هآرتس .. الجيش الإسرائيلي يعارض المستوى السياسي بشأن حواجز الضفة: ضررها يفوق نفعها
على خلفية تفاقم الأحداث الأمنية في الضفة الغربية والتدهور الذي سجل في الفترة الأخيرة، كشف أمس عن مواجهة جوهرية بين الحكومة وكبار قادة جهاز الأمن. هؤلاء القادة عارضوا تعليمات المستوى السياسي التي طلبت إشغال عشرات الحواجز في الشوارع المؤدية إلى المدن الفلسطينية في الضفة الغربية والقيام بتفتيش سائقي السيارات الفلسطينية التي تمر فيها. وأوضح ضباط كبار في جهاز الأمن هذا الأسبوع بأن هذه الحواجز تخلق اختناقات مرورية في الحركة على الشوارع التي يسافر فيها أيضاً المستوطنون، لذلك، يزيدون احتمالية حدوث احتكاك بينهم وبين الفلسطينيين ووقوع عمليات على طول محاور الحركة. يعتقد جهاز الأمن أيضاً أن تعزيز القوات في الضفة الغربية يجب أن يكون موجهاً للنشاطات الهجومية وليس لإشغال عشرات الحواجز.
علمت “هآرتس” أن تعليمات المستوى السياسي لوضع الحواجز، التي ستسري طوال المرحلة الأولى للصفقة بين إسرائيل وحماس، أعطيت عقب طلب قدمه الكابنيت خوفاً من فوران الضفة الغربية عقب تحرير السجناء الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
لهذا السبب، فإنه مع الشروع بالصفقة بين إسرائيل وحماس، بدأت تحدث اختناقات في الخروج من المدن الفلسطينية واستمر الازدحام ساعات طويلة. في مخارج رام الله تم القيام بتفتيشات دقيقة والبوابات بين الطرق الفرعية والشوارع الرئيسية أغلقت.
الإثنين الماضي، أبلغ مسافرون في الشوارع في منطقة رام الله عن تأخير لست ساعات على الحواجز. وشوهدت اختناقات مرورية شديدة أيضاً في منطقة نابلس وأريحا. المسافرون من أريحا أبلغوا بأن السفر الذي يستغرق 20 دقيقة في العادة، طال لثلاث ساعات.
في غضون ذلك، فإنه منذ بدأت إسرائيل عملية “السور الحديدي” في جنين هذا الأسبوع، قتل في المنطقة 13 فلسطينياً بنار الجيش الإسرائيلي، حسب بيان قائد كبير في الجيش. قائد كبير في فرقة “يهودا والسامرة” قال إنه في إطار عملية “السور الحديدي” تسمح قوات الجيش لسكان المدينة بالخروج من المنطقة، لكن الجيش الإسرائيلي “لا يخلي السكان بالقوة، ومن لا يريد الإخلاء يبقى في الداخل ويخاطر بذلك”. هذه الشخصية أضافت بأن هناك تغييرات في أوامر فتح النار في المنطقة: “نحن لا نطلق النار على غير المشاركين، لكن عندما نحاصر مخيم اللاجئين ثم يحاول أحد الهرب، يمكن إطلاق النار على قدمه أو في الهواء”.
رئيس “الشاباك” رونين بار، قال عن عملية جنين: “نحن في معركة متعددة الساحات، وهذا هو الوقت المناسب لـ “السامرة” [شمال الضفة الغربية]. لا يمكن الانتصار على الإرهاب بالدفاع”. وأثنى بار على القوات بسبب قتلها للمخربين اللذين نفذا عملية الفندق. “ثمة إسهام مهم لقيمة إغلاق الدائرة بخصوص الإرهاب”، قال. “هذا يرسل رسالة إلى الميدان تقول بأن الحياة لن تأتي من الإرهاب”.
اعتقلت أجهزة الأمن الفلسطينية عدداً من المطلوبين من كتيبة جنين التابعة لحماس في المنطقة القروية في المدينة، ومن بينهم نشطاء كبار في التنظيم. حسب قول جهات في جهاز الأمن، الحديث لا يدور عن تعاون مع العملية التي بدأها الجيش الإسرائيلي في المدينة، بل عن استمرار نشاطهم في المنطقة القروية التي هرب إليها المطلوبون. كتيبة جنين اتهمت الأجهزة بالتعاون والتنسيق الكامل مع إسرائيل لتنفيذ الاعتقالات. يزن حنون، الذي هو من بين المعتقلين، اعتبر أحد المطلوبين الكبار في كتيبة جنين، وهو متهم بإطلاق النار على رجال أمن فلسطينيين خلال العملية ضد المسلحين في مخيم جنين.
التوتر بين ممثلي السلطة وسكان المنطقة وجد تعبيراً آخر له هذا الأسبوع، عندما جاء محافظ جنين، كمال أبو الرب، إلى قباطية لتعزية عائلات اثنين من نشطاء حماس اللذين قتلا في برقين في تبادل لإطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي. أحد الحاضرين هاجم أبو الرب بذريعة أنه “لم يحميهما”، ثم غادر المحافظ المكان.
ينيف كوفوفيتش، جاكي خوري وهاجر شيزاف
هآرتس 24/1/2025 (عن جريدة القدس العربي)