هآرتس.. للإسرائيليين: لا تسمحوا لنتنياهو بقتل “المخطوفين” لتحقيق مآربه الحزبية
يقفز الاهتمام الجماهيري هذه الأيام من “حدث” إلى “حدث”: من قضية أمنية إلى إقالة وزير الدفاع، إلى انتصار ترامب في السباق الأمريكي، ومن هناك إلى هجمة جموع مؤيدة للفلسطينيين على مشجعين إسرائيليين في أمستردام، وهكذا دواليك.
في خلفية كل هذه الأحداث، تتواصل الحرب في كل الجبهات: الصافرات، الاعتراضات، السقوطات، التأهب لهجوم إيراني، فيما تنضم عائلة جديدة إلى جحيم الثكل كل بضعة أيام.
وفي خلفية “الخلفية” 101 مخطوف أصبحوا زينة دائمة للواقع، مدفونين أحياء في أنفاق حماس وفي أقبية الاهتمام الجماهيري.
أقوال غالانت في حديثه مع عائلات المخطوفين عقب إقالته كان ينبغي أن تهز الأركان. غيل ديغمان، ابن عم كرميل غات، الذي حضر اللقاء، قال إن العائلات سمعت “بصوت عال وجلي وواضح… بأنه لم يعد هناك سبب لمواصلة الحرب في غزة”. وأوضح غالانت في الحديث بأن الجيش الإسرائيلي حقق كل أهدافه في قطاع غزة، وليس هناك ما يدعو إلى عدم التوصل إلى صفقة مخطوفين. أقواله تستوي مع قرار إقالته واستبداله بإسرائيل كاتس.
وأكد غالانت تخوف العائلات من أن اعتبارات نتنياهو بشأن صفقة المخطوفين ليست عسكرية ولا سياسية. بكلمات أخرى: 101 مخطوف متروكون للتعذيب والموت بسبب اعتبارات نتنياهو الحزبية. هذا بالطبع لا يمنعه من التجول واضعاً الدبوس الأصفر على طية لباسه. غالانت نحي لأنه أصر على الحديث عن المخطوفين ورفض التعاون مع خلطة التملص، أو توفير معاذير أمنية لقرارات حزبية. ويصطف في الطابور آخرون، ولاؤهم مكرس للدولة: رئيس الأركان هاليفي، ورئيس “الشاباك” رونين وبار، والمستشارة القانونية غالي بهرب ميارا. ومع أن نتنياهو ينفي هذا، لكن تجربة الماضي تثبت بأنه ليس هناك ما يدعو لتصديق نفيه أكثر من الأقوال الأخرى التي يتفوه بها.
بالتوازي مع التسيب الداخلي، أعلنت قطر تجميد دورها في المفاوضات على صفقة المخطوفين ما لم تبد “الأطراف” استعداداً للمساومة. بدون جهة وسيطة بين إسرائيل وحماس، ومع حكومة مستعدة للتنازل عن المخطوفين في صالح بقائها، فأمل المخطوفين وعائلاتهم الوحيد هو التجنيد الجماهيري.
إذا لم يطالب الجمهور بتحريرهم فسيموت المخطوفون في أسر حماس وستضيع آثارهم. يجب مطالبة الحكومة بصوت عال بالسعي إلى صفقة ووقف الحرب. صرخة بقوة تهدد حكم نتنياهو تدفعه للعمل من أجل تحريرهم. لشدة الرعب، هذا الأمر الوحيد الذي يوجهه.
أسرة التحرير
هآرتس 12/11/2024
(القدس العربي) لندن