سياسة

هآرتس.. لترامب: لماذا ترى في حماس إرهاباً ولا تراه في دولة تمارس الاحتلال والقتل والطرد؟

 الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

 

 

إعلان الرئيس الأمريكي ترامب نقل سكان غزة إلى دول أخرى في الشرق الأوسط، استولى على الاهتمام العام في إسرائيل والعالم. تسبب الاقتراح بفرحة كبرى لدى أجزاء واسعة من الجمهور الإسرائيلي، وهو ما ينبغي أن يقلق المواطنين الراغبين بالعيش في دولة سوية العقل تفهم بأن الطريق الوحيد لحل النزاع تمر باتفاقات سياسية مع جيراننا الفلسطينيين وليس بحلول ملفقة تدعي إخفاء مئات آلاف الناس من الأفق بعصا سحرية.

لكن ما ينبغي أن يقلق هو أن فقاعات الصابون المنتشية التي نثرها ترامب قد تشوش الأمر الأهم من كل شيء: 79 مخطوفاً أحياء وأمواتاً، لا يزالون في قطاع غزة بأيدي حماس. المخطوفون ليسوا “خطة مستقبلية” قد تحصل وقد لا تحصل. هم أناس يجتازون منذ 490 يوماً معاناة لا توصف، ودولة إسرائيل ملزمة بفعل كل شيء لإعادتهم.

 رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو خرج عن طوره لسماع خطة ترامب العظمى، وقال: “الفكرة الجيدة الأولى التي سمعتها، فكرة استثنائية”. كما أنه أكثر من الحديث عن اتفاق التطبيع المحتمل مع السعودية (“أنا ملتزم بتحقيق اتفاق مع السعودية، ترامب هو الآخر ملتزم، وكذا القيادة السعودية ملتزمة بتحقيق هذا”). لكن عندما سُئل عن المرحلة الثانية من الصفقة، أجاب بغموض: “سنحاول. هذا ما سنتحدث عنه”.

الغموض ليس صدفة، إذ إن المرحلة الثانية من الصفقة ربما تسقط حكومته، رغم أضغاث أحلام شريكه سموتريتش عن هجرة جماعية للفلسطينيين من غزة. نتنياهو يفهم هذا جيداً، ولهذا يفضل أن يعنى بكل المسائل السياسية التي لا خطر فيها على حكمه. وفي هذا ما يدل على هامشية حياة المخطوفين عنده.

لخوفه من أن تفضل الحكومة الإسرائيلية حماية وجودها على حساب المخطوفين، نأمل في أن تستخدم إدارة ترامب كامل قوتها لتنفيذ الصفقة حتى نهايتها. أمس، قال ترامب: “لن أرتاح حتى يعود كل المخطوفين إلى عائلاتهم”. في المؤتمر الصحافي قبل ثلاثة أيام، شرح قائلاً: “حتى الآن حررنا بضعة مخطوفين، وقريباً سيتحرر المزيد، لكننا نتعامل مع أناس معقدين”.

 ترامب محق: حماس تنظيم إرهابي يستخدم المخطوفين كورقة مساومة بالشكل الأكثر تهكماً. لكن نتنياهو وحكومته “أناس معقدون” أيضاً، معقدون بطمع الحكم والاحتلال والاستيطان الذي يفوق حرصهم على حياة الإنسان. سيكون ترامب ملزماً بالضغط بكل قوته على الطرفين ليعود كل المخطوفين إلى بيوتهم وتصل الحرب إلى نهايتها.

 أسرة التحرير

 هآرتس 7/2/2025

عن (القدس العربي) لندن

 

زر الذهاب إلى الأعلى