يجب إنقاذهم الآن.
أسرة التحرير
هآرتس 29/11/2024
(القدس العربي) لندن